الخميس، 23 ديسمبر 2021

مناورات حماس العسكرية.. رفع للجهوزية ورسائل خارجية هدفها الضغط على (إسرائيل)

أحمد أبو عامر - المونيتور

مدينة غزة، قطاع غزة – يستعد الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة وبمشاركة الأجنحة المسلحة للفصائل الفلسطينية للقيام بمناورات عسكرية عدة تبدأ خلال ساعات وتهدف لرفع الجهوزية القتالية في ظل التخوفات من قيام (إسرائيل) بعمل عسكري أو أمني مفاجئ في قطاع غزة، وكذلك لإرسال رسائل سياسية وعسكرية لـ(إسرائيل) والوسطاء بشأن حصار غزة وإعادة الإعمار.

المناورات العسكرية والتي ستبدأها حماس في 15 ديسمبر الجاري، بمناورتين خاصتين بجناحها العسكري أطلق عليها اسم "درع القدس" وسيشارك فيها مئات المقاتلين، على مدار يومين، وستنتهي بمناورة عسكرية كبيرة تشارك فيها جميع الفصائل الفلسطينية المسلحة، نهاية ديسمبر الجاري.

وتتزامن مناورات حماس مع مناورات بدأها الجيش الإسرائيلي في 14 ديسمبر الجاري، في منطقة ديمونا والتي تبعد عشرات الكيلو مترات عن قطاع غزة، وتهدف لقياس الجهوزية ومحاكاة التصدي لرشقات صاروخية من قبل الفصائل الفلسطينية تطلق على جنوب (إسرائيل).

مسؤول أمني في حركة حماس أوضح أن المناورات تأتي في ظل تقديرات لديهم بأن إسرائيل قد تقدم على عمل عسكري أو أمني في قطاع غزة، وتحديداً مع استمرار التحليق المكثف للطائرات الإسرائيلية بدون طيار في أجواء قطاع غزة منذ أسابيع، مشيراً إلى أن تلك الطائرات نفذت آلاف الطلعات الجوية على مدار الأسابيع الماضية وحتى اليوم.

وبين أن كل التقديرات العسكرية والاستخبارية تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي يقوم بعملية جمع معلومات عبر طائراته التي تغطي سماء قطاع غزة، مشدداً على أن المناورات سترسل رسائل واضحة لإسرائيل إذا أقدمت على أي عمل أمني أو عسكري في قطاع غزة، أو إن استمرت في حصارها وتعطيلها لإعادة الإعمار.

 ويترافق موعد انتهاء المناورات نهاية ديسمبر الجاري، مع الموعد النهائي الذي أبلغته حركة حماس للوسطاء وفي مقدمتهم الوسيط المصري بشأن استمرار الحصار وتعطيل عملية الإعمار، وانتقاد الحركة للوساطة المصرية في وقت سابق من الشهر الجاري.

مصر التي التزمت الصمت لأيام على انتقادات حماس، أبدت استيائها من ذلك الانتقاد، ونقلت صحيفة العربي الجديد القطرية في 14 ديسمبر الجاري، عن مصادر خاصة لم تكشف هويتها بأن اتصالات أجراها مسؤولو الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات المصرية مع قيادات من حماس والجهاد الإسلامي اتسمت بالعتاب بسبب الانتقاد العلني للوساطة المصرية.

وكخطوة اعتبرها البعض للتخفيف من غضب حماس، أعلنت مصر إطلاق المرحلة الثانية من إعادة إعمار قطاع غزة في 13 ديسمبر الجاري، وذلك خلال احتفالية بمدينة غزة حضرها مسؤولون في حكومة حماس، والتي سبقها بساعات وصول وفد هندسي مصري لبدء الإعمار.

وكخطوة إضافية لتخفيف غضب حماس، وصل قطاع غزة في ١٩ ديسمبر الجاري، وفداً أمنياً مصرياً لمحاولة تحريك ملف تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل وتسريع عجلة إعادة الإعمار، إلا أن المباحثات فشلت بعد أن ربطت إسرائيل إعادة الإعمار بالتقدم في ملف تبادل الأسرى، وهو ما أثار غضب حماس التي حملت الوفد المصري رسالة تهديد لإسرائيل بأن مواجهة عسكرية قادمة إذا لم يتم البدء بإعادة الإعمار ووقف الاعتداءات على الأسيرات في السجون الإسرائيلية.

من جانبه، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب والتي ستشارك حركته في المناورات العسكرية أن الرسائل التي سترسلها تلك المناورات ستكون واضحة، وهي أننا لن نصبر إلى ما لا نهاية بشأن استمرار الحصار والتلكؤ في إعادة إعمار قطاع غزة.

وقال حبيب في حديث مع "المونيتور": "رسالتنا لجميع الأطراف والوسطاء الذين يبحثون عن هدوء في قطاع غزة، بأن صبرنا قد نفد، ويجب أن ينتهي الحصار وأن تسمح إسرائيل بإدخال مواد الإعمار بشكل عاجل، وإلا سنذهب حتى النهاية في المواجهة العسكرية".

حماس التي هددت ببدء تصعيد ميداني عبر إطلاق بالونات حارقة باتجاه جنوب إسرائيل مع بداية الأسبوع الجاري، أرجأت تلك الخطوة بعد الاتصالات التي أجراها مسؤولو المخابرات المصرية مع قيادات حماس، وذكرت صحيفة الشرق الأوسط السعودية أن وصول وفد هندسي لقطاع غزة خلال الساعات الماضية أوقف تنفيذ التصعيد.

المحلل السياسي ورئيس التحرير السابق لصحيفة فلسطين مصطفى الصواف، اعتبر في حديث مع "المونيتور" أن المناورات لها أهداف معلنة وأخرى ضمنية، معتقداً أن رسائلها ستصل للأطراف المعنية.

وأوضح أن حماس والفصائل لا يمكن لها القبول بأن يأتي فصل الشتاء وآلاف الوحدات السكنية بفعل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، ما تزال مدمرة وسكانها بلا مأوى.

ورأى الصواف أن تهديدات حركة حماس بشأن التصعيد العسكري مع إسرائيل جدية، منوهاً إلى أن المناورات تأتي كخطوة ضغط أخيرة على إسرائيل والوسطاء للتقدم في الملفات المختلفة من إعادة الإعمار ورفع الحصار وتبادل الأسرى ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على أهالي القدس من الفلسطينيين.

من جانبه، اعتقد اللواء العسكري المتقاعد في منظمة التحرير يوسف الشرقاوي في حديث لـ"المونيتور" أن حماس لديها معلومات بشأن استعدادات إسرائيلية لتوجيه ضربة ضد أهداف عسكرية للحركة أو اغتيال بعض الشخصيات القيادية، وهو ما دفعها لإطلاق تلك المناورات بهدف توجيه رسالة ردع عبر إظهار جهوزيتها عسكرياً.

فيما ذهب المحلل السياسي والباحث في مركز الدراسات الإقليمية في قطاع غزة أيمن الرفاتي في حديثه مع "المونيتور" إلى أن المناورات الحالية ربما تحمل رسائل بجدية تهديدات قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار بتفجير جبهة غزة مع إسرائيل ما لم يتحسن الوضع الانساني والاقتصادي للفلسطينيين.

وأوضح الرفاتي أن حركة حماس تريد أيضاً إرسال رسائل ميدانية بقوتها العسكرية والتأكيد على أنها لم تتأثر خلال المعركة الأخيرة في مايو الماضي، واستعدادها للعودة لهذا الخيار في أي وقت تتعثر فيه مباحثات التهدئة.

حماس ومنذ أيام نظمت عدد من التظاهرات في أنحاء قطاع غزة للاحتفال بذكرى انطلاقتها والتي تصادف في 12 ديسمبر من كل عام، أطلق خلالها قيادات في الحركة تهديدات مفادها أن حماس لن تصمت طويلاً على المماطلة في التزام إسرائيل بتفاهمات التهدئة وإعادة الإعمار.

الجمعة، 10 ديسمبر 2021

عودة التوتر بين الجانبين.. حماس مستاءة من الوساطة المصرية



أحمد أبو عامر - المونيتور

قطاع غزة، مدينة غزة – عاد التوتر مجدداً في العلاقة بين مصر وحركة حماس بعد استياء الأخيرة من وساطة القاهرة في ملف التهدئة مع (إسرائيل) واتهامها لمصر بالمماطلة في تنفيذ تفاهمات التهدئة التي جرى التوصل إليها مع الفصائل الفلسطينية بعد المعركة الأخيرة في مايو الماضي.

موقف حماس المفاجئ تجاه مصر جاء في ظل عدم تحقيق الكثير من المطالب التي تقدمت بها الحركة والفصائل الفلسطينية للقاهرة في مايو الماضي، باستثناء السماح بإعادة إدخال أموال المنحة القطرية، وإدخال السلع بشكل تدريجي عبر معبري كرم أبو سالم وبوابة صلاح الدين جنوب قطاع غزة.

وقال مصدر قيادي في حماس رفض الكشف عن هويته لقناة الجزيرة القطرية في 6 ديسمبر الجاري: "إن سلوك مصر يعد تخلياً عن تعهدها بإلزام إسرائيل مقابل التزام المقاومة بالتهدئة (..) ولن نسمح باستمرار الوضع الحالي، والمرحلة القادمة ستثبت مصداقية ما نقول".

المصدر عبر عن استياء حماس الشديد من "سلوك مصر التي تتلكأ في تنفيذ وعودها تجاه غزة ولم تلتزم حتى اللحظة بما تعهدت به للحركة والفصائل الفلسطينية فيما يتعلق بإعادة الإعمار"، منوهاً إلى أن إن القيادتين السياسية والعسكرية للحركة تدرسان خيارات التصعيد مع إسرائيل.

القاهرة ورغم مرور أيام على موقف حماس إلا أنها التزمت الصمت، فيما رد ووزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس على تهديدات حماس، وأعلن في 7 ديسمبر الجاري، أن مطالب إسرائيل لتغيير الواقع في قطاع غزة تتمثل في وقف التعاظم العسكري لحماس، وتحقيق هدوء طويل الأمد، وعودة الجنود الأسرى والمفقودين، داعياً حماس إلى الاهتمام بهذه الأمور بدل الاشتغال بما وصفها "تهديدات فارغة".

عودة التوتر في العلاقات بين الجانبين جاء بعد سنوات قليلة من تحسنها، وتقديم مصر بعض التسهيلات الاقتصادية لقطاع غزة، وتسهيل سفر الفلسطينيين عبر معبر رفح خلال الأعوام الأخيرة، إلا أن تلك التسهيلات بقيت دون المستوى التي تطالب به حماس.

مسؤول في الحركة طلب عدم الكشف عن هويته أكد لـ"المونيتور" أن القاهرة تنحاز في وساطتها إلى إسرائيل، بل وتضغط على حماس في قضية التسهيلات الاقتصادية وسفر المواطنين عبر معبر رفح والبدء بإعادة إعمار المنازل التي دمرت خلال المعركة الأخيرة مع إسرائيل بهدف دفع الحركة لتقديم بعض التنازلات في ملف تبادل الأسرى.

وأوضح المسؤول أن موقف القاهرة وصل حد منع وفد من قيادة حماس برئاسة قائد حماس في غزة يحيى السنوار من السفر عبر معبر رفح منتصف نوفمبر الماضي، في زيارة كانت ستشمل القاهرة وتركيا وقطر وإيران، وهو الأمر الذي أثار استياء حماس.

وكشف المسؤول لـ"المونيتور" أن معلومات مؤكدة وصلت حماس من بعض الجهات (رفض تسميتها) بأن موقف المخابرات المصرية أكثر تشدداً من إسرائيل في العديد من الملفات لا سيما في جانب الإعمار والتسهيلات الاقتصادية وتبادل الأسرى، معتقداً أن القاهرة لا تريد لحماس أن تحقق أي إنجاز بعد المعركة الأخيرة مع إسرائيل كي لا تزيد من شعبيتها في الشارع الفلسطيني مقابل حالة الضعف الذي تمر به السلطة الفلسطينية وحركة فتح.

وشدد المسؤول على أن حماس ذاهبة باتجاه تصعيد حقيقي مع إسرائيل وأن لقاءً للفصائل الفلسطينية سيعقد خلال الأيام المقبلة لإقرار تصعيد ميداني تدريجي يبدأ بإطلاق البالونات الحارقة باتجاه جنوب إسرائيل بداية الأسبوع المقبل، وصولاً لنهاية ديسمبر الجاري، وهو الموعد النهائي الذي أبلغته حماس للقاهرة لتنفيذ التفاهمات كاملةً ودون أي تلكؤ.

قيادة حماس التي زارت مصر بداية أكتوبر الماضي، وعقدت اجتماعات عدة مع المخابرات المصرية، وصفت المباحثات آنذاك بالإيجابية، وأن القاهرة وعدت بتحقيق انفراجة في السفر عبر معبر رفح وكذلك في الأوضاع الاقتصادية والبدء بإعادة الإعمار، إلا أن الغزيين لم يلمسوا أي شيء على مدار شهرين كاملين من تلك الزيارة.

الشارع الفلسطيني الذي يضغط على قيادة حماس من أجل التخفيف من وطأة الحصار الإسرائيلي، يشهد حالة من الغليان في ظل تراجع الأوضاع المعيشية للسكان، فيما وصفت مفوضة حقوق الإنسان ميشيل باشيليت في 7 ديسمبر الجاري، الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بـ"المقلقة للغاية"، إذ لا يزال السكان يعانون من حصار بري وبحري وجوي لمدة 15 عاماً، مما أدى إلى تدهور مستمر ومدمر بالغ في حالة حقوق الإنسان والوضع الإنساني.

تلفزيون I24 الإسرائيلي ذكر في 6 ديسمبر الجاري، أن وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد سيزور القاهرة الأسبوع الجاري، للقاء نظيره المصري سامح شكري، وسيكون أساس الزيارة هو القضية الفلسطينية وأوضاع قطاع غزة وملف تبادل الأسرى مع حماس.

زيارة لابيد للقاهرة ستأتي بعد زيارة لم تتم لرئيس جهاز المخابرات المصرية عباس كامل إلى تل أبيب والتي كان مقرر لها أن تحدث نهاية نوفمبر الماضي، للتباحث في تثبيت وقف إطلاق النار والتباحث في ملف تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس بعد أن قدمت الأخيرة مقترحها بشأن المضي في إنجاز صفقة التبادل وهو مقترح لم ترد عليه إسرائيل.

المحلل السياسي والكاتب في صحيفة فلسطين المقربة من حركة حماس إياد القرا توقع في حديث مع "المونيتور" أن تشهد حدود قطاع غزة حالةً من التسخين الميداني، في ظل حالة الغضب الذي تشعر به قيادة حركة حماس من قبل مصر.

واستبعد القرا أن تعطي قيادة حماس أي مهلة جديدة للقاهرة في وساطتها والتي حددت سقفها نهاية ديسمبر الجاري، متوقعاً أن تعمل القاهرة وإسرائيل على تقديم بعض التسهيلات خلال الأيام المقبلة للتخفيف من غضب قيادة حماس.

من جانبه، رأى أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الإسلامية بغزة تيسير محيسن، في حديث مع "المونيتور" أن حماس والفصائل الفلسطينية أعطوا مساحة كبيرة لمصر في وساطتها، في المقابل لم تلق غزة وفصائلها ما كانت تعول عليه من جانب مصر التي تحتكر التحرك السياسي في الملف الفلسطيني بحكم الجغرافية والواقع.

وأوضح محيسن أن حماس ترى أن القاهرة وإسرائيل تعملان على عامل إضاعة الوقت بهدف انتزاع مواقف جديدة من حركة حماس في جانب التهدئة طويلة الأمد وملف تبادل الأسرى، متوقعاً أن تعمل القاهرة على امتصاص غضب حماس خلال الأيام المقبلة كون الإدارة الأمريكية وإسرائيل وكذلك مصر لا ترغب في إعادة التوتر العسكري على جبهة قطاع غزة في الوقت الحالي، وذلك في ظل الانشغال بالملف الإيراني.


مقاتلون بارزون في عرين الأسود يسلمون أنفسهم للسلطة

أحمد ابو عامر - المونيتور مدينة غزة، قطاع غزة – سلم المزيد من مقاتلي مجموعة عرين الأسود في نابلس أنفسهم للسلطة الفلسطينية،  وذلك في ظل الاتص...