غزة، قطاع غزة – هددت وزارة المواصلات الفلسطينية باتخاذ
إجراءات عقابية ضد الفلسطينيين الذين يستخدمون مطار رامون جنوب إسرائيل للسفر،
وذلك مع قرب تسيير أول رحلة للفلسطينيين عبر المطار باتجاه تركيا قبل نهاية أغسطس
الجاري.
وزير المواصلات الفلسطيني عاصم سالم أكد خلال حديث إذاعي في 16 أغسطس الجاري، أنه سيرفع بعض الاقتراحات
والإجراءات التي يمكنها ردع الفلسطينيين عن السفر عبر رامون، مشيراً إلى أنه لا
يوجد أي تواصل بينهم كحكومة فلسطينية وإسرائيل بشأن سفر الفلسطينيين عبر المطار.
إسرائيل التي أعلنت الموافقة بشكل رسمي في 2 أغسطس
الجاري، على السماح للفلسطينيين من الضفة الغربية بالسفر عبر المطار، انطلقت صباح
الـ 22 من أغسطس الجاري، أول رحلة فلسطينية من المطار باتجاه قبرص، تضم 24
فلسطينياً من بيت لحم والخليل، ووصفت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية بأن ما يجري
بـ "خطوة تاريخية".
وذكر الناطق باسم وزارة المواصلات الفلسطينية موسى رحال
خلال حديث مع "المونيتور" أن وزارته لم تقر حتى اللحظة أي إجراءات
عقابية ضد الفلسطينيين الذي سيسافرون عبر المطار، لافتاً إلى أن تلك الإجراءات
-التي رفض الكشف عنها- ستبحث في اجتماعات مجلس الوزراء الفلسطيني المقبلة.
وأوضح رحال أن كل خطواتهم حتى اللحظة تنصب في جانب
التوجيه والنصح لمن يرغب من الفلسطينيين بالسفر عبر المطار بالعدول عن تلك الخطوة،
وذلك كونها تأتي في إطار محاولات إسرائيل للظهور أمام العالم أنها تساعد
الفلسطينيين، ولكنها في حقيقة الأمر تريد إنقاذ المطار الذي فشل في أن يكون وجهة للمسافرين من وإلى إسرائيل
منذ افتتاحه في يناير 2019.
وشدد على أنهم يرفضون من حيث المبدأ استخدام المطار
للسفر لأنه يتعارض مع مبدأ السيادة الفلسطينية، مطالباً إسرائيل بالسماح لهم تشغيل
مطار قلنديا الفلسطيني شمال القدس، والذي أغلقته إسرائيل مع اندلاع الانتفاضة عام
2000.
مصادر مطلعة في وزارة المواصلات الفلسطينية فضلت عدم الكشف
عن هويتها، ذكرت لـ"المونيتور" أن من بين الخطوات التي يتم البحث بها
وسترفع لمجلس الوزراء الفلسطيني لإقرارها تتمثل في حرمان كل مواطن يستخدم مطار
رامون للسفر من تجديد جواز السفر الفلسطيني.
وأوضحت المصادر أن إسرائيل حاولت دفع الفلسطينيين
لاستخدام المطار في الآونة الأخيرة عبر إقرارها جملة تضييقات على المسافرين الفلسطينيين عبر معبر الكرامة الرابط بين
الأردن والضفة الغربية، وذلك بسبب التفتيش الدقيق والتحقيق الأمني الذي يخضع له
غالبية المسافرين الفلسطينيين، والذين يمرون في 3 محطات للعبور إلى الأردن، الأولى
فلسطينية والثانية إسرائيلية والثالثة أردنية.
وبينت المصادر أن المدة الزمنية التي يحتاجها المسافر
الفلسطيني عبر معبر الكرامة باتجاه مطار الملكة علياء في الأردن هي ذات المدة
الزمنية التي سيقطعها إلى مطار رامون.
المصادر كشفت أن إسرائيل تروج عبر جهات إعلامية
إسرائيلية أن تسجيل المسافرين الفلسطينيين للسفر عبر المطار سيكون من خلال مكاتب
السياحة والسفر بالضفة الغربية، والتي ستقوم بنقل المسافرين عبر حافلات إلى حاجز
"ميتار" الإسرائيلي جنوب الخليل ومنها مباشرة إلى مطار رامون.
"المونيتور" رصد حديثاً ورغبة متصاعدة من قبل بعض الفلسطينيين بالضفة الغربية للسفر عبر مطار
رامون، وهو ما عكسته منصات التواصل الاجتماعي، إذ اعتبر البعض أن السفر عبر المطار
سيخلصهم من المعاناة التي يجدونها عبر معبر الكرامة، بالإضافة إلى أن الضريبة التي
ستدفع للسفر ستكون مرة واحدة للإسرائيليين في المطار، فيما يضطر المسافر عبر معبر
الكرامة إلى دفع الضريبة 3 مرات في ثلاث محطات يمر بها، ناهيك عن ضريبة في مطار
الملكة علياء.
مدير شركة One Travel للسياحة والسفر بالخليل طلال التميمي أكد في حديث مع
"المونيتور" أنهم يتلقون عشرات الاتصالات يومياً من قبل مواطنين
فلسطينيين يرغبون بالسفر إلى تركيا عبر مطار رامون، إلا أنهم حتى اللحظة لم يسجلوا
أي طلب.
وكشف أن وزارة المواصلات الفلسطينية عقدت اجتماعاً
لشركات السياحية والسفر في الخليل وبيت لحم في 15 أغسطس الجاري، وأبلغتهم بشكل
رسمي منع استقبال أي طلبات للسفر عبر مطار رامون، وحذرتهم من أن أي شركة ستقوم
بذلك ستكون تحت طائلة المسؤولية.
السلطة الفلسطينية التي ترى أن خطوة السماح للفلسطينيين
السفر عبر مطار رامون انتقاصاً من سيادتها، تهدف من إجراءاتها لمنع الفلسطينيين من
السفر عبر المطار الحفاظ على علاقاتها مع الأردن الذي يشكل المنفذ الأساسي
للفلسطينيين في الضفة الغربية عبر العالم، ناهيك عن أنه واحد من أكبر الداعمين
السياسيين للفلسطينيين.
وقد عبرت شركات سياحية أردنية عن قلقها من تلك الخطوة، والتي ستكبد قطاع
السياحة الأردني خسائر فادحة، وقد تدفع ببعض الشركات للإغلاق لا سيما شركات النقل
التي تعمل على نقل الفلسطينيين من جسر الكرامة باتجاه مطار علياء الدولي، وكذلك
قطاع الفندقة.
وتشير إحصائيات سياحية تقريبية إلى أن عدد المسافرين الفلسطينيين الذين يتنقلون عبر جسر الكرامة يتراوح ما
بين 2.5 – 3 ملايين مسافر فلسطيني سنوياً، مليونان منهم يستخدمون مطار علياء في
عمان للسفر إلى وجهات مختلفة حول العالم.