الخميس، 19 أكتوبر 2017


حراك شعبيّ فلسطينيّ للضغط من أجل التطبيق السريع لاتّفاق القاهرة
أحمد أبو عامر – المونيتور

مدينة غزّة، قطاع غزّة – يشهد الشارع الفلسطينيّ حراكاً شعبيّاً ونقابيّاً متصاعداً، بهدف الضغط على طرفي الانقسام الفلسطينيّ فتح وحماس، لسرعة تطبيق الاّتفاق الذي تمّ التوصّل إليه في القاهرة في 12 تشرين الأوّل/أكتوبر الجاري، وذلك خوفاً من فشل الاتّفاق كما حدث في مرّات سابقة جرّاء بطء التطبيق ووقوف كلّ طرف عند قضايا جزئيّة في الاتّفاق والتمسّك بها.

بدأت الفعاليّات الشعبيّة والنقابيّة التي شارك فيها المئات من الفلسطينيّين في مناطق متفرّقة في الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة، مع جلسات الحوار الذي انطلق في القاهرة في نهاية شهر أيلول/سبتمبر الماضي، فيما أكّد غالبيّة القائمين على تلك الفعاليّات في أحاديث منفصلة إلى "المونيتور" أنّها ستتواصل خلال الأيّام المقبلة للضغط من أجل سرعة تطبيق الاتّفاق.

أقامت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين في 10 تشرين الأوّل/أكتوبر الجاري خيمة لدعم جهود المصالحة الفلسطينيّة وإسنادها، وتمنّى المشاركون فيها أن تكون جولة الحوار التي عقدت في القاهرة، والتي توّجت في ما بعد باتّفاق، مختلفة عن سابقاتها من الجولات التي انتهت بالفشل.

وقال مسؤول التيّار الشبابيّ في الجبهة أحمد الطناني لـ"المونيتور": "مشاركتنا في هذه الخيمة وغيرها من الفعاليّات تهدف إلى الضغط على طرفي الانقسام الفلسطينيّ فتح وحماس من أجل التوصّل إلى اتّفاق نهائيّ لا رجعة عنه كما الاتّفاقات السابقة، كي تتفرّغ الفصائل الفلسطينيّة إلى مواجهة الاحتلال الإسرائيليّ، وليس الانشغال في الخلافات الداخليّة".

وبيّن الطناني أنّ الشباب الفلسطينيّ في الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة ملّ حالة الانقسام والفرقة التي أثّرت على مستقبله وحرمته من أبسط حقوقه جرّاء تنازع كلّ من فتح وحماس على السلطة، وأهمّ تلك الحقوق، تعطّل انتخابات مجالس الطلبة في جامعات غزّة، والحرمان من فرص العمل والبرامج التنمويّة.

وأكّد مسؤول التيّار الشبابيّ تواصل الفعاليّات التي يقومون بها للضغط على كلّ من فتح وحماس من أجل تطبيق سريع وجادّ للاتّفاق الذي تمّ التوصّل إليه في القاهرة، متمنّياً أيضاً أن ينصف الاتّفاق شرائح المجتمع كافّة، ولا يكون محاصصة على السلطة بين حماس وفتح فقط.

وفي السياق ذاته، نظّم "حراك أكتوبر" الشبابيّ سلسلة من الفعاليّات في محافظات عدّة من قطاع غزّة، طالب خلالها الفصائل المتحاورة في القاهرة بسماع صوت الشارع وعدم العودة إلى الانقسام الداخليّ، مع سرعة تطبيق ما اتّفقت عليه في القاهرة.

وقال منسّق الحراك مثنى النجّار لـ"المونيتور": "قمنا بفعاليّات فور وصول الفصائل المتحاورة إلى القاهرة للضغط عليها لتتّفق، والآن بعدما وقّع الاتّفاق، سنبدأ في المرحلة الثانية من حراكنا، وهي توسيع القاعدة الشعبيّة المشاركة معنا للضغط أكثر على طرفي الانقسام لتنفيذ الاتّفاق، وعدم الوقوف عند التفاصيل التي قد تعيق التنفيذ". تسعى الحركة إلى تنظيم دعوات وحملات إلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بهدف توسيع القاعدة الشعبيّة المشاركة.

وأوضح النجّار أنّهم تلقّوا رسائل عدّة من السلطات المصريّة والمتحاورين الفلسطينيّين في القاهرة مفادها أنّ "صوتكم وصل، ولن تكون هناك عودة عمّا تمّ الاتّفاق عليه"، مشيراً إلى أنّ مرحلة أخرى من حراكهم ستنصبّ بعد ذلك على دعم عمل الحكومة في غزّة من خلال القيام بنشاطات تطوعية ، والمطالبة بفتح معبر رفح لسفر الطلّاب والمرضى، والذي كان من ضمن الاتفاق ولكن بحاجة إلى بعض الترتيبات مع الحكومة الفلسطينية والسلطات المصرية جراء الوضع الأمني الخطير في سيناء.

من جانبه، أكّد عضو سكرتاريا تجمّع "وطنيّون لإنهاء الانقسام" جمال زقوت لـ"المونيتور" أنّ صوت الشارع الفلسطينيّ يجب أن يمثّل رافعة لمساعدة الفرقاء على إنهاء الانقسام، مشيراً إلى أنّ التجمع سيواصل فعاليّاته الشعبيّة والتواصل مع طرفي الانقسام لمراقبة ما تمّ تحقيقه في اتّفاق المصالحة الذي وقّع أخيراً في القاهرة.

وبيّن زقوت أنّ الشروط والاستدراكات التي وضعتها سابقاً كلّ من حماس وفتح هي من تعطّل التطبيق السريع والآمن لأيّ اتّفاق يتمّ التوصّل إليه، مطالباً في الوقت ذاته بضرورة إشراك الفصائل الفلسطينيّة وممثّلي مؤسّسات المجتمع المدنيّ والفعاليّات النقابيّة كافة، كي تساهم في حلّ الخلافات التي تهدّد القضيّة الفلسطينيّة، لا أن يتقاسم طرفا الانقسام السلطة بمفردهما.

انقسم المحلّلون السياسيّون الفلسطينيّون حول قدرة الشارع الفلسطينيّ على الضغط على طرفي الانقسام، واعتبر المحلّل السياسيّ والكاتب في صحيفة "الأيام" الفلسطينية هاني حبيب في حديث إلى "المونيتور" أنّ الحراك الشعبيّ الفلسطينيّ والذي تصاعد أخيراً يهدف إلى إعطاء إشارة قويّة إلى طرفي الانقسام مفادها أنّ نزولهم إلى الشارع لن يوقفه أحد طالما لم يتوصّلا إلى اتّفاق ينهي أكثر من 10 سنوات من الانقسام التي أثّرت على القضيّة الفلسطينيّة وحياة المواطنين.

وبيّن حبيب أنّ الحراك في الشارع تلاقى مع عناصر أخرى ساهمت في التوصّل إلى اتّفاق في القاهرة، وتمثّلت في الضغط المصريّ الكبير على الفلسطينيّين لطيّ صفحة الانقسام، وقناعة كلّ من حماس وفتح بأنّ استمرار الانقسام في ظلّ انسداد أفق كلّ طرف منهما سيكلّفهما ويكلّف القضيّة الفلسطينيّة مزيداً من الخسائر.

وأبدى المحلّل السياسيّ أسفه لحالة عدم اللامبالاة التي كانت تبديها في السابق الفصائل الفلسطينيّة الكبيرة كحماس وفتح لرأي الشارع الفلسطينيّ، مشيراً إلى أنّ السبب في ذلك يعود إلى ضعف المشاركة الشعبيّة في السابق جرّاء اهتمام كلّ مواطن بالبحث عن لقمة العيش، مقارنة مع المشاركة اليوم التي بدأت بالارتفاع شيئاً فشيئاً.

من جانبه، رأى أستاذ العلوم السياسيّة في جامعة الأزهر في غزّة مخيمر أبو سعدة أنّ الحراك الشعبيّ مهمّ للضغط على طرفي الانقسام، ولكنّه لم يشكل حتّى اللحظة أيّ قوّة ضاغطة على حماس وفتح نتيجة المشاركة الضعيفة من قبل الجماهير، جرّاء حالة الملل التي وصلت إليها من إنهاء الانقسام.

وبيّن أبو سعدة أنّ حماس تحديداً دون الفصائل الفلسطينيّة الأخرى تمتلك مراكز لاستطلاعات الرأي وقياس المزاج العامّ في الشارع الفلسطينيّ، وتحديداً من خلال مواقع التواصل الاجتماعيّ، ويتمّ الأخذ بها في اتّجاه التقدّم في هذا الملفّ أو ذاك، ومن ضمنها ملفّ المصالحة الداخليّة.

التحرّكات الشعبيّة الفلسطينية، وإن ظهرت هزيلة أحياناً، إلّا أنّها تشكّل مصدر قلق لطرفي الانقسام، وتحديداً في قطاع غزّة الذي تسيطر عليه حركة حماس، جرّاء الأوضاع المعيشيّة الصعبة وانعدام أبرز مقوّمات الحياة الإنسانيّة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

مقاتلون بارزون في عرين الأسود يسلمون أنفسهم للسلطة

أحمد ابو عامر - المونيتور مدينة غزة، قطاع غزة – سلم المزيد من مقاتلي مجموعة عرين الأسود في نابلس أنفسهم للسلطة الفلسطينية،  وذلك في ظل الاتص...