أحمد أبو عامر - المونيتور
مدينة
غزة، قطاع غزة – عادت حالة التوتر بين (إسرائيل) وحركة حماس من جديد في ظل اتهامات
الأخيرة لإسرائيل بالتلكؤ المستمر في تنفيذ تفاهمات
التهدئة التي تم التوصل إليها في أكتوبر
2018، وجاء القصف
الإسرائيلي على مواقع لحركة حماس بقطاع غزة في 15 و 22 نوفمبر الجاري، رداً على إطلاق
صواريخ من قطاع غزة باتجاه مدينتي أسدود وعسقلان جنوب لتمثل آخر حلقات ذلك التوتر.
وكانت
المهلة التي منحتها حركة حماس لـ(إسرائيل) لتنفيذ التفاهمات انتهت
في الأول من نوفمبر الجاري، دون أن تقدم (إسرائيل) أي جديد في ملف التفاهمات، فيما
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية في 15 نوفمبر الجاري، أن قطر ترفض
أيضاً التعهد لحركة حماس بزيادة المنحة المالية التي تقدمها لقطاع غزة كل شهر.
وتقدم
قطر قرابة 17 مليون دولار شهرياً لقطاع غزة توزع
على مشاريع البنية التحتية والتشغيل المؤقت وشراء الوقود الصناعي لمحطة توليد الكهرباء
الوحيدة في قطاع غزة، ويقدم جزء منها كمساعدة مالية بقيمة 100 دولار لـ 100 ألف
أسرة فقيرة في القطاع.
تلفزيون
(i24news) الإسرائيلي ذكر في 15 نوفمبر الجاري، أن حماس تطالب بزيادة
المنحة المالية القطرية من 17 مليون دولار شهرياً إلى 30 مليون، وأن تجدد لعام
كامل، وهو ما رفضت قطر إعطاء تعهد به، وسط تخوفات من أن تقدم الحركة على تصعيد
الأوضاع الميدانية مع (إسرائيل).
القيادي
في حركة حماس حماد الرقب أكد في حديث مع "المونيتور" أن قيادة حركته
المتواجدة في الدوحة على تواصل دائم مع المسئولين القطريين لجلب المساعدات المالية
للتخفيف من الأوضاع الإنسانية والاقتصادية الصعبة لسكان قطاع غزة بفعل الحصار
الإسرائيلي المتواصل منذ 12 عاماً، وكذلك بفعل جائحة كورونا، رافضاً تأكيد أو نفي
ما ذكرته وسائل الإعلام الإسرائيلية حول المنحة القطرية، وأوضح أن المباحثات مع
قطر لا تتم عبر وسائل الإعلام.
وبين
أن قطر تواصل دعمها المالي والإغاثي لسكان قطاع غزة منذ سنوات، وكانت دائماً تقدم
ما يحتاجه قطاع غزة من مساعدات، بما في ذلك المنحة المالية التي يتم تجديدها كل
عدة أشهر.
وأشار
الرقب إلى أن ما تطالب به حركة حماس في التفاهمات التي تم التوصل إليها مع (إسرائيل)
وتتلكأ الأخيرة في تطبيقها هي حقوق يجب على الحكومة الإسرائيلية تقديمها، محذراً
من أن حركته لن تسمح بأن يبقى سكان قطاع غزة رهينة للابتزاز والحصار الإسرائيلي
الذي أثر على جميع مناحي الحياة بما فيها الجهاز الصحي الذي يعاني بشكل كبير في ظل
تفشي
وباء كورونا.
وكانت
حماس هددت
(إسرائيل) أكثر من مرة بأنها لن تصمت على رؤية الوباء يفتك بسكان
قطاع غزة، في ظل نقص أجهزة التنفس الصناعي والمستلزمات الطبية الأخرى، فيما نقل
موقع "دنيا
الوطن" في 17 نوفمبر الجاري، عن
مسؤول أممي لم تكشف عن هويته أن حماس طلبت من الوسطاء الضغط على (إسرائيل) لإدخال
40 جهاز تنفس صناعي لقطاع غزة.
أحد
الشخصيات المقربة من السفير القطري في قطاع غزة طلب عدم كشف هويته ذكر لـ"المونيتور"
أن حماس تطالب بتجديد وزيادة المنحة القطرية لعام كامل، وذلك في ظل الظروف الصعبة
لسكان قطاع غزة، مشيراً إلى أن الأمر يتوقف في المقام الأول على (إسرائيل) التي
وعدت بدراسة ما تطالب به حماس.
وأوضح
أن السفير القطري محمد العمادي نقل
مطالب حماس لإسرائيل منذ نهاية أغسطس الماضي، لزيادة المنحة المالية وتمديدها لعام
كامل، وكذلك التقدم في تنفيذ تفاهمات التهدئة، إلا أن (إسرائيل) لم تقدم ردها حتى
اللحظة.
وتوقع
أن يساهم الضغط الذي يقوم به الوسطاء (القطريين والمصريين والمنسق الخاص للأمم
المتحدة نيكولاي ملادينوف) في إزالة أسباب التوتر، والضغط على (إسرائيل) لتقديم
المزيد من التسهيلات لسكان قطاع غزة، وكذلك إدخال المزيد من أجهزة التنفس
والمستلزمات الطبية لمواجهة جائحة كورونا.
صحيفة
يديعوت
أحرنوت ذكرت في 12 نوفمبر الجاري، أن (إسرائيل)
تستخدم علاقاتها مع قطر من خلال مكتب رئيس الوزراء ومجلس الأمن القومي لتقديم منحة
شهرية تبلغ 30 مليون دولار لقطاع غزة حتى نهاية العام الجاري فقط، وذلك ضمن سلسلة
من التسهيلات الاقتصادية التي تبحثها مع مصر وقطر بهدف تخفيف الوضع الإنساني
والاقتصادي لسكان القطاع.
المحلل
السياسي والكاتب في صحيفة الأيام الفلسطينية طلال عوكل رأى في حديث مع "المونيتور"
أن تجديد المنحة المالية القطرية أو زيادتها مرتبط بـ(إسرائيل) التي تتحكم في
إدخال الأموال لحركة حماس في قطاع غزة، بالإضافة إلى أن (إسرائيل) تتخذ من تلك
المنحة شكل من أشكال الضغط على حركة حماس لإجبارها على ضبط الحالة الأمنية على طول
الحدود بين قطاع غزة و(إسرائيل) ومنع الفصائل من إطلاق الصواريخ.
وتوقع
عوكل أن تتدهور الحالة الأمنية بين حماس و(إسرائيل) إذا لم توافق الأخيرة على
تجديد وزيادة المنحة القطرية للعام المقبل، بالإضافة إلى المشاريع الإنسانية
الأخرى، لافتاً إلى أن حماس والفصائل لا يمكنها القبول بمعادلة الهدوء مقابل
الهدوء التي تحاول أن ترسخها إسرائيل على جبهة غزة.
من
جانبه، اعتبر المحلل السياسي المقرب من حركة حماس إبراهيم المدهون في حديث مع "المونيتور"
أن التسريبات الإعلامية الإسرائيلية حول رفض قطر زيادة المنحة القطرية هدفه الضغط
على الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة للالتزام بحالة الهدوء التي كانت سائدة خلال
الأشهر الأخيرة على طول الحدود مع (إسرائيل).
وحذر
من أن تلاعب (إسرائيل) بورقة المنحة القطرية سيفجر الأوضاع الميدانية مجدداً، وذلك
في ظل وصول أوضاع سكان قطاع غزة لمستويات غير مسبوقة من الفقر بفعل الحصار وجائحة
كورونا.
يبدو
أن (إسرائيل) ستعطي موافقتها قريباً لقطر على زيادة المنحة المالية لحركة حماس
وكذلك تمديدها لعام كامل، مقابل تعهد حركة حماس بضبط الحالة الأمنية في قطاع غزة
والتقدم في ملف تبادل الأسرى بين الجانبين.