11 عاماً على الرّحيل... غزّة تحيي ذكرى وفاة عرفات بفعاليات خجولة
أحمد
أبو عامر – المونيتور
مدينة غزة، قطاع غزّة – يحيي الفلسطينيّون في هذه الأيّام
الذكرى السنويّة الـ11 لرحيل الرّئيس الفلسطينيّ ياسر عرفات، والّذي توفي في 11
تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2004 في مستشفى "بيرسي" العسكريّ في فرنسا،
وسط غموض ما زال يلف أسباب وفاته، والّتي يرجعها الفلسطينيّون إلى مادّة سامة يطلق عليها اسم البولونيوم أدخلتها
إسرائيل إلى جسده عبر أحد المحيطين به، أثناء حصاره في مقرّ المقاطعة برام الله
عام 2004.
ورغم شخصيّة ياسر عرفات الجامعة للكلّ الفلسطينيّ، إلاّ أنّ
ذكراه هذا العام، كما أعوام سابقة من عمر الانقسام الفلسطينيّ الداخليّ والذي بدأ
منتصف يونيو 2007 واستمر إلى اليوم، لم تنجح في توحيد الأفرقاء الفلسطينيّين، فما
زال الخلاف بين حركتي "فتح" و"حماس" على فعاليّات إحياء
الذكرى في قطاع غزّة، الّذي تسيطر عليه "حماس" حاضراً، رغم موافقة الأخيرة على
إحياء الذكرى في مكان مغلق، وليس مفتوحاً لدواع أمنيّة، وفق ما قالته حماس بداية
الشهر الجاري لمؤسّسة الشهيد ياسر عرفات.
وقال الناطق باسم
"حماس" سامي أبو زهري في بيان صحافي في 5 تشرين الثاني/نوفمبر من عام
2015: "نرحّب بإحياء ذكرى رحيل الرّئيس عرفات، ونترك التّفاصيل (تنظيم
الفعاليات) لجهات الاختصاص".
وأشار في الوقت ذاته إلى أنّ الإتّصالات التي تلقتها حماس
لإحياء الذكرى جاءت بطلب من مؤسّسة الشهيد ياسر عرفات، وليس من حركة
"فتح".
ومن جهتها، أكّدت "فتح" على لسان أحد قياديّيها أشرف
جمعة أنّها لم تتلقّ جواباً رسميّاً من حركة "حماس" حول الموافقة على
إحياء فعاليّات ذكرى رحيل عرفات في مكان مفتوح، مشدّدة على أنّ موافقة
"حماس" على الفعاليّات كان عبر الإعلام فقط.
واعتبر أشرف جمعة في حديث خاص لـ"المونيتور" أنّ
"مبرّرات حركة "حماس" لمنع إحياء فعاليّات ذكرى رحيل عرفات في مكان
مفتوح غير مقنعة"، مطالباً إيّاها بالتخلّي عن نظريّة المؤامرة واستغلال
الذكرى والإنتفاضة الّتي تجري لإنهاء الإنقسام وتصليب الجبهة الداخليّة
الفلسطينيّة في وجه الممارسات الإسرائيليّة.
وفي ردّه على سؤال إذا ما رفضت "حماس" الموافقة على
إحياء الفعاليّات في مكان مفتوح، قال جمعة: "حينها يجب على قيادة حركة فتح
إتّخاذ قرار حاسم بدعوة الجماهير للنزول إلى الشارع والقيام بفعاليّات من دون أخذ
الإذن من حركة حماس الّتي تسيطر على قطاع غزّة مهما كلّف ذلك من ثمن".
ويأتي التخوّف الأمنيّ، الّذي تخشاه "حماس"، في حال
تمّ إحياء الفعاليّات في مكان مفتوح من أن تحدث اشكاليّات بين أنصار الرّئيس
الفلسطينيّ محمود عبّاس من جهة، وأنصار القياديّ المفصول من حركة "فتح"
محمّد دحلان من جهة أخرى، كما حدث في أكثر من فعاليّة سابقة خلال الأعوام الماضية،
وتحديداً في مهرجان ذكرى رحيل الرّئيس الفلسطينيّ
ياسر عرفات في عام 2013 بوسط مدينة غزّة، بحيث أدّت حينها
الخلافات والعراك بين الطرفين إلى إلغاء المهرجان.
وأكّد مصدر أمنيّ في وزارة الداخليّة بغزّة، فضّل عدم الكشف عن
اسمه، في حديث لـ"المونيتور" أنّ وزارته لا علاقة لها بعقد أو إلغاء
فعاليّات لأيّ فصيل أو مؤسّسة فلسطينيّة، طالما أنّ لديها ترخيصاً بذلك من وزارة
الداخلية، وإنّما هدفها (وزارة الداخلية) توفير الأمن للمواطنين.
وبيّن أنّ "التخوّفات الأمنيّة الّتي تحيط بإحياء ذكرى
رحيل الرّئيس عرفات نابعة من حدوث إشكاليّات داخليّة في حركة "فتح "أو
إخلال جهات أخرى (لم يسمها) بالأمن، كما حدث في العام الماضي من تفجيرات قبل إحياء
الذكرى بساعات قليلة فقط"، وذلك في إشارة منه إلى التفجيرات الّتي هزّت منصّة الإحتفال في ذكرى
عرفات غرب مدينة غزّة، وأكثر من 10 تفجيرات أخرى ضربت منازل
وسيّارات قيادات في حركة "فتح" في 7 تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2014،
ولم تكشف الداخليّة في غزّة عن نتائج تحقيقاتها حول تلك التفجيرات إلى اليوم،
والّتي اتّهمت "فتح" حركة "حماس"
بالوقوف خلفها.
أمّا الجبهة الشعبيّة، فكان لها دور في الوسيط بين حركتي
"فتح" و"حماس" من أجل إحياء الذكرى في قطاع غزّة هذا العام،
وقال أحد قياديّيها كايد الغول لـ"المونيتور": إنّ "حماس"
وافقت على إحياء الذكرى في مكان مغلق لاعتبارات أمنيّة.
ولفت إلى أنّهم (كفصائل فلسطينية) طلبوا من حركة
"حماس" إحياء الذكرى في مكان مفتوح والتّوافق مع كلّ الأطراف على ضبط
حال الأمن وعدم السماح بوجود اختراقات أمنيّة لتوفير أجواء مناسبة وجيّدة لإحياء
الذكرى، إلاّ أنّ حركة "حماس" لم تردّ حتّى اللّحظة على طلب عقد
الفعاليّات في مكان مفتوح.
وإنّ مؤسّسة الشهيد ياسر عرفات هي المكلّفة بعقد فعاليّات
إحياء الذكرى في الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة. وأوضح مسؤولها الإعلاميّ محمّد
الهندي أنّ مؤسّسته أنهت الاستعدادات لعقد العديد من الفعاليّات، ومن ضمنها تسليم جائزة الشهيد ياسر عرفات للإنجاز لتشجيع
الإبداع والأعمال الجادة والمتميزة في مجالات العمل الوطني أو الثقافي أو
الاجتماعي أو الاقتصادي أو العلمي والأكاديمي، والّتي تقدّمها كلّ عام في ذكرى
رحيله، وقال في حديث خاص لـ"المونيتور": إنّ الفعاليّات المقرّة مقتصرة
على الضفّة الغربيّة من دون قطاع غزّة بسبب عدم حصولهم على موافقة نهائيّة وأكيدة
من حركة "حماس" على عقد فعاليّات إحياء الذكرى في قطاع غزّة.
من جهته، انقسم الشارع الفلسطينيّ بين مؤيّد ومعارض لعقد تلك
الفعاليّات، فعبّرت الطالبة الجامعيّة بثينة النجّار لـ"المونيتور" عن
حال الإحباط الّتي تنتابها لعدم إحياء ذكرى رحيل عرفات في قطاع غزّة، رغم أنّها
جهّزت نفسها ورفيقاتها للمشاركة في فعاليّاتها، متمنية أن ينتهي الانقسام ليتمكّن
كلّ طرف على الساحة الفلسطينيّة من العمل بكلّ حريّة.
أمّا المواطن رأفت نصّار، الّذي يعمل حدّاداً في مدينة غزّة،
فقال لـ"المونيتور": "إنّ الزعيم عرفات رمز لكلّ الفلسطينيّين،
ولكن ماذا سنجني من عقد احتفالات وفعاليّات تكلّفنا أموالاً كثيرة من دون فائدة؟
والأولى أن يتمّ الكشف عن هويّة قاتله".
وكانت لجنة التّحقيق الوطنيّة المكلّفة بالتّحقيق في ظروف وفاة عرفات، قد قالت إنّ
المعطيات الّتي توافرت لديها عقب تسلّمها
تقارير فرق التّحقيق
الروسيّة والسويسريّة التي أعلن عنها بداية نوفمبر 2013، تشير إلى أنّ وفاته لم
تكن طبيعيّة، بل نتيجة مادّة سميّة، فيما استبعد خبراء فرنسيّون
آخرون مكلّفون من القضاء الفرنسيّ بالتّحقيق في وفاته في تقرير لهم بداية ديسمبر
2013، فرضيّة وفاته مسموماً، مرجّحين الوفاة الطبيعيّة.
الرابط الأصلي:
https://www.al-monitor.com/pulse/ar/originals/2015/11/hamas-fatah-commemorate-yasser-arafat-gaza.html#ixzz6Exrd24cW
https://www.al-monitor.com/pulse/ar/originals/2015/11/hamas-fatah-commemorate-yasser-arafat-gaza.html#ixzz6Exrd24cW
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.