أحمد أبو عامر - المونيتور
مدينة
غزة، قطاع غزة – أطلقت مجموعات تابعة للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة في الفترة ما بين 15-18 يونيو
الجاري، مئات البالونات
الحارقة باتجاه جنوب إسرائيل، وذلك رداً على
قيام متدينين إسرائيليين بمسيرة
الأعلام في القدس واستقبالاً لحكومة بنيت
الجديدة، وفي ظل استمرار إسرائيل بمنع إدخال المنحة
المالية القطرية والكثير من السلع عبر
معابر قطاع غزة منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية في 20 مايو الماضي.
البالونات
الحارقة التي تسببت في اندلاع
عشرات الحرائق في الحقول الزراعية الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة، دفعت
إسرائيل إلى الرد على إطلاقها بقصف مواقع عسكرية تابعة لحركة حماس في مناطق متفرقة من قطاع غزة فجر الـ 16 و 18 يونيو الجاري، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.
فيما
بدأت مجموعات أخرى يطلق عليها اسم "الإرباك
الليلي" بفعالياتها أيضاً في 15 يونيو
الجاري، قرب السياج الفاصل بين إسرائيل وقطاع غزة، والتي تقوم بعمليات إزعاج
للجنود الإسرائيليين على طول الحدود مع قطاع غزة من خلال إشعال إطارات السيارات
وتفجير عبوات صوتية.
الجنود
الإسرائيليون أطلقوا النار تجاه تلك المجموعات وأصابوا
أحد أفرادها بجراح شرق خانيونس، فيما تتجهز تلك المجموعات للقيام بفعاليات مشابهة
خلال الساعات المقبلة، وسط تخوفات من انهيار التهدئة
بين حماس وإسرائيل جراء استمرار إطلاق البالونات الحارقة، ورد إسرائيل عليها بقصف
مواقع لحماس في غزة.
ونقل
الصحفي في إذاعة الجيش الإسرائيلي دورون كدوش في 16 يونيو الجاري، عن مسئول
إسرائيلي لم يذكر اسمه قوله إنه إسرائيل نقلت رسالة
لمصر فحوها "إذا كانت حركة حماس هي التي تقف وراء عمليات إطلاق البالونات
الحارقة أمس، فإن هذا سيضر بالقدرة على دفع المحادثات بشأن تهدئة طويلة مع
غزة".
القيادي
في حركة حماس حماد الرقب اعتبر في حديث مع "المونيتور" أن ما يتم من
إطلاق للبالونات الحارقة والإرباك الليلي هي بمثابة رسالة تحذير لإسرائيل أن
الأمور قد تتجه للتصعيد العسكري مجدداً في حال استمرت بإجراءاتها الاستفزازية
بمدينة القدس واستمرار الضغط الاقتصادي على قطاع غزة.
وشدد
على أن حركته لا يمكن أن تبقى مكتوفة الأيدي في ظل الإجراءات الإسرائيلية بالقدس
من اقتحام متواصل للمتدينين الإسرائيليين للمسجد الأقصى ومحاولات تهجير سكان حي
الشيخ جراح وسلوان وبطن الهوى، بالإضافة إلى مشاهدتها معاناة سكان قطاع غزة بفعل
الحصار.
وأوضح
أن الوسيط المصري الذي حقق وقفاً
لإطلاق النار بين إسرائيل والفصائل
في 20 مايو الماضي، على تواصل مستمر مع قيادة حماس، ويضغط على إسرائيل من أجل تثبيت
التهدئة وإعادة الأمور كما كانت عليه قبل 10 مايو الماضي، من تخفيف للحصار.
وكان
رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار قد حذر خلال مؤتمر
صحفي له في 26 مايو الماضي، من أن
استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بمدينة القدس ستؤدي إلى اندلاع حرب دينية كبيرة في
المنطقة، مهدداً بحرق الأخضر واليابس إذا لم يتم رفع الحصار عن قطاع غزة قبل نهاية
العام الجاري.
واتخذت
الفصائل الفلسطينية من عمليات إطلاق البالونات الحارقة وفعاليات الإرباك الليلي
أسلوباً للضغط على إسرائيل من أجل رفع الحصار عن قطاع غزة والتي أسفرت عن التوصل لتفاهمات
نهاية عام 2018، ونجحت في إجبار إسرائيل على تخفيف جزء منه عبر
السماح بإدخال الأموال القطرية وغالبية السلع وتسهيل حركة الأفراد عبر معابر قطاع
غزة، إلا أن الحرب الأخيرة دفعت إسرائيل للتراجع عن غالبية ما حققه الفلسطينيون من
خلال تلك الفعاليات.
الشاب
وليد أحد القائمين على عمليات إطلاق البالونات الحارقة وفعاليات الإرباك الليلي
والذي طلب ذكر اسمه الأول فقط لدواعٍ أمنية أكد لـ"المونيتور" أنهم
سيواصلون العمل بصورة متصاعدة في ظل استمرار إسرائيل بتشدد الحصار على قطاع غزة،
ومنع إدخال غالبية السلع وفي مقدمتها مواد البناء والأموال القطرية.
وقدر
وليد عدد المشاركين في فعاليات الإرباك الليلي وإطلاق البالونات بالعشرات في جميع
المناطق الحدودية لقطاع غزة مع إسرائيل، محذراً من أنهم سيضطرون لزيادة أعدادهم
وفعالياتهم خلال الأيام المقبلة إذا استمرت إسرائيل في رفض الاستجابة للمطالب
الفلسطينية.
وأظهر
تقرير
صدر عن وزارة الزراعة بغزة في 15 يونيو الجاري، أن الفلسطينيين
تكبدوا خسائر بنحو 12 مليون دولار خلال 35 يوماً من منع إسرائيل تصدير المنتوجات
الزراعية والأسماك من قطاع غزة للخارج.
المحلل
السياسي والرئيس السابق لتحرير صحيفة فلسطين المحلية مصطفى الصواف رأى في حديث مع
"المونيتور" أن إطلاق البالونات الحارقة وعمليات الارباك الليلي هي
بمثابة أعمال شعبية، لجأ إليها الشعب الفلسطيني للضغط على إسرائيل من أجل انتزاع
حقوقه في أبسط مقاومات الحياة دون الوصول إلى مواجهة عسكرية.
وتوقع
أن تنجح تلك الأعمال بالإضافة إلى جهود الوسطاء وتحديداً الوسيط المصري والقطري في
إعادة الهدوء مجدداً إلى قطاع غزة والضغط على إسرائيل من أجل تخفيف الحصار كما كان
عليه الأمر قبل 10 مايو الماضي، وذلك منعاً لتفجر مواجهة عسكرية جديدة.
واعتبر
أن حماس وفصائل المقاومة لا يمكنها أن تسمح لحكومة بينت الإسرائيلية الجديدة أن
تغير من قواعد الاشتباك مع قطاع غزة أو التراجع عن التفاهمات التي تمت بين حماس
وحكومة نتنياهو على مدار سنوات سابقة.
حالة من الارتياح في قطاع غزة سادت خلال الساعات الماضية، جراء عدم اندلاع مواجهة عسكرية جديدة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بسبب مسيرة الأعلام الإسرائيلية بالقدس، فيما تبقى حالة الترقب سائدة في انتظار أن تسمح إسرائيل بالتصدير والاستيراد من وإلى قطاع غزة وإدخال المنحة المالية القطرية.