سويرجو:
انسحبت من الحياة السياسيّة لأنّ القيادة الفلسطينيّة الحاليّة فاشلة
أحمد
أبو عامر – المونيتور
مدينة غزّة، قطاع غزّة – أعلن عضو اللّجنة المركزيّة للجبهة
الشعبيّة لتحرير فلسطين ذو الفقار سويرجو عن انسحابه من الحياة السياسيّة في 7
أيّار/مايو من عام 2016، عبر حسابه على موقع "فيسبوك"
من دون أن يبدي أيّ أسباب لذلك. وفي هذا السياق، التقاه "المونيتور"،
وحاول في الحوار الآتي الكشف عن أسباب انسحابه ورؤيته للعديد من القضايا
الفلسطينيّة.
إنّ ذو الفقار سويرجو هو عضو في اللّجنة المركزيّة للجبهة
الشعبيّة لتحرير فلسطين منذ عام 2008، ومن مواليد مدينة غزّة عام 1963، انضمّ إلى
قوى اليسار الفلسطينيّ أثناء دراسته، وترشّح للإنتخابات البرلمانيّة الفلسطينيّة
في عام 2006 عن مدينة غزّة، ولكن عدد الأصوات لم يؤهّله للفوز بمقعد في البرلمان.
كما أنّه عضو في اللّجنة الوطنيّة لمتابعة ملف الكهرباء في غزّة.
المونيتور: ما هي أسباب انسحابك من الحياة السياسيّة
الفلسطينيّة؟
سويرجو: في بداية حديثي، أودّ الإشارة إلى نقطة مهمّة،
وهي أنّني اعتزلت الحياة السياسيّة العامّة، ولم أقدّم استقالتي من اللّجنة
المركزيّة للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، الّتي لن يكون لي أيّ نشاط علنيّ فيها،
وسأبقى جنديّاً أخدم شعبي لمواجهة حال الظلم الّتي يتعرّض لها منذ سنوات.
ففي
الآونة الأخيرة، أصبحت الأعباء الملقاة على الشعب الفلسطينيّ وقيادته كبيرة، في
ظلّ تنكّر كامل لحقوقه من كلّ المحيط العربيّ والإقليميّ والمجتمع الدوليّ، الّذي
ترك الشعب الفلسطينيّ وحيداً يقاتل الإحتلال الإسرائيليّ والحصار المفروض على غزّة
وما خلّفاه من جوع وبطالة.
لقد منيت القيادات السياسيّة للشعب الفلسطينيّ، وأنا من
بينهم، بفشل ذريع بعد 30 عاماً من العملين النضاليّ والسياسيّ، ووصلنا إلى مرحلة
قذرة يراد منها إنهاء الصراع الفلسطينيّ – الإسرائيليّ، ولن أكون جزءاً من هذه
المرحلة، وسأنتظر الفرصة المناسبة للعودة إلى العمل السياسيّ، عندما نمتلك القوّة
الكافية الّتي تعيد الحقوق إلى القضيّة الفلسطينيّة.
المونيتور: كيف تنظرون إلى الوضع الفلسطينيّ الداخليّ،
في ظلّ الإنقسام بين "فتح" و"حماس" وغزّة والضفّة الغربيّة؟
سويرجو: للأسف بعد 10 أعوام تقريباً فشلنا في إنهاء
الإنقسام، فأنا كنت ممّن عمل بقوّة في هذا الملف لسنوات طويلة، وباعتقادي أنّ
الإنقسام لن يزول في السنوات القليلة المقبلة لأنّه أصبح ثقافة سائدة ويتمّ
استغلاله لتقزيم المشروع الوطنيّ عبر ما يتمّ التحضير له عربيّاً وإقليميّاً
ودوليّا،ً بالتّعاون مع إسرائيل لإنهاء الصراع الفلسطينيّ – الإسرائيليّ وتحويل
الحلم الفلسطينيّ إلى دويلة في غزّة، وتقسيم الضفّة وضمّ القدس إلى إسرائيل،
وتطبيق ما يسمّى بـالسلام الإقتصادي الّذي
يطرحه بنيامين نتنياهو.
المونيتور: 22 عاماً مرّت على توقيع إتفاقيّة باريس الإقتصاديّة الّتي تحكم العلاقات
الإقتصاديّة بين السلطة الفلسطينيّة وإسرائيل، وتحديداً في آليّة جباية الضرائب
والقضايا الماليّة، فكيف تراها؟ وكيف تعتقد أنّها أثّرت على الوضع الإقتصاديّ الفلسطينيّ،
وخصوصاً في قطاع غزّة؟
سويرجو: إتفاقيّة باريس الإقتصاديّة تمثّل خطّأ
تاريخيّاً ارتكبته القيادة الرسميّة الفلسطينيّة، فقد جعلت من الشعب الفلسطينيّ
رهينة لأموال المانحين والضرائب والسياسات الإسرائيليّة الإقتصاديّة، والّتي
تتعامل مع الطرف الفلسطينيّ كطرف تابع، وليس مستقلّ، ولا بدّ أن يدفع الثمن. وبسبب
هذه الإتفاقيّة، دمّرنا كلّ أمل باقٍ لدينا من أجل بناء إقتصاد فلسطينيّ قويّ
مستقلّ عن إسرائيل حتّى نستطيع أن نتحدّث عن إقامة دولة فلسطينيّة مستقلّة.
المونيتور: انسحابك من الحياة السياسيّة جاء بعد حادثة
وفاة 3 أطفال حرقاً في منزلهم بغرب مدينة غزّة بسبب استخدام أسرتهم للشموع في
الإنارة، نتيجة أزمة الكهرباء. بصفتك عضواً في اللّجنة الوطنيّة لمتابعة ملف
الكهرباء، أين يكمن الخلل؟ ومن المتسبّب في مشكلة الكهرباء الّتي يعاني منها قطاع
غزّة؟
سويرجو: إنّ القيادة الفلسطينيّة (قيادة السلطة وقادة
الأحزاب بما فيهم حماس وفتح والجهاد الاسلامي وغيرهم من الأخذاب) هي المسؤولة
الأولى والأخيرة عن حادثة وفاة الأطفال الثلاثة في
منزلهم بمخيّم الشاطئ - غرب مدينة غزّة في 7 أيّار/مايو من عام 2016، لأنّها
مسؤولة عن هذه الأزمة الّتي يمرّ فيها الشعب، فكلّ المشاكل الّتي تحدث في الساحة
الفلسطينيّة هي بسبب غبائنا الّذي يعطي لإسرائيل الفرصة الكاملة لتستغلّ انقسامنا
الفلسطينيّ كي تستمرّ في حصارنا. لقد حاولنا منذ سنوات إقناع القيادة الفلسطينيّة
بالعمل الجادّ لإنجاز ملف الكهرباء، ولكن فشلنا وأعطينا ذريعة للآخرين كي يتّهمونا
بالفشل، وهو ما دفعني إلى مغادرة الحياة السياسيّة.
المونيتور: كيف تنظر إلى الأحداث الّتي تشهدها
الأراضي الفلسطينيّة منذ تشرين الأوّل/أكتوبر من عام 2015؟ وهل تعتبرها هبّة أم
إنتفاضة؟ وما هي أسباب تراجعها خلال الشهرين الماضيين؟
سويرجو: ما يجري في الأراضي الفلسطينيّة هو هبّة جماهير
جاءت للتعبير عن رفض كلّ السياسات الفلسطينيّة في التّعامل مع إسرائيل وردّ طبيعيّ
من جيل تمّ استثناؤه وتهشيم أحلامه، فهذا الجيل تجاوز قياداته الرسميّة
الفلسطينيّة وانتفض في الشارع ليقول للعالم إنّ هذا الجيل الجديد لا يقبل بالهزيمة
أو بالتّراجع، ولكن للأسف فشلت القيادات الفلسطينيّة في التنبّه إلى إبداعاته من
قبل، ولم تستفد منه لاحقاً بمعنى أنّه لم يتمّ تشكيل قيادة فلسطينيّة موحّدة ولم
يتمّ وضع شعارات ناظمة لهذه الهبّة كي نضمن ديمومتها واستمرارها لتحقيق أهدافها.
لقد استغلّت الهبّة من قبل القيادة الفلسطينيّة لتحسين شروط التّفاوض مع إسرائيل،
واستغلّت من آخرين في خلافاتهم السياسيّة، وهو ما سيؤدّي إلى إحباطها خصوصاً أنّنا
مقبلون على مشروع ترتيب المنطقة الّذي ذكرته سابقاً، والّذي يتطلّب بكلّ تأكيد
القضاء على تلك الهبّة من خلال الإغراءات الإقتصاديّة، ورفع بعض أشكال المعاناة
المفروضة على الشعب الفلسطينيّ.
المونيتور: شهد قطاع غزّة في بداية أيّار/مايو من عام
2016، توغّلات عسكريّة إسرائيليّة
وتبادلاً لإطلاق النار بين
الجيش الإسرائيليّ ومسلّحين فلسطينيّين بعد المحاولات الحثيثة الّتي يقوم بها
الجيش الإسرائيليّ لتدمير الأنفاق، باعتقادك هل تحضّر إسرائيل لشنّ عدوان جديد على
غزّة؟
سويرجو: لا أعتقد أنّ هناك حرباً جديدة على غزّة، بل
هناك المزيد من الحصار الإسرائيليّ والتضييق على أهالي قطاع غزّة من أجل فرض
الواقع القادم والمتمثّل في السلام الإقتصاديّ كمدخل لضمّ مناطق (C) في الضفّة الغربيّة إلى إسرائيل، وتحويل ما تبقّى من
أراضي الضفّة إلى 4 كنتونات صغيرة، وفصل قطاع غزّة وفقاً لخطّة غيورا أيلاند، والّتي تقضي بمنح الفلسطينيّين جزءاً
من أراضي صحراء سيناء المصريّة مع قطاع غزّة لإقامة دولة فلسطينيّة، وهو ما لن
يقبل به الشعب الفلسطينيّ، وستكون هناك دماء كثيرة لوقف ذلك المخطّط.
الرابط الأصلي:
https://www.al-monitor.com/pulse/ar/originals/2016/05/zulfikar-suergo-interview-al-monitor-withdraw-political-life.html#ixzz6EypUI7xs
https://www.al-monitor.com/pulse/ar/originals/2016/05/zulfikar-suergo-interview-al-monitor-withdraw-political-life.html#ixzz6EypUI7xs
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.