الأولى
منذ عام 2007... المجلس التشريعيّ يعقد جلسة بمشاركة نوّاب من فتح
أحمد
أبو عامر – المونيتور
مدينة غزّة، قطاع غزّة – عقد المجلس التشريعيّ الفلسطينيّ جلسة طارئة في 21 كانون الأوّل/ديسمبر الجاري في
حضور عدد من نوّاب حركة فتح المحسوبين على التيّار الإصلاحيّ، وذلك للمرّة الأولى
منذ أحداث الانقسام الفلسطينيّ يونيو 2007، وتعطّل عمل المجلس، لمناقشة قرار رئيس السلطة
الفلسطينيّة محمود عبّاس الذي اتّخذه في 9 كانون الأوّل/ديسمبر الجاري برفع الحصانة عن 5 نوّاب من حركة فتح وفي مقدمتهم
النائب محمد دحلان.
وشارك في الجلسة التي عقدت في مقرّ المجلس التشريعيّ في مدينة
غزّة 80 نائباً من أصل 132 نائباً هم أعضاء المجلس
غالبيّتهم محسوبون على حركة حماس، فيما جاءت مشاركة نوّاب المجلس في الضفّة
الغربيّة عبر الهاتف، لتعذّر عقد تلك الجلسة في مقرّ المجلس في مدينة رام الله، والمغلق منذ عام 2007 بقرار
من الرئيس عبّاس. أما البقية التي لم تشارك معتقلين في السجون الإسرائيلية والبعض
الآخر ينتمون لحركة فتح المعارضين لتيار دحلان.
وأكّد رئيس اللجنة القانونيّة في المجلس محمّد الغول خلال كلمة في الجلسة أنّ قرارات الرئيس عبّاس المتعلّقة
برفع الحصانة عن عدد من النوّاب منعدمة، كونها فاقدة للمشروعيّة القانونيّة
والدستوريّة، مشيراً إلى أنّ المجلس هو صاحب الولاية على أعضائه.
وينصّ القانون الأساسيّ الفلسطينيّ في مادّته رقم 53 على أنّه "لا يجوز لعضو في المجلس
التشريعيّ التنازل عن الحصانة من غير إذن مسبق من المجلس، ولا تسقط الحصانة
بانتهاء العضويّة، وذلك في الحدود التي كانت تشملها مدّة العضويّة".
واعتبر الغول أنّ كلّ القرارات والإجراءات التي أدّت إلى قرار
رفع الحصانة عن النوّاب باطلة، وفي مقدّمتها قرار تشكيل المحكمة الدستورية في 2 أبريل 2016، التي أباحت للرئيس عبّاس رفع
الحصانة عن النوّاب، محمّلاً في الوقت ذاته السلطة الفلسطينيّة والرئيس عبّاس
المسؤوليّة عن تلك القرارات التي تضرّ بالنظامين السياسيّ والقضائيّ الفلسطينيّ.
من جانبه، رفض النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعيّ حسن خريشة
في حديثه إلى "المونتيور"، قرار الرئيس الفلسطينيّ رفع الحصانة عن
النوّاب، مطالباً إيّاه بالتراجع عن كلّ القرارات التي اتّخذها في هذا الشأن،
وإبعاد المجلس التشريعيّ عن المناكفات السياسيّة.
واعتبر خريشة أنّ القرارات التي خرج بها المجلس في جلسته
الطارئة في 21 كانون الأوّل/ديسمبر الجاري ليست ملزمة للرئيس الفلسطينيّ بقدر ما
تعطيه مؤشّراً على أنّ نوّاب المجلس التشريعيّ المنتخبين من قبل المواطنين في
الضفّة الغربيّة وغزّة يرفضون قراراته المتعلّقة بتشكيل المحكمة الدستوريّة، وفصل
عدد من نوّاب المجلس التشريعيّ.
وطالب خريشة النوّاب بالاستمرار في عقد مثل هذه الجلسات في ظلّ
اكتمال النصاب القانونيّ (67 عضواً كحد أدنى) بمشاركة نوّاب حركة فتح، مشدّداً على
أنّ المجلس أقرّ في توصياته خلال الجلسة تشكيل لجنة من المجلس لمتابعة آليّات
تفعيل الجلسات البرلمانيّة في الأيّام المقبلة.
وفي السياق ذاته، أعرب النائب عن حركة فتح والذي شارك في
الجلسة في مدينة غزّة أشرف جمعة، عن أمله في أن يوقف الرئيس عبّاس قراراته التي
تمثّل تدخّلاً واعتداء على السلطتين القضائيّة والتشريعيّة، متوقّعاً أن تستمرّ
مشاركة نوّاب فتح في الجلسات المقبلة للمجلس. وتوقع جمعة أن تحدث منتصف يناير
المقبل من غير تحديد جدول أعمال أو ما سيتم مناقشته خلال الجلسة المقبلة.
وقال جمعة في حديثه إلى "المونيتور": "الرسالة
الأولى التي أرسلتها هذه الجلسة إلى الرئيس عبّاس هي أنّ غالبيّة نوّاب الشعب
الفلسطينيّ يرفضون قرارته الأخيرة، وفي مقدّمتها رفع الحصانة عن بعض النوّاب،
وإلصاق بعض التهم بهم (كالاختلاس وتجارة
الأسلحة) تمهيداً لمحاكمتهم".
أمّا رئيس كتلة فتح البرلمانيّة عزّام الأحمد فقلّل في تصريحات صحافيّة له في 22 كانون الأوّل/ديسمبر الجاري
من عقد تلك الجلسة وقال: "المجلس التشريعيّ يعقد دوراته واجتماعاته وفق نصوص
القانون الأساسيّ، ونظام المجلس التشريعيّ الداخليّ، وما دون ذلك لا قيمة قانونيّة
له". الأحمد لم يحضر الجلسة لأنه ونواب فتح يرفضون منذ الانقسام 2007
المشاركة في جلسات المجلس الذي تحوز حركة حماس على الأغلبية به.
وأضاف: "المجلس معطّل منذ 12 تمّوز/يوليو 2007، ولم يعقد
أيّ اجتماع له منذ ذلك التاريخ بسبب الانقسام، ولم أسمع أحداً قال إنّ المجلس
اجتمع"، في إشارة إلى رفضه تلك الجلسة.
رأى المحلّل السياسيّ والكاتب في صحيفة الأيّام الفلسطينيّة أكرم
عطاالله أنّ الجلسة التي جاءت بمشاركة نوّاب من حركة فتح للمرّة الأولى منذ
الانقسام الفلسطينيّ لن تغيّر من الواقع السياسيّ الفلسطينيّ شيئاً، لافتاً إلى
أنّ الكثير من القرارات التي اتّخذها المجلس التشريعيّ في غزّة لم
تنفّذ من قبل السلطة في الضفّة الغربيّة كقانون التكافل الاجتماعي، وكذلك قرارات الرئيس عبّاس لم
تنفّذ من قبل المجلس التشريعيّ في غزّة التي تسيطر عليها حركة حماس.
وبيّن في حديثه إلى "المونيتور"، أنّ هدف الجلسة في
الأساس هو خطوة استباقيّة من قبل نوّاب من حركة فتح يخشون مصير زملائهم الخمسة (محمد دحلان، شامي الشامي، نجاة أبو
بكر، جمال الطيراوي، ناصر جمعة) الذين رفعت عنهم الحصانة البرلمانيّة من قبل
الرئيس عبّاس لانتمائهم إلى تيّار محمّد دحلان، الذي هو الخصم الأبرز لرئيس السلطة
الفلسطينيّة.
وأشار إلى أنّ النظام الفلسطينيّ مهدّد بالانهيار جرّاء الخطوات التي يقوم بها
السلطة الفلسطينيّة والرئيس عبّاس من جانب، والقوانين والخطوات التي يقرها المجلس
التشريعيّ في غزّة من جانب آخر، مشدّداً على أنّ الحلّ الأمثل للخلاف القائم هو
تحقيق الوحدة الداخليّة بين فتح وحماس.
ويستند الرئيس الفلسطينيّ في إصداره تلك القرارات على المادّة 43 من القانون الأساسيّ الفلسطينيّ التي
تنصّ على أنّه "لرئيس السلطة الوطنيّة في حالات الضرورة التي لا تحتمل
التأخير في غير أدوار انعقاد المجلس التشريعيّ، إصدار قرارات لها قوّة القانون،
ويجب عرضها على المجلس التشريعيّ في أوّل جلسة يعقدها بعد صدور هذه القرارات،
وإلّا زال ما كان لها من قوّة القانون، أمّا إذا عرضت على المجلس التشريعيّ على
النحو السابق، ولم يقرّها، زال ما يكون لها من قوّة القانون".
وتوافق المحلّل السياسيّ ورئيس التحرير السابق لصحيفة فلسطين
المحليّة مصطفى الصوّاف مع سابقه على أنّ الجلسة لن تشكّل أيّ ضغط على الرئيس
عبّاس، تجعله يتراجع عن القرارات التي اتّخذها أخيراً، من تشكيل المحكمة
الدستوريّة وفصل النوّاب وتقديم بعضهم إلى المحاكمة.
وقال الصوّاف لـ"المونيتور": "كان على المجلس
التشريعيّ التحرّك منذ اللحظة التي قرّر فيها الرئيس عبّاس تعطيل الجلسات
البرلمانيّة، وإغلاق المجلس في الضفّة الغربيّة عام 2007، إلّا أنّ نوّاب المجلس
في غزّة اكتفوا ببعض البيانات حتّى تغوّل الرئيس عبّاس على السلطتين التشريعيّة
والقضائيّة".
يرى المتابع للعمليّة السياسيّة في الأراضي الفلسطينيّة أنّ
تلك الجلسة لن تمثّل أيّ مخرج لتعطّل النظام السياسيّ الفلسطينيّ أو تدفع بالرئيس
عبّاس الذي لم يصدر أي موقف أو تعقيب على الجلسة التي عقدت إلى التراجع عن قراراته
المتعلّقة بفصل النوّاب، في ظلّ رفض الأخير الدعوة إلى انعقاد المجلس.
الرابط الأصلي:
https://www.al-monitor.com/pulse/ar/originals/2016/12/palestinian-legislative-council-gaza-dahlan-abbas.html#ixzz6EzsT0Er7
https://www.al-monitor.com/pulse/ar/originals/2016/12/palestinian-legislative-council-gaza-dahlan-abbas.html#ixzz6EzsT0Er7