السبت، 28 أغسطس 2021

تشكيل قوة شرطية لحماية المنشآت السياحية في غزة


أحمد أبو عامر - المونيتور

مدينة غزة، قطاع غزة – أعلن مدير عام الشرطة في قطاع غزة اللواء محمود صلاح أنهم قرروا في وزارة الداخلية إنشاء قوة شرطية لحماية المنشآت السياحية في قطاع غزة، وأطلقوا عليها اسم "شرطة السياحة"، مطالباً أصحاب تلك المنشآت التعاون مع الجهات الأمنية لإنجاح عمل تلك القوة.

إعلان مدير عام الشرطة جاء خلال لقاء عقده مع الهيئة الفلسطينية للمطاعم والفنادق والخدمات السياحية، وعدد من أصحاب المنشآت السياحية بقطاع غزة في 23 أغسطس الجاري، مشدداً على أن الشرطة تبذل جهوداً كبيرة في ملاحقة الخارجين عن القانون ممن تسول لهم أنفسهم الاعتداء أو محاولة المس بالمنشآت السياحية داخل قطاع غزة.

وكانت العديد من المؤسسات السياحية والمطاعم في قطاع غزة تعرضت خلال الأسابيع الماضية لتهديدات من قبل بعض المتشددين على خلفية إقامة حفلات غنائية مختلطة بين الجنسين، والتي كان من ضمنها الحفل الغنائي الذي أقيم في مطعم سيدار غرب مدينة غزة في 25 يوليو الماضي، وأثار جدلاً كبيراً في الشارع الغزي جراء قيام فتاة بالغناء بحضور عدد كبير من الرجال، وهو ما اعتبر مخالفاً لعادات وتقاليد أهالي قطاع غزة.

فيما تعرض منتجع بيانكو السياحي شمال قطاع غزة في 7 أغسطس الجاري، لتفجير عبوة ناسفة وضعها أحد المتشددين على جدار المنتجع، بهدف منع إقامة حفل غنائي داخل المنتجع، وهو الأمر الذي أثار حالة من الخوف في أوساط مرتادي المنتجع، وكذلك أصحاب المنشآت السياحية الأخرى.

الناطق باسم جهاز الشرطة في قطاع غزة العقيد أيمن البطنيجي أكد لـ"المونيتور" أن قرار إنشاء قوة الشرطة السياحية اتخذ، ويجري الآن تجهيز تلك القوة من جميع الجوانب الفنية لتمارس مهامها في حماية تلك المنشآت خلال الفترة القريبة المقبلة.

وأوضح البطنيجي أن الهدف الآخر من إنشاء تلك القوة الشرطية هو معالجة الكثير من المشاكل الفنية والإجرائية الخاصة بعمل القطاع السياحي في قطاع غزة، وأن تكون مرجعية تلك المنشآت هي شرطة السياحة في حمايتها أو أخذ الأذونات لإقامة بعض النشاطات داخلها.

وحول الاعتداءات والتهديدات التي تعرضت لها بعض المنشآت السياحية، شدد البطنيجي على أنهم ألقوا القبض على بعض المشتبه بهم، منوهاً إلى أن التحقيقات في تلك الحوادث وتحديداً تفجير منتجع بيانكو قد شارفت على الانتهاء وسيتم نشر نتائجها قريباً.

تخوفات أصحاب تلك المنشآت ارتفعت بعد أن انتشر مقطع فيديو لسيدة تسبح بشكل شبه عاري في أحد المسابح التابعة لمنتجع بيانكو في 13 أغسطس الجاري، وهو الأمر الذي أثار ضجة في الشارع الغزي، ما دفع بوزارة الداخلية لإصدار تصريح صحفي أكدت فيه أنها تحقق في القضية، وأعلنت أن من قام بتصوير الفيديو ونشره هو زوج السيدة وقامت بإيقافه على ذمة القضية.

مراسل "المونيتور" تواصل أكثر من مرة مع إدارة منتجع بيانكو للحديث معها حول التهديدات التي تعرض لها المنتجع، وموقفهم من تشكيل القوة الشرطية لحماية المنشآت السياحية، إلا أنهم رفضوا التعقيب.

رئيس الهيئة الفلسطينية للمطاعم عبدو غنيم ثمن في حديث مع "المونيتور" قرار إنشاء القوة الشرطية، مشدداً على أن ذلك القرار سيساهم في حماية المنشآت السياحية، وكذلك حل الكثير من الإجراءات الفنية التي تتم بين أصحاب تلك المنشآت والجهات الحكومية.

وأوضح أن انتشار تلك الشرطة يبعث حالة من الطمأنينة لدى أصحاب المنشآت السياحية وكذلك الزبائن، مشيراً إلى أن الاعتداء على المنشآت بالإضافة إلى الإغلاقات التي شهدها قطاع غزة بسبب وباء كورونا كبدت أصحابها خسائر مالية فادحة، وهو الأمر الذي يهدد قطاع السياحة والفندقة في غزة.

الاعتداءات والتهديدات التي تتعرض لها بعض المنشآت السياحية والفندقية أعاد للأذهان سلسلة التفجيرات التي شهدها قطاع غزة في 27 أغسطس 2019، والذي نفذتها مجموعات متشددة ضد عناصر الأمن التابعين لحركة حماس وأسفرت عن مقتل 3 من عناصر الأمن وإصابة آخرين.

من جانبه، اعتبر مدير مطعم السلام أبو حصيرة والرئيس السابق للهيئة الفلسطينية للمطاعم صلاح أبو حصيرة في حديث مع "المونيتور" أن التهديدات والاستفزازات التي تعرضت لها المنشآت السياحية في الآونة الأخيرة من أصحاب الفكر المتشدد، تحتم استحداث مثل هذه القوة الشرطية.

وطالب أبو حصيرة وزارة الداخلية في غزة بضرورة تدريب عناصر تلك القوة بصورة تؤهلهم للتعامل بحرفية مع متطلبات مهنة السياحة والفندقة في قطاع غزة، وأنهم يتعاملون مع أجانب وأشخاص بديانات مختلفة.

المركز الفلسطيني لحقوق الانسان كان قد ناشد في 7 أغسطس الجاري، وزارة الداخلية في غزة لاتخاذ الإجراءات الاحترازية لمنع أي اعتداءات على المنشآت السياحية، وعدم السماح لأي جهة كانت بتعكير الحياة المدنية، والتأكيد على مبدأ سيادة القانون.

المهندس محمد العاصي (42 عاماً) من سكان مدينة غزة ذكر لـ"المونيتور" أن التهديدات المستمرة التي تتعرض له بعض المنشآت السياحة وتحديداً تلك التي تقيم حفلات غنائية مختلطة جعلته يعزف عن ارتيادها، وذلك خوفاً من التفجيرات التي قد يقوم بها متشددين.

أما المواطن مازن شراب (37 عاماً) من سكان شمال قطاع غزة، فرأى أن الخوف من تفجيرات الأماكن السياحة أمر مبالغ فيه، لا سيما وأن التفجيرات تحدث في كل بلدان العالم، معتبراً أن تشكيل قوة الشرطة السياحية سيساهم بشكل أكبر في توفير الأمان للمواطنين ولتلك المنشآت، وسيساهم في نهوض القطاع السياحي والفندقي بقطاع غزة.

وشهد قطاع غزة في الأشهر الأخيرة تصاعداً في الحفلات الغنائية لا سيما في ظل إعطاء وزارة الداخلية التي تديرها حماس الأذونات لأصحاب المنشآت السياحية والفندقية بإقامتها، وذلك على الرغم من الانتقادات التي تعرضت لها من قبل بعض المتشددين والجماعات السلفية.

مقاتلون بارزون في عرين الأسود يسلمون أنفسهم للسلطة

أحمد ابو عامر - المونيتور مدينة غزة، قطاع غزة – سلم المزيد من مقاتلي مجموعة عرين الأسود في نابلس أنفسهم للسلطة الفلسطينية،  وذلك في ظل الاتص...