الجمعة، 16 أبريل 2021

آخرهم القدوة.. حماس تفتح أبواب غزة أمام خصوم الرئيس عباس

أحمد أبو عامر - المونيتور

مدينة غزة، قطاع غزة – وصل عضو اللجنة المركزية المفصول من حركة فتح ووزير الخارجية الفلسطيني الأسبق ناصر القدوة إلى قطاع غزة في 14 أبريل الجاري، في زيارة هي الأولى له منذ سنوات طويلة، وذلك بهدف حشد أصوات الجمهور الغزي في الانتخابات التشريعية المقررة في مايو المقبل.

القدوة الذي فصل من حركة فتح في 11 مارس الماضي، بعد تشكيله لتيار منفصل عن حركة فتح تحت اسم "الملتقى الوطني الديمقراطي" في 2 مارس الماضي، شكل مع الأسير الفتحاوي مروان البرغوثي في 31 مارس الماضي، قائمةً انتخابية تحت "الحرية" لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة.

وصل القدوة قطاع غزة عبر معبر رفح جنوب قطاع غزة، بعد الحصول على موافقة من حركة حماس التي تسيطر على القطاع، وذلك على الرغم من مهاجمة القدوة بقوة لحماس والفصائل الإسلامية الفلسطينية خلال مقابلة متلفزة مع قناة فرانس 24 في الأول من أبريل الجاري.

وقال القدوة في تلك المقابلة: "كلنا، كل الأطراف (الفتحاوية) الموجودة لديها مشاكل مع الإسلام السياسي بشكل عام أو الإسلاموية السياسية"، كما وأكد أن هدفهم استعادة قطاع غزة سياسياً وجغرافياً، وهي تصريحات جرت عليه حملة انتقادات شعبية واسعة، فيما هاجمته حماس بقوة بعد ذلك التصريح.

وذكرت حماس في بيان أصدرته في 2 أبريل الجاري، "إن تصريحات ناصر القدوة خطيئة سياسية وطنية، وتأتي منسجمة تماماً مع المواقف والقرارات الصهيونية والأمريكية الهادفة إلى تمزيق شعبنا وإطالة أمد الانقسام".

مصادر في الملتقى الوطني الديمقراطي التابع للقدوة طلبت عدم ذكر اسمها كشفت لـ"المونيتور" أن شخصيات مقربة من القدوة أجرت اتصالات مع قيادة حركة حماس في قطاع غزة خلال الأيام الماضية من أجل الحصول على موافقة لزيارته إلى غزة، وهو الأمر الذي رحبت به حماس.

وأوضحت المصادر أن ترتيبات تجري من أجل عقد لقاء بين القدوة وقيادات في حركة حماس خلال الأيام المقبلة، وذلك بهدف التباحث بشأن الانتخابات التشريعية المقبلة، مشيرةً إلى أن تصريحات القدوة بشأن الإسلام السياسي فهمت بشكل خاطئ ومبالغ فيه.

وشددت على أن الملتقى الديمقراطي ينظر لحركة حماس وجميع الفصائل بأنها حركات مقاومة ويجب أن يكون لها دور تشاركي في القضايا السياسية وإدارة مؤسسات السلطة مروراً بالعمل تحت قبة البرلمان الفلسطيني.

حماس وفي إطار محاولاتها السياسية لإضعاف حركة فتح، عملت خلال الأيام الماضية على السماح بعودة الكثير من قيادات فتح المعارضين للرئيس عباس إلى قطاع غزة، وتحديداً أولئك التابعين للقيادي المفصول محمد دحلان، وذلك بهدف ترتيب صفوفهم من أجل خوض الانتخابات التشريعية والقضم من أصوات قائمة حركة فتح الرسمية.

القدوة وفي مؤتمر صحفي عقده فور وصول قطاع غزة، اشتكى من حملة تشوية وتهديد يتعرض لها شخصياً وشخصيات في قائمته الانتخابية في الضفة الغربية، بالإضافة إلى تضييق البنوك عليهم في فتح حساب بنكي باسم الملتقى الديمقراطي.

وأكد القدوة أن قائمته ستدعم الأسير مروان البرغوثي في حال ترشحه لمنصب الرئاسة، في الانتخابات المقرر إجراؤها في 31 يوليو المقبل.

مسئول في حماس طلب عدم الكشف عن هويته ذكر لـ"المونيتور" أن القدوة طلب من شخصيات مقربة من حماس عقد لقاء مع قيادة الحركة في غزة، مشيراً إلى أن حماس منفتحة على كل الفصائل الفلسطينية ولا مشكلة لديها في لقاء القدوة أو غيره من الشخصيات.

وأوضح المسئول أن المرحلة الحالية التي يعيشها الشعب الفلسطيني وفي ظل أجواء العملية الانتخابية، تحتم عليهم تجاوز كل خلاف والتوافق مع القوائم الانتخابية على قواسم مشتركة من أجل إنهاء الانقسام وإيجاد قيادة فلسطينية جديدة منتخبة.

صحيفة القدس العربي اللندنية ذكرت في 15 أبريل الجاري، أن القدوة يبحث عن موطئ قدم له في قطاع غزة، وذلك في ظل حالة التضييق التي يتعرض لها في الضفة الغربية، مشيرةً إلى أنه القدوة سيمكث وقتاً ليس بالقصير في القطاع.

المحلل السياسي والكاتب في صحيفة الأيام الفلسطينية طلال عوكل اعتبر في حديث مع "المونيتور" أن قطاع غزة يمثل ساحة جيدة ومريحة للعمل لتيار القدوة بعد الضغوطات التي تعرض لها خلال الفترة الأخيرة من قبل قيادة حركة فتح بالضفة الغربية.

وأوضح عوكل أن العلاقة بين القدوة وقيادة حركة فتح متمثلةً بالرئيس عباس واللجنة المركزية للحركة وصلت إلى نقطة اللارجعة، منوهاً إلى أن القدوة يتعامل بنوع من التحدي السياسي للرئيس عباس من خلال جلوسه مع الفصائل الفلسطينية في غزة.

من جانبه رأى المحلل السياسي والكاتب في صحيفة فلسطين المحلية إياد القرا خلال حديث مع "المونيتور" أن حماس تهدف من خطواتها السماح للقدوة ومسئولين في تيار دحلان العودة لقطاع غزة القول إن واقع الحريات في قطاع غزة أفضل من الضفة الغربية.

وأوضح أن حماس تريد خلق تيار فتحاوي قوي من قبل الشخصيات التي يتم طردها من حركة فتح، لمحاولة إضعاف الرئيس عباس وإيجاد قيادة بديلة عبر الانتخابات، لذلك قامت بفتح أبواب قطاع غزة أمام عودة كل من يريد من قيادات فتح التي على خصومة مع الرئيس عباس.

تبقى المعضلة الأبرز للقدوة في الحصول على أصوات الغزيين، في أن غالبية من هم في قائمته الانتخابية من الضفة الغربية، فيما لم تحظى غزة سوى بعدد قليل جداً في التمثيل بتلك القائمة وهو الأمر الذي أقر به القدوة، وبرره بسبب السرعة في تشكيل القائمة أوقعهم في ذلك الخطأ، إذا شكل قائمته مع البرغوثي خلال 3 ساعات فقط قبل إغلاق باب الترشح للانتخابات.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

مقاتلون بارزون في عرين الأسود يسلمون أنفسهم للسلطة

أحمد ابو عامر - المونيتور مدينة غزة، قطاع غزة – سلم المزيد من مقاتلي مجموعة عرين الأسود في نابلس أنفسهم للسلطة الفلسطينية،  وذلك في ظل الاتص...