أحمد
أبو عامر - المونيتور
مدينة
غزة، قطاع غزة – يستعد الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة وبمشاركة الأجنحة
المسلحة للفصائل الفلسطينية للقيام بمناورات
عسكرية عدة تبدأ خلال ساعات وتهدف لرفع
الجهوزية القتالية في ظل التخوفات من قيام (إسرائيل) بعمل عسكري أو أمني مفاجئ في
قطاع غزة، وكذلك لإرسال رسائل سياسية وعسكرية لـ(إسرائيل) والوسطاء بشأن حصار غزة
وإعادة الإعمار.
المناورات
العسكرية والتي ستبدأها حماس في 15 ديسمبر الجاري، بمناورتين خاصتين بجناحها
العسكري أطلق عليها اسم "درع
القدس" وسيشارك فيها مئات المقاتلين،
على مدار يومين، وستنتهي بمناورة عسكرية كبيرة تشارك فيها جميع الفصائل الفلسطينية
المسلحة، نهاية ديسمبر الجاري.
وتتزامن
مناورات حماس مع مناورات
بدأها الجيش الإسرائيلي في 14 ديسمبر الجاري، في منطقة ديمونا والتي تبعد عشرات
الكيلو مترات عن قطاع غزة، وتهدف لقياس الجهوزية ومحاكاة التصدي لرشقات صاروخية من
قبل الفصائل الفلسطينية تطلق على جنوب (إسرائيل).
مسؤول
أمني في حركة حماس أوضح أن المناورات تأتي في ظل تقديرات لديهم بأن إسرائيل قد تقدم
على عمل عسكري أو أمني في قطاع غزة، وتحديداً مع استمرار التحليق
المكثف للطائرات الإسرائيلية بدون طيار في
أجواء قطاع غزة منذ أسابيع، مشيراً إلى أن تلك الطائرات نفذت آلاف الطلعات الجوية
على مدار الأسابيع الماضية وحتى اليوم.
وبين
أن كل التقديرات العسكرية والاستخبارية تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي يقوم بعملية
جمع معلومات عبر طائراته التي تغطي سماء قطاع غزة، مشدداً على أن المناورات سترسل
رسائل واضحة لإسرائيل إذا أقدمت على أي عمل أمني أو عسكري في قطاع غزة، أو إن
استمرت في حصارها وتعطيلها لإعادة الإعمار.
ويترافق موعد انتهاء المناورات نهاية ديسمبر
الجاري، مع الموعد
النهائي الذي أبلغته حركة حماس للوسطاء وفي
مقدمتهم الوسيط المصري بشأن استمرار الحصار وتعطيل عملية الإعمار، وانتقاد الحركة
للوساطة المصرية في وقت سابق من الشهر الجاري.
مصر
التي التزمت الصمت لأيام على انتقادات حماس، أبدت استيائها من ذلك الانتقاد، ونقلت
صحيفة العربي
الجديد القطرية في 14 ديسمبر الجاري، عن
مصادر خاصة لم تكشف هويتها بأن اتصالات أجراها مسؤولو الملف الفلسطيني في جهاز
المخابرات المصرية مع قيادات من حماس والجهاد الإسلامي اتسمت بالعتاب بسبب
الانتقاد العلني للوساطة المصرية.
وكخطوة
اعتبرها البعض للتخفيف من غضب حماس، أعلنت مصر إطلاق المرحلة
الثانية من إعادة إعمار قطاع غزة في 13
ديسمبر الجاري، وذلك خلال احتفالية بمدينة غزة حضرها مسؤولون في حكومة حماس، والتي
سبقها بساعات وصول وفد هندسي مصري لبدء الإعمار.
وكخطوة إضافية لتخفيف غضب حماس، وصل قطاع غزة في ١٩
ديسمبر الجاري، وفداً أمنياً
مصرياً لمحاولة تحريك ملف تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل
وتسريع عجلة إعادة الإعمار، إلا أن المباحثات
فشلت بعد أن ربطت إسرائيل إعادة الإعمار بالتقدم في ملف
تبادل الأسرى، وهو ما أثار غضب حماس التي حملت الوفد المصري رسالة
تهديد لإسرائيل بأن مواجهة عسكرية قادمة إذا لم يتم البدء
بإعادة الإعمار ووقف الاعتداءات على الأسيرات في السجون الإسرائيلية.
من
جانبه، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب والتي ستشارك حركته في
المناورات العسكرية أن الرسائل التي سترسلها تلك المناورات ستكون واضحة، وهي أننا
لن نصبر إلى ما لا نهاية بشأن استمرار الحصار والتلكؤ في إعادة إعمار قطاع غزة.
وقال
حبيب في حديث مع "المونيتور": "رسالتنا لجميع الأطراف والوسطاء
الذين يبحثون عن هدوء في قطاع غزة، بأن صبرنا قد نفد، ويجب أن ينتهي الحصار وأن
تسمح إسرائيل بإدخال مواد الإعمار بشكل عاجل، وإلا سنذهب حتى النهاية في المواجهة
العسكرية".
حماس
التي هددت ببدء تصعيد ميداني عبر إطلاق بالونات حارقة باتجاه جنوب إسرائيل مع
بداية الأسبوع الجاري، أرجأت تلك الخطوة بعد الاتصالات
التي أجراها مسؤولو المخابرات المصرية مع قيادات حماس، وذكرت صحيفة الشرق الأوسط
السعودية أن وصول وفد هندسي لقطاع غزة خلال الساعات الماضية أوقف تنفيذ التصعيد.
المحلل
السياسي ورئيس التحرير السابق لصحيفة فلسطين مصطفى الصواف، اعتبر في حديث مع
"المونيتور" أن المناورات لها أهداف معلنة وأخرى ضمنية، معتقداً أن
رسائلها ستصل للأطراف المعنية.
وأوضح
أن حماس والفصائل لا يمكن لها القبول بأن يأتي فصل الشتاء وآلاف الوحدات السكنية
بفعل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، ما تزال مدمرة وسكانها بلا مأوى.
ورأى
الصواف أن تهديدات حركة حماس بشأن التصعيد العسكري مع إسرائيل جدية، منوهاً إلى أن
المناورات تأتي كخطوة ضغط أخيرة على إسرائيل والوسطاء للتقدم في الملفات المختلفة
من إعادة الإعمار ورفع الحصار وتبادل الأسرى ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على
أهالي القدس من الفلسطينيين.
من
جانبه، اعتقد اللواء العسكري المتقاعد في منظمة التحرير يوسف الشرقاوي في حديث
لـ"المونيتور" أن حماس لديها معلومات بشأن استعدادات إسرائيلية لتوجيه
ضربة ضد أهداف عسكرية للحركة أو اغتيال بعض الشخصيات القيادية، وهو ما دفعها
لإطلاق تلك المناورات بهدف توجيه رسالة ردع عبر إظهار جهوزيتها عسكرياً.
فيما
ذهب المحلل السياسي والباحث في مركز الدراسات الإقليمية في قطاع غزة أيمن الرفاتي
في حديثه مع "المونيتور" إلى أن المناورات الحالية ربما تحمل رسائل
بجدية تهديدات قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار بتفجير جبهة غزة مع إسرائيل ما
لم يتحسن الوضع الانساني والاقتصادي للفلسطينيين.
وأوضح
الرفاتي أن حركة حماس تريد أيضاً إرسال رسائل ميدانية بقوتها العسكرية والتأكيد
على أنها لم تتأثر خلال المعركة الأخيرة في مايو الماضي، واستعدادها للعودة لهذا
الخيار في أي وقت تتعثر فيه مباحثات التهدئة.
حماس
ومنذ أيام نظمت عدد من التظاهرات
في أنحاء قطاع غزة للاحتفال بذكرى انطلاقتها والتي تصادف في 12 ديسمبر من كل عام،
أطلق خلالها قيادات في الحركة تهديدات مفادها أن حماس لن تصمت طويلاً على المماطلة
في التزام إسرائيل بتفاهمات التهدئة وإعادة الإعمار.