رفض
فلسطينيّ لتهديد الرعايا الأميركيّين في غزّة بعد وضع حماد على قائمة الإرهاب
أحمد
أبو عامر – المونيتور
مدينة غزّة، قطاع غزّة – لاقى التهديد المصوّر الذي بثّ لمسلّح فلسطينيّ عبر
وسائل التواصل الاجتماعيّ في 16 أيلول/سبتمبر الجاري عرّف بنفسه على أنّه قياديّ
في ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكريّ للجان المقاومة الشعبيّة، ضدّ
الرعايا الأميركيّين الذين يريدون دخول قطاع غزّة، رفضاً فلسطينياً رسميّاً وشعبيّاً
وفصائليّاً، وقد جاء ذلك في أعقاب إدراج وزارة الخارجيّة الأميركيّة في 16
أيلول/سبتمبر الجاري القياديّ في حركة حماس ووزير الداخليّة السابق فتحي حماد على
قائمة الإرهاب.
واتهمت الخارجية الأمريكية حماد بأنه "عمل وزيراً
للداخلية في الحكومة التي كانت ترأسها حماس عام 2009، وأسس فضائية الأقصى عام
2010، والتي تبث برامج للأطفال تغذي فكرهم ليكونوا مقاتلين في المستقبل، بالإضافة
إلى مشاركته في النشاطات العسكرية لحركة حماس".
وقال المسلّح الذي لم يذكر اسمه في التسجيل المصوّر: "نحن
في قيادة ألوية الناصر صلاح الدين نستنكر التصريحات الأميركيّة المتناغمة مع
العدوّ الصهيونيّ ضدّ الأخ القائد فتحي حماد زعيم حركات التحرّر في فلسطين".
وأضاف: "نحذّر الرعايا الأميركيّين من دخول قطاع غزّة، لأنّه غير مرحّب بهم
بعد هذا القرار، ونطالب الشعب الأميركيّ بالضغط على حكومته للتراجع عن ذلك القرار
حتّى لا نضطرّ إلى توسيع دائرة الصراع خارج فلسطين المحتلّة".
سارعت وزارة الداخليّة والأمن الوطنيّ في غزّة إلى تجديد التزامها بتوفير الأمن
والحماية لجميع الرعايا الأجانب الزائرين والمقيمين في قطاع غزّة، وأكّدت أنّها لن
تسمح لأحد بالمساس بحالة الأمن والاستقرار في قطاع غزّة أو تهديد أيّ من المواطنين
أو الرعايا الأجانب أيّاً كانت جنسيّاتهم.
وقالت الوزارة على لسان المتحدّث باسمها إياد البزم في 18
أيلول/سبتمبر الجاري إنّها "اتّخذت الإجراءات القانونيّة كافّة تجاه الشخص
(تم استدعائه والتحقيق معه قبل أن يتم الإفراج عنه) الذي ظهر في شريط
التهديد". وأوضحت أنّ ما صدر من تهديدات منسوبة إلى أحد الأشخاص الذي يتبع
إلى أحد فصائل المقاومة، مرفوض وغير قانونيّ".
من جانبه، نفى الناطق الرسميّ باسم لجان المقاومة الشعبيّة أبو
مجاهد (كنية) لـ"المونيتور" أن يكون الشخص الذي ظهر في تسجيل مصوّر
يهدّد الرعايا الأميركيّين ويحذّرهم من دخول قطاع غزّة، ينتمي إليهم، مؤكّداً أنّه
لم تصدر عن أيّ عنصر في التنظيم أيّ تصريحات ضدّ الرعايا الأجانب في غزّة مطلقاً.
وقال أبو مجاهد: "نظرتنا إلى الرعايا الأجانب واضحة
وتتمثّل في أنّهم لم يأتوا مقاتلين بل ليساعدوا شعبنا في فضح المعاناة التي يتعرّض
إليها الشعب الفلسطينيّ جرّاء الحصار المطبق على قطاع غزّة"، مقدّراً جهود
أولئك الرعايا الذين يقفون إلى جانب الشعب الفلسطينيّ.
وأدان الناطق باسم لجان المقاومة القرار الأميركيّ بإدراج
القياديّ في حركة حماس فتحي حماد على قوائم الإرهاب، واعتبر أنّ الهدف من ذلك
القرار هو تشويه صورة المقاومة الفلسطينيّة، وزيادة في الانحياز الصارخ لإسرائيل.
أمّا القياديّ في الجبهة الشعبيّة كايد الغول فرفض في حديثه
إلى "المونيتور" أيّ تهديد للرعايا الأجانب في قطاع غزّة، مشيراً إلى
أنّ الكثيرين منهم يعملون في مؤسّسات دوليّة كالأمم المتّحدة ووكالة الغوث التي
تقدّم المساعدة إلى الفلسطينيّين.
وقال الغول: "لا تعالج الخطيئة الأميركيّة بإدراج
القياديّ في حركة حماس فتحي حماد على قائمة الارهاب بخطيئة مقابلها (تهديد الرعايا
الأميركيّين)، بل علينا أن نبقي الصورة الجميلة لغزّة في احترامها كلّ شخص أجنبيّ
يدخلها وحمايته، كي لا ينظر إلينا العالم على أنّنا كتنظيم
"داعش"".
رفض القياديّ في حركة حماس والمستهدف من القرار الأميركيّ فتحي
حماد هو الآخر تهديد الرعايا الأجانب الذين يدخلون إلى غزّة، وقال
لـ"المونيتور": "من جاء إلينا ليقدّم المساعدة لنا ويقف إلى جانب
شعبنا المظلوم فهو آمن"، مشيراً إلى أنّ الأجهزة الأمنيّة توفّر أقصى درجات
الأمن لجميع الرعايا الأجانب في غزّة.
واستنكر حماد القرار الأميركيّ بإدراجه على قائمة الإرهاب،
ووصف القرار بأنّه تدخّل سافر في الشؤون الداخليّة الفلسطينيّة، ويجسّد الظلم
الأميركيّ تجاه الفلسطينيّين الذين يقاومون من يحتلّون أرضهم (الإسرائيليّين)، في
مقابل انحياز الإدارات الأميركيّة المتعاقبة منذ 68 عاماً إلى إسرائيل، عبر تقديم
المال والسلاح والدعم الدبلوماسيّ والسياسيّ لها، مقابل قتلهم الفلسطينيّين وسرقة
أرضهم.
وكانت الولايات المتّحدة الأميركيّة أدرجت ثلاثة من قادة حماس على قائمة الإرهاب في
أيلول/سبتمبر 2015، وهم محمّد الضيف، يحيى السنوار وروحي مشتهى، واتّهمتهم بأنّهم
أسّسوا الجناح العسكريّ لحركة حماس "كتائب عزّ الدين القسّام".
وقال مدير مركز كارتر في القدس والذي
يتردّد في شكل شهريّ إلى قطاع غزّة الأميركيّ نيثان ستوك لـ"المونيتور":
"الوضع الأمنيّ العامّ في غزّة جيّد، ولا نواجه أيّ مشاكل أو تهديدات"،
موضحاً أنّه سمع بالتهديد الذي وجّهه مسلّح فلسطينيّ إلى الأميركيّين ويحذّرهم فيه
من دخول غزّة، من خلال أصدقائه.
ورأى أنّ ذلك التهديد لا يشكّل أيّ مشكلة لديه لأنّه تهديد غير
جديّ، مشيراً إلى أنّه يقوم باجتماعات مع مؤسسات المجتمع المدني ويعقد لقاءات
بالفلسطينيّين في غزّة للتعرف على أوضاعهم وحاجاتهم في نواحي الحياة المختلفة
للاستفادة منها في إعداد التقارير والاصدارات التي يصدرها المركز، مشدداً على أنه
سيواصل الذهاب إلى غزّة التي يمكث فيها أيّاماً عدّة في كلّ زيارة شهريّة يقوم
بها.
وقال الصحافيّ الفلسطينيّ بدر ابراهيم
لـ"المونيتور": "التهديد الذي خرج به المسلّح الفلسطينيّ ضدّ
الرعايا الأميركيّين لا يحمل أيّ خطورة، فالأجهزة الأمنيّة في غزّة وحتى الفصائل
ترفض أيّ مساس بالأجانب في غزّة وتوفّر لهم كلّ حماية".
وأضاف: "عملت مع الكثير من الصحافيّين الأميركيّين، بعضهم
في أوقات الحروب على غزّة وبعضهم في أوقات الهدوء، لم يكونوا يشعرون بأيّ خطر على
حياتهم، بل كانوا يتعاطفون مع سكّان غزّة الذين يتعرّضون إلى حصار إسرائيليّ خانق
وحروب متلاحقة".
لم يشهد قطاع غزّة أيّ حوادث تذكر ضدّ الرعايا الأميركيّين
خلال العقود الأخيرة، باستثناء حادث تفجير عبوة ناسفة في سيارة أميركيّة كانت ترافق
موكباً دبلوماسيّاً أميركيّاً أثناء خروجه من قطاع غزّة قرب معبر إيرز/بيت حانون
في شمال قطاع غزّة في 15 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2003، وأسفر عن مقتل 3 من رجال أمن
الموكب، فيما لم تعلن أيّ جهّة فلسطينيّة مسؤوليّتها عن الحادث.
حالياً الوضع الأمني والتدابير الأمنية كالمعتاد على الرعايا
الأمريكيين في غزة وغيرهم من الأجانب، وذلك لقناعة الأجهزة الأمنية في غزة أن
التهديدات ليست حقيقة.
الرابط الأصلي:
https://www.al-monitor.com/pulse/ar/originals/2016/09/gaza-hamas-terrorist-list-us-nationals-threats.html#ixzz6EzNgEplS
https://www.al-monitor.com/pulse/ar/originals/2016/09/gaza-hamas-terrorist-list-us-nationals-threats.html#ixzz6EzNgEplS