أحمد
أبو عامر – المونيتور
مدينة
غزة، قطاع غزة – انطلقت في قطاع غزة المرحلة الأولى من حملة تطعيم
السكان باللقاحات المضادة لفايروس كورونا، في 22 فبراير الجاري، وذلك بعد وصول
دفعتين من اللقاح في الأيام الماضية، الأولى
بتبرع من روسيا للسلطة الفلسطينية، والثانية
بتبرع من دولة الإمارات لقطاع غزة مباشرة.
الحملة
بدأت بتطعيم 15 شخصاً من مسئولي وزارة الصحة وبعض الكوادر الطبية وبتغطية واسعة من
وسائل الإعلام المختلفة، وذلك بهدف تشجيع السكان على تلقي اللقاح، إذ بلغ عدد
الأشخاص الذين سلجوا أسمائهم لتلقي اللقاح في المرحلة الأولى حوالي 10 آلاف شخص
فقط، من أصل 1.2 مليون مواطن في قطاع غزة بحاجة إليه.
اللقاحات
التي وصلت قطاع غزة من نوع " سبوتنيك v" الروسي يبلغ عددها 22 ألف جرعة تكفي لـ 11 ألف مواطن، بمعدل
جرعتين متباعدتين لكل مواطن، وحسب الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة
أشرف القدرة وخلال حديث مع "المونيتور" فقد أكد عدم ظهور أي أعراض جانبية
على الـ 15 شخصاً الذين تلقوا الدفعة الأولى من اللقاح، وهو أحدهم.
وأوضح
القدرة أن عدد السكان في قطاع غزة الذين هم بحاجة لتلقي اللقاح يبلغ 1.2 مليون
مواطن، والذين هم في سن الـ 18 وأكثر وفقاً لبروتوكول منظمة الصحة العالمية في
تطعيم الأشخاص ضد وباء كورونا، مشيراً إلى أن الأولوية الآن في التطعيم هي للكوادر
الطبية في المستشفيات والمراكز الصحية بقطاع غزة وعددهم 16 ألفاً، فيما يبلغ عدد
الحالات المرضية في قطاع غزة والتي هي بحاجة لتلقي اللقاح 150 ألفاً.
وأشار
إلى أن وزارة الصحة وبالتعاون مع وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين بدأت التطعيم في
مركزين صحيين جنوب وقطاع غزة ومدينة غزة، وأن الحملة
بدأت فعلياً صباح الـ 23 من فبراير الجاري، للمواطنين الذين سجلوا أسمائهم لتلقي
اللقاح.
من
جانبه، ذكر عبد الناصر صبح مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في قطاع غزة خلال حديث
لوكالة "المونيتور" على هامش انطلاق حملة التطعيم أن السلطة الفلسطينية ستتلقى
خلال الأيام المقبلة أكثر من 37 ألف جرعة جديدة من اللقاحات المضادة لفايروس
كورونا، نصيب قطاع غزة منها سيكون 11200 جرعة.
الارتفاع
الكبير في أعداد الإصابات بالفايروس وضع خلال الأشهر الأخيرة منظومة الصحة
الفلسطينية في قطاع غزة تحت ضغط كبير، وكاد أن يطيح
بها، لتتدارك الجهات الحكومية الأمر وتسارع بفرض إجراءات وقائية صارمة، شملت حظراً
للتجوال وإغلاقاً للأماكن العامة من مطاعم وصالات أفراح ونوادٍ رياضية وغيرها.
ليشهد
قطاع غزة حالة تراجع
في أعداد الإصابات منذ أسبوعين تقريباً (بين 100 و200 إصابة في اليوم الواحد)،
وذلك في ظل النجاح النسبي لتلك الإجراءات، وسط توقعات بالسيطرة على الوباء بشكل
كبير خلال الأشهر المقبلة، مع توريد المزيد من اللقاحات وتطعيم السكان بها.
وسجل
قطاع غزة منذ دخول الفايروس لقطاع غزة في مارس 2020، أكثر من 54 ألف إصابة، تعافى
منهم 52 ألفاً، فيما بلغت أعدد الوفيات 545 حالة، غالبيتهم من كبار السن وأصحاب
الأمراض المزمنة.
مدير
دائرة مكافحة العدوى في وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة رامي العبادلة أحد الذين
تلقوا اللقاح في الدفعة الأولى، أكد لـ"المونيتور" أنه لم يشعر بأي
أعراض جانبية جراء اللقاح، داعياً المواطنين إلى التسجيل عبر التطبيق الإلكتروني
لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.
وبين
العبادلة أنه ووفقاً لبروتوكول منظمة الصحة العالمية فإن كل شخص بلغ من العمر 18
عاماً وأكثر فإنه بحاجة لتلقي اللقاح، لاكتساب مناعة إضافية ضد الفايروس.
الأعداد
القليلة التي سجلت لدى وزارة الصحة لتلقي اللقاح، يعود إلى تخوف بعض المواطنين من
المضاعفات الجانبية للقاح، في ظل حداثة تصنيعه، وخشيتهم من اللقاحات المقلدة التي
بدأت تنتشر في بعض بلدان العالم.
المواطن
ناجي عودة 38 عاماً من سكان شمال قطاع غزة أحد المواطنين الذين يتوجسون من تلقي
اللقاح، قال لـ"المونيتور": "اللقاح حديث التصنيع، وإلى اليوم تجري
عليه المزيد من الاختبارات والتعديلات، وأخشى ألا يتقبله جسدي، وأبدأ بالمعاناة
بعد أن انتهت معاناتي مع أعراض فيروس كورونا الذي أصبت به في ديسمبر الماضي".
وتوافق
المواطن شادي شتات 58 عاماً من سكان مدينة غزة في حديث مع "المونيتور"
مع سابقه في أن التخوف الذي يجعله يمتنع عن التسجيل لتلقي اللقاح الروسي يعود
للأعراض الجانبية التي قرأ عنها عبر شبكة الانترنت، والتي تتضمن ألم المفاصل
وارتفاع درجة الحرارة والصداع، مضيفاً: "في الأصل أنا أعاني من مرض التهاب
المفاصل، ولست بحاجة لألم إضافي".
دخول
اللقاحات لقطاع غزة جاء بعد صعوبات وعراقيل إسرائيلية، إذ اتهمت
وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة في 15 فبراير الجاري، إسرائيل بمنع إدخال تلك
اللقاحات لقطاع غزة عبر معبر بيت حانون/ إيريز شمال القطاع، الأمر الذي دفع بحركتي
حماس والجهاد الإسلامي للتلويح
بالتصعيد العسكري ضد إسرائيل، لتسمح
الأخيرة في إدخال اللقاحات في 17 فبراير الجاري.
وجاء
المنع الإسرائيلي آنذاك بعد ضغط عائلات الجنود الإسرائيليين الأسرى في قطاع غزة
على الحكومة الإسرائيلية، إذ تطالب
عائلات الجنود حكومتهم بالضغط على حركة حماس للإفراج عن الجنود الذين تأسرهم منذ
عام 2014، مقابل إدخال اللقاحات.
تتوقع
وزارة الصحة في قطاع غزة أن تشهد أعداد من سيسجلون اللقاح ارتفاعاً ملحوظاً خلال
الأيام والأسابيع المقبلة، وذلك في ظل حالة التوعية الصحية التي ستقوم بها لدفع
أكبر عدد من السكان لتلقي اللقاح، على أمل أن يتم تطعيم جميع السكان قبل نهاية شهر
يونيو المقبل.