أحمد أبو عامر – المونيتور
مدينة
غزة، قطاع غزة – سمحت وزارة الاقتصاد في قطاع غزة لأصحاب المطاعم والمقاهي بفتح
أبوابهم لاستقبال الزبائن ابتداءً من 27 أبريل الجاري، وذلك ضمن الخطوات الحكومية
للتخفيف من القيود التي كانت مفروضة سابقاً لمنع انتشار وباء "كورونا"
في قطاع غزة.
ويعد
قطاع غزة من ضمن المناطق الأقل تسجيلاً في عدد الإصابات بالفيروس حول العالم، إذ سجلت
وزارة الصحة في غزة 17 إصابة منذ
21 مارس الماضي، وحتى نهاية أبريل الجاري، تعافت 12 منها، وبقي 5 حالات تحت
الملاحظة العلاجية في مستشفيات قطاع غزة، فيما لم يسجل أي إصابة جديدة بالفيروس
منذ 23 أبريل الجاري.
ويأتي
السماح بفتح المطاعم والمقاهي قبل يوم واحد من التحذيرات
التي أطلقتها الأمم المتحدة في 28 أبريل الجاري، والتي حذرت خلالها من أن منحى
انتشار فيروس كورونا في غزة لم يبدأ بعد، وأن الأمر مجرد مسألة وقت.
وكإجراء
احترازي اتخذت خلية الأزمة لمواجهة الجائحة والتي شكلتها حماس التي تسيطر على قطاع
غزة بالتعاون مع الجهات الحكومية قراراً بإغلاق
صالات الأفراح والمطاعم والمقاهي في 21 مارس الماضي، الأمر الذي اضطر أصحابها
لتسريح 5 آلاف عامل، وتكبدها خسائر كبيرة.
لم
تصدر الجهات الحكومية في غزة إحصائية شاملة بحجم الخسائر التي لحقت بالاقتصاد
الغزي بفعل جائحة "كورونا"، وقال الناطق باسم وزارة الاقتصاد في غزة عبد
الفتاح أبو موسى لـ"المونيتور": "لا نمتلك رقماً دقيقاً حتى اليوم
لحجم الخسائر الاقتصادية فلا زلنا وبالتعاون مع المؤسسات الرسمية والنقابية نحصي
تلك الخسائر وسنعلن عنها مستقبلاً".
وأوضح
أبو موسى أن قرار فتح المطاعم والمقاهي جاء في ظل تراجع عدد الإصابات في قطاع غزة،
بالإضافة إلى إلزام وزارة الاقتصاد لأصحاب تلك المقاهي والمطاعم باتخاذ إجراءات
وقائية مشددة خلال استقبال الزبائن.
وأشار
إلى أن الوزارة سترسل طواقم مراقبة بشكل يومي على تلك المنشآت لقياس مدى التزامها
بالإجراءات الوقائية، محذراً من أن الوزارة قررت إغلاق أي منشأة لم تلتزم بالشروط
التي تم إبلاغ أصحاب المطاعم والمقاهي بها.
ويعد
القطاع السياحي والفندقي من أكثر القطاعات في قطاع غزة تضرراً
بفعل الجائحة، وذكر رئيس هيئة المطاعم والفنادق والخدمات السياحية في غزة صلاح أبو
حصيرة لـ"المونيتور" أن 500 منشأة سياحية وفندقية أغلقت أبوابها بفعل
الجائحة، وهو ما كبدها خسائر كبيرة تجاوزت الـ 10 ملايين دولار منذ 21 مارس وحتى
26 أبريل الجاري.
وأوضح
أبو حصيرة أن عدد العاملين الذين سرحوا من تلك المنشآت بلغ 5 آلاف عامل، وهو ما
حرمهم من رواتبهم الشهرية، مشيراً إلى أن غالبية المنشآت لم ترجع جميع العاملين
بعد إعادة فتح أبوابها، وذلك في ظل الاقبال الضعيف من قبل الزبائن على ارتياد
المطاعم والمقاهي خوفاً من انتشار الفيروس، على الرغم من اتخاذ المطاعم والمقاهي
لشروط السلامة.
ونشرت
وزارة الاقتصاد قائمة بالشروط
والتدابير الوقائية التي ألزمت أصحاب المطاعم والمقاهي باتخاذها قبل وأثناء
استقبال الزبائن، والتي تمثلت في الزام العاملين بارتداء الكمامات والقفازات، وترك
مسافة بين الزبائن لا تقل عن مترين ونصف، ووضع المعقمات على أبواب المطاعم وغيرها.
مدير
العلاقات العامة والإعلام في مطعم
التايلندي بغزة رامي أبو شنب ذكر
لـ"المونيتور" أن الاقبال لديهم جيد مقارنة مع المطاعم الأخرى، مشيراً
إلى أنهم اتخذوا التدابير الوقائية اللازمة من أجل سلامة الزبائن.
وأوضح
أنهم خلال فترة الإغلاق كانوا يبيعون الوجبات الجاهزة، مشيراً إلى أنهم خسائرهم
خلال أكثر من شهر بلغت 70 بالمائة، إذ أن مجموع ما كانوا يكسبونه يومياً خلال فترة
الطوارئ بلغ ألف دولار مقارنة مع 4.5 آلاف دولار في الأيام التي سبقت فترة
الطوارئ.
من
جانبه، قال مدير مطعم
الدار في مدينة غزة معتز المزرعاوي
لـ"المونيتور": "بعد يومين من قرار فتح المطاعم لا يزال الاقبال
ضعيفاً من قبل الزبائن، بسبب الخوف من الإصابة بالعدوى"، مشيراً إلى أن حجم
الخسائر التي تكبدوها بسبب الإغلاق على مدار أكثر من شهر بلغت 155 ألف شيكل
(43.400 دولار).
وأوضح
أن جزء كبير من الزبائن يطلبون وجبات الطعام الجاهزة لتناولها في المنزل، منوهاً
إلى أن 18 عاملاً من أصل 35 يعملون لديه فقط هم من تم إعادتهم للعمل.
وزارة
العمل في قطاع غزة وبالتعاون مع الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين أعلنت
في 27 أبريل الجاري، عن بدء التسجيل الإلكتروني لعمال قطاع غزة للاستفادة من
برنامج دعم ومساعدة العمال المتضررين من حالة الطوارئ بسبب وباء كورونا، يأتي ذلك
بعد أن وزعت
الوزارة مليون دولار على 10 آلاف عامل منتصف أبريل الجاري.
مدير
العلاقات العامة في الغرفة التجارية والصناعية بقطاع غزة ماهر الطباع توقع في حديث
مع "المونيتور" أن يستمر القطاع السياحي والفندقي في تكبد الخسائر
الفادحة لا سيما في ظل بعض القيود المفروضة من قبل وزارة الاقتصاد على بعض
القطاعات كصالات الأفراح ومنع تقديم الأرجيلة للزبائن، لافتاً إلى أن الكثير من
المطاعم والمقاهي يرتادها الشباب لشرب الأرجيلة وتناول المشروبات.
وأوضح
الطباع أن 45 ألف عامل في قطاع غزة أصبحوا في عداد العاطلين عن العمل بسبب
الجائحة، مبيناً أن حجم ما يقدم من مساعدات للعمال المتعطلين في قطاع غزة يعد ضئيلاً
ولا يذكر، وهو ما أدى لعجز الكثير من أرباب الأسر عن توفير القوت اليومي لأسرهم.
الخوف
من انتقال العدوى واكتشاف حالات جديدة لا يزال يسيطر على سكان قطاع غزة الذين
يرتادون الأماكن العامة والمطاعم بصورة ضعيفة، لا سيما في ظل تواضع الإمكانيات
الصحية، إذ أن يعاني القطاع الصحي من نقص
في أجهزة التنفس وأسرة أقسام العناية المكثفة.