فلسطين
عضو في أكبر تجمّع بيئيّ حول العالم
أحمد
أبو عامر – المونيتور
مدينة غزّة، قطاع غزّة – شكل فوز فلسطين بعضوية الإتّحاد العالميّ
للحفاظ على الطبيعة ومواردها (IUCN)، والذي يعدّ أكبر
تجمّع بيئيّ حول العالم إنجازاً سعى له الفلسطينيون طويلاً، لا سيما في ظل التحديات
التي تعاني منها المناطق الطبيعية الفلسطينية جراء الممارسات الإسرائيلية
والمتمثلة في السيطرة على تلك المناطق وحرمان الفلسطينيين من رعايتها والاستفادة
منها.
وجاء فوز فلسطين بالعضوية خلال إجتماعات المؤتمر الدوليّ
لحماية الطبيعة IUCN World
Conservation Congress،
الذي عقد في ولاية هاواي
الأميركيّة بين 30 آب/أغسطس – 10 أيلول/سبتمبر الماضي، بمشاركة ألف مندوب من ممثلي
الحكومات والمؤسّسات حول العالم، وقرابة 10 آلاف مشارك ناقشوا السياسات
الاستراتيجيّة للإتّحاد بين 2017-2020.
وتعدّ مشاركة فلسطين للمرّة الأولى كعضو في إجتماعات ذلك
الإتّحاد، الذي تأسّس في 5 تشرين الأوّل/أكتوبر من عام 1948، ويضمّ
في عضويّته 1066 منظّمة غير حكوميّة و217 منظّمة حكوميّة من كلّ أنحاء العالم.
إنّ الانضمام ذلك لم يكن ليتمّ لولا اعتراف الأمم المتّحدة
بفلسطين كدولة غير عضو فيها، وذلك خلال إجتماعها الـ67 في
29 تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2012، وانضمامها قبل ذلك إلى اليونسكو التابعة للأمم
المتّحدة في 31 تشرين الأوّل/أكتوبر من عام 2011، كما قال مدير جمعيّة الحياة البريّة في الضفّة الغربيّة عماد
الأطرش لـ"المونيتور".
وأوضح عماد الأطرش أنّ تلك العضويّة ستحقّق مكاسب كبيرة لدولة
فلسطين، أهمّها تأهيل الخبراء الفلسطينيّين ليكونوا في الإتّحادات المختصّة بحماية
الطبيعة على مستوى العالم، هذا إضافة إلى استطاعتهم ملاحقة إسرائيل على ممارساتها التي أدّت إلى
تدمير البيئة، وتحديداً في الضفّة الغربيّة، من خلال بناء المستوطنات وتحويل بعض
المحميّات الطبيعيّة إلى مناطق عسكريّة مغلقة أو هدم بعضها لبناء الجدار
الإسرائيليّ الفاصل في الضفّة الغربيّة.
وأظهر آخر تقرير صادر عن الجهاز المركزيّ
للإحصاء الفلسطينيّ في كانون الأوّل/ديسمبر من عام 2014، أنّ الضفّة الغربيّة
تحتوي على 47 محميّة طبيعيّة، فيما يحتوي قطاع غزّة على محميّة واحدة فقط، وحدّد بعضها في
فترة الانتداب البريطانيّ، وبعضها الآخر خلال فترة الإدارة الأردنيّة للضفّة
الغربيّة، وآخرها حدّد خلال فترة احتلال إسرائيل للضفّة، وواحدة أعلنتها سلطة جودة
البيئة الفلسطينيّة على أنّها محميّة طبيعيّة في قطاع غزّة، وبلغ مجموع مساحة تلك
المحميّات في الضفة الغربية وقطاع غزة 514 كلم2، في حين بلغت الغابات والأحراش 101
كلم2.
من جهته، قال المدير التنفيذيّ لمجموعة الهيدرولوجيّين
الفلسطينيّين والفائز بالمنصب ممثلاً عن فلسطين أيمن الرابي
لـ"المونيتور": "هدفنا من الانضمام إلى ذلك الإتّحاد هو تعريف
العالم بالتحديات والمخاطر التي تواجه الطبيعة في فلسطين، ومساعدتنا من أجل
حمايتها، لا سيّما أنّنا تحت الإحتلال الإسرائيليّ".
أضاف: "الإتّحاد خلال مؤتمره الدوليّ الذي يعقد كلّ 4
سنوات يقرّ السياسات والخطط الاستراتيجيّة للأعوام الـ4 المقبلة، وهو ما سيمكّن
فلسطين من الاستفادة من الخطط المقبلة للأعوام الممتدّة من 2017-2020، وأهمّها
التنوّع الحيويّ والتغيّر المناخيّ والحفاظ على المياه، وصون الطبيعة تحت
الإحتلال، وهو مصطلح طلب ممثلو غرب آسيا إضافته إلى الخطط للأعوام المقبلة، وهو ما
لاقى قبولاً من الأعضاء المشاركين في الإتّحاد".
وأشار إلى أن منطقة غرب آسيا الممثلة في (IUCN)
تضم في عضويتها 71 منظمة، رشح منها 6 أشخاص للتنافس على 3 مقاعد هي حصة منطقة غرب
آسيا كتمثيل استشاري في المنظمة، والتي بها 28 ممثلاً اقليمياً حول العالم، وتمكن
هو واثنان آخران أحدهما من الأردن والآخر من الامارات من الحصول على أعلى الأصوات،
والفوز بذلك المنصب (ممثل استشاري اقليمي).
وعمل معهد الأبحاث التطبيقيّة الفلسطينيّ (أريج)
على تشكيل لجنة وطنيّة فلسطينيّة داخل (IUCN)
نهاية أغسطس الماضي تضمّ 7 جمعيّات فلسطينيّة تعمل في مجال الحفاظ على الطبيعة
بهدف تشكيل زخم وتأثير عند طرح المقترحات الفلسطينية في الاتحاد، وقالت مديرة دائرة
التنوّع الحيويّ والأمن الغذائيّ في المعهد روبينا غطّاس لـ"المونيتور":
"إنّ 5 جمعيّات فلسطينيّة من أصل 7 شاركت في المؤتمر الدوليّ، الذي عقد نهاية
آب/أغسطس الماضي، وشهد فوز فلسطين بعضويّة الإتّحاد في منطقة غرب آسيا".
وأشارت إلى أنّ معهدها عمل، بالتّعاون مع الجمعيّة
العربيّة لحماية الطبيعة في الأردن، على إدخال منطقة غرب آسيا كمنطقة
متأثّرة بالصراعات السياسيّة والإحتلال في برنامج الإتّحاد للفترة المقبلة، لافتة
إلى أنّ الهدف الأساس من ذلك المؤتمر هو تبادل الخبرات والتعارف ما بين الأعضاء،
وعرض أهمّ الوسائل والأدوات التي يستخدمها الإتّحاد في فهم حال التنوّع الحيويّ
على مستوى العالم، وطرح الخطّة التي سيتمّ العمل عليها خلال السنوات الـ4 المقبلة
كي يقوم المشاركون بالاستفادة منها وتطبيقها في بلدانهم.
واعتبرت روبينا غطّاس أنّ وجود فلسطين في الإتّحاد له أهميّة
كبرى للطبيعة في فلسطين من خلال وضع المخاطر التي تواجه الطبيعة والبيئة في فلسطين
ضمن برنامج (IUCN) للأعوام المقبلة، من أجل العمل عليها
ودعمها من قبل الإتّحاد، كونها منطقة تقع تحت الحروب، مشيرة إلى أنّها والفريق
الفلسطينيّ المشارك في المؤتمر قدّما خلال الجلسات العديد من أوراق العمل التي
اختصّت في التعريف بالتحدّيات التي تواجه المؤسّسات الفلسطينيّة في تنفيذ المعايير
الدوليّة في حماية الطبيعة، وتحديداً ممارسات إسرائيل في عدم السماح للجمعيات
الفلسطينية برعاية الأماكن الطبيعية في الأراضي الفلسطينية، إضافة إلى طرح قضيّة
التحديات التي تواجه الجمعيّات الفلسطينيّة للحصول على المنح الدوليّة المتعلّقة
بدعم مشاريع حماية الطبيعة.
ومن جهته، رأى مدير المركز الفلسطينيّ لتطوير الثروة
الحيوانيّة (نعم) مرعي شواهنة في حديثه لـ"المونيتور" أنّ المواطنين
الذين يسكنون في المناطق المهمّشة، وتحديداً المناطق المعرّفة في إتفاقيّة أوسلو بمناطق C،
هم من سيشعرون بالفائدة الأكبر من حصول فلسطين على عضويّة في الإتّحاد، كونها
ستعمل على نقل قضيّتهم (انتهاك إسرائيل لمناطقهم الطبيعية وحرمانهم من رعايتها)
إلى العالم.
وبيّن أنّ 99 بالمائة من المناطق
الفلسطينيّة في مناطق C والمصنّفة على أنّها محميّات طبيعيّة هي مناطق عسكريّة مغلقة أو تمّت
مصادرتها من قبل إسرائيل التي تمنع رعايتها أو تطويرها، وتحديداً في منطقة الأغوار
وشمال الضفّة الغربيّة، ناهيك عن وصول التحديات إلى اضطرار الفلسطينيّين لاستيراد
الأعلاف للقطاع الحيوانيّ من إسرائيل من جرّاء إغلاق تلك المحميّات والمراعي أمام
المزارعين ومربّي المواشي.
الفلسطينيّون الذين ينظرون إلى ذلك الانضمام بأنّه خطوة مهمّة
على صعيد حماية البيئة الطبيعيّة في الأراضي الفلسطينيّة يأملون في أن ينجح
الإتّحاد العالميّ لحماية الطبيعة، بالتّعاون مع الدول الأعضاء، في الحدّ من
الممارسات الإسرائيليّة ضدّ البيئة الطبيعيّة في الأراضي الفلسطينيّة.
الرابط الأصلي:
https://www.al-monitor.com/pulse/ar/originals/2016/10/palestine-member-international-nature-conservation-group.html#ixzz6EzTfg6cr
https://www.al-monitor.com/pulse/ar/originals/2016/10/palestine-member-international-nature-conservation-group.html#ixzz6EzTfg6cr
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.