تتصاعد
الدعوات المطالبة بمقاطعة "يوروفيجن 2019" لإقامته في إسرائيل
أحمد
أبو عامر – المونيتور
مدينة غزّة، قطاع غزّة – تصاعدت الدعوات التي أطلقها هيئات ونشطاء داعمون
للفلسطينيّين من أجل مقاطعة مهرجان الأغنية الأوروبّيّة "يوروفيجن 2019"، والمقرّر عقده
في إسرائيل في منتصف أيّار/مايو المقبل.
ودعا وزير الثقافة الفلسطيني ايهاب بسيسو جميع المبدعين في
أوروبا وأماكن أخرى إلى جعل الثقافة كأداة لتحقيق العدالة.
وفي حديثه خلال مؤتمر صحفي برام الله في 17 سبتمبر الجاري،
اتهم بسيسو إسرائيل بانتهاك حقوق الفلسطينيين بشكل منتظم في الأراضي المحتلة،
وخاصةً بحق الفنانين والمبدعين إما عن طريق تقييد حركتهم، أو اعتقالهم بسبب
كتاباتهم وإغلاق المؤسسات الثقافية.
ونقلت وكالات الأنباء المحلية عنه قوله:
"تمثل مسابقة يوروفيجن مسابقة لتنمية الثقافة والفن"، وأضاف: "إن
أي حدث ثقافي يخرج عن سياق الشرعية الدولية يأتي في سياق الاعتراف وكأنه الاعتراف
بسياسات الاحتلال".
وأشاد بالفنانين الأوروبيين الذين وقعوا عريضة تدعو إلى ألا
يعقد يوروفيجن في إسرائيل، قائلاً: "البيان الذي ظهر ووقع عليه نخبة من
المثقفين والمثقفات وتحديدا في أوروبا هو بالنسبة لنا يمثل رسالة مهمة بأن فلسطين
ليست وحدها".
وتأتي تصريحات الوزير في أعقاب رسالة مفتوحة الى صحيفة الجارديان
وقّعها أكثر من 140 فنّاناً في 18 دولة في القارّة الأوروبّيّة وخارجها، بينهم 6
فنّانين إسرائيليّين، أعلنوا فيها مقاطعتهم المسابقة.
وقال الفنّانون في نصّ العريضة: "لا ينبغي أن يكون هناك
عمل - كالعادة - مع الدولة التي تحرمهم من حقوقهم الأساسيّة". وأضافوا:
"نحن ندرك أنّ الاتّحاد الإذاعيّ الأوروبّيّ يطالب إسرائيل بإيجاد موقع غير
مثير للخلاف لمسابقة "يوروفيجن 2019" – في إشارة إلى احتمال عقده في مدينة القدس.
"ولكن يجب أن تلغى تلك الاستضافة في شكل كامل ونقلها إلى دولة أخرى ذات سجلّ
أفضل في احترام حقوق الإنسان".
وجاءت مقاطعة أولئك الفنّانين استجابة لنداء أطلقته نقابة الصحافيّين الفلسطينيّين وشبكة
المنظّمات الثقافيّة الفلسطينيّة في 2 تمّوز/يوليو 2018، دعت فيه أعضاء اتّحاد
البثّ الأوروبّيّ والدول المشاركة في "يوروفيجن 2019" والمتسابقين
والجمهور إلى مقاطعة المسابقة بسبب القمع الإسرائيليّ للفلسطينيّين.
وقالت تلك المنظّمات في رسالتها: "منذ 30 آذار/مارس 2018،
تبنّى الجيش الإسرائيليّ سياسة إطلاق النار بهدف
القتل أو التشويه ضدّ المتظاهرين الفلسطينيّين العزّل في غزّة المحاصرة، ممّا أدّى
إلى مقتل أكثر من 117 منهم،
بينهم 13 طفلاً، وإصابة 13 ألف آخرين، نتجت عن بعضها إعاقات لمدى الحياة، وفي 14
أيّار/مايو 2018، أي قبل يومين من فوز إسرائيل في تنظيم مسابقة "يوروفيجن
2019"، ارتكبت إسرائيل مجزرة قتلت فيها 62
فلسطينيّاً في قطاع غزّة، بينهم 6 أطفال".
وظهرت أولى الدعوات لمقاطعة المسابقة من قبل عمدة مدينة دبلن
مايكل ماك دونشا الذي دعا في 13 أيّار/مايو 2018
إلى مقاطعة المسابقة، كما دعا نوّاب في البرلمان الإيرلنديّ
بلادهم إلى عدم المشاركة، فيما وقّع أكثر من 26 ألف أيسلنديّ على عريضة لمقاطعة المسابقة،
وذلك بعد ساعات من قتل إسرائيل 62 فلسطينيّاً في قطاع غزّة أثناء احتجاجهم
السلميّ.
عبّر وزير الثقافة الفلسطينيّ إيهاب بسيسو في حديث إلى
"المونيتور" في 14 أيلول عن شكره وتقديره لجميع الفنّانين الذين
سيقاطعون "يوروفيجن 2019" في إسرائيل، واعتبر أنّهم منحازون لخيار
السلام والشرعيّة الدوليّة والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم، مشيراً إلى
أنّ إقامة "يوروفيجن 2019" في تلّ أبيب يمثّل انحيازاً لإسرائيل التي
تقوم باضطهاد الفلسطينيّين.
وقال بسيسو: "ندعو عبر "المونيتور" كلّ
المؤسّسات والهيئات حول العالم، والتي تريد التعامل مع إسرائيل إلى الالتزام
بالقرارات الدوليّة المتعلّقة بالصراع بين الفلسطينيّين والإسرائيليّين، وعدم
المغامرة بأيّ خطوة من شأنها زيادة التوتّر، كقبول عرض بإقامة "يوروفيجن 2019" في مدينة
القدس التي هي محلّ نزاع بين الفلسطينيّين والإسرائيليّين".
وفازت مدينة تلّ أبيب في 13 أيلول/سبتمبر الجاري، باستضافة المسابقة التي من
المقرّر أن تجري في 14 و16 و18 أيّار 2019، بعدما استبعدت مدينة القدس. وقال
المشرف التنفيذيّ لـ"يوروفيجن 2019" جون ساند، في تصريحات له عقب فوز مدينة تلّ أبيب: "تلقّينا عروضاً قويّة لاستضافة المسابقة،
وفي النهاية تمّ اختيار مدينة تلّ أبيب لامتلاكها أفضل الترتيبات من أجل استضافة
المسابقة الأكبر على مستوى العالم (...) أتمنّى رؤيتكم بإسرائيل في شهر
أيّار/مايو".
ونشر موقع esctoday وهو متخصص في أخبار يوروفيجن في 18
أيلول/سبتمبر الجاري، تقرير بأسماء الدول وعددها
والتي تنوي المشاركة في المسابقة في إسرائيل، حيث أكّدت 27 دولة في القارة
الأوروبّيّة وخارجها المشاركة.
أكّد الفائز بجائزة "يوروفيجن 1994" تشارلي ماكغيتيجان لـ"المونيتور" أنّ رفضه
المشاركة في المسابقة التي ستعقد في إسرائيل جاء بسبب ما يتعرّض إليه الفلسطينيّون
من قتل على يد الجيش الإسرائيليّ.
وقال: "كنت في إحدى الأمسيات أشاهد نشرة الأخبار في
أيّار/مايو عندما كان رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو يحتفل
بافتتاح السفارة الأميركيّة
في القدس، والحضور كان غير مبالٍ بقتل 62 فلسطينيّاً في غزّة احتجاجاً على افتتاح
مقرّ السفارة"، مضيفاً: "إذا حدث مثل هذا العمل الوحشيّ في بلدنا، لكنّا
من المؤكّد ألغينا أيّ شكل من أشكال الاحتفال".
وشدّد ماكغيتيجان على أنّه ليس معادياً للساميّة وليست لديه
مشاعر معادية لليهود، موضحاً أنّ موقفه هو لفت الانتباه إلى الوضع في الأراضي
الفلسطينيّة، ولا سيّما في قطاع غزّة.
سبق حملة المقاطعة تلك نجاح
حركة المقاطعة العالميّة لإسرائيل BDS في إلغاء 16 فنّاناً عالميّاً مشاركتهم في مهرجان أقيم
في شمال إسرائيل في 6 أيلول/سبتمبر الجاري، بينهم المغنّيّة الأميركيّة لانا ديل ري وهنري لوفر وفولفوكس
وبايتون والمغنّيّة ليتل سيمز، بعد إطلاق حملة بعنوان djsforpalestine#.
أكّد أحد الناشطين في حملة المقاطعة العالميّة لإسرائيل BDS،
فضّل عدم الكشف عن هويّته، لـ"المونيتور" أنّهم تواصلوا مع العديد من
الشخصيّات التي قرّرت مقاطعة يوروفيجن ونشاطات أخرى في إسرائيل من خلال مقابلتهم
وجهاً لوجه، أو من خلال حساباتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ، حيث قدّموا لهم
مستندات ودلائل تثبت حجم الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضدّ الفلسطينيّين، وهو ما
دفعهم إلى التوقيع على العريضة ومقاطعة "يوروفيجن 2019"، مشيراً إلى أنّ
فنّانين أوروبيّين وغربيّين آخرين تواصلوا معهم وقرّروا مقاطعة المسابقة.
من جانبه، أكّد الروائيّ والأديب الفلسطينيّ يسري الغول
لـ"المونيتور" أنّ هدفهم كفلسطينيّين العمل بكلّ قوّة من خلال الجهود
التي تقوم بها المؤسّسات الثقافيّة الفلسطينيّة، على إلغاء إقامة المسابقة في
إسرائيل، وليس الاكتفاء بدعوة الفنّانين الأوروبيّين والغربيّين إلى مقاطعة
المسابقة.
وتوقّع الغول أن يرتفع عدد الفنّانين المقاطعين للمسابقة خلال
الفترة القريبة المقبلة، لا سيّما في ظلّ استمرار الجهود التي تقوم بها حركة
المقاطعة العالميّة لإسرائيل BDS، بالتعاون مع المؤسّسات الثقافيّة الفلسطينيّة
والمناصرين للقضيّة الفلسطينيّة حول العالم، لافتاً إلى أنّهم كفلسطينيّين مع
التواصل الثقافيّ بين شعوب العالم ودوله، ولكن ليس مع دولة تمارس الاضطهاد ضدّهم.
الرابط الأصلي:
https://www.al-monitor.com/pulse/ar/originals/2018/09/palestine-artists-eurovision-boycott.html#ixzz6F5xnxehx
https://www.al-monitor.com/pulse/ar/originals/2018/09/palestine-artists-eurovision-boycott.html#ixzz6F5xnxehx
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.