الخميس، 31 مايو 2018


إسرائيل تحبط المحاولة الفلسطينيّة الأولى لكسر الحصار عن قطاع غزّة بحريّاً
أحمد أبو عامر – المونيتور

مدينة غزّة - قطاع غزّة: سيطرت قوّات البحريّة الإسرائيليّة مساء 29 أيّار/مايو الجاري على القارب الفلسطينيّ الأوّل الذي انطلق من ميناء غزّة وعلى متنه 17 فلسطينيّاً بهدف كسر الحصار الإسرائيليّ، واقتادتهم إلى ميناء إسدود في جنوب إسرائيل، وذلك بعد أن قطع القارب 14 ميلاً بحريّاً من قطاع غزّة باتّجاه ميناء ليماسول القبرصيّ في البحر المتوسّط.

وواكبت عشرات القوارب الفلسطينيّة الصغيرة التي حملت على متنها طواقم إعلاميّة محليّة ودوليّة ونشطاء فلسطينيّين، القارب الذي أقلّ المسافرين من الجرحى والمرضى والطلاّب صباح 29 أيّار/مايو الجاري، لأميال بحريّة عدّة في مياه قطاع غزّة، قبل أن تتركه ليكمل مسيرته وحيداً باتّجاه الميناء القبرصيّ.

هذا وتفرض إسرائيل حصاراً بريّاً وبحريّاً على قطاع غزّة منذ 12 عاماً، في أعقاب فوز حركة "حماس" بالإنتخابات البرلمانيّة خلال عام 2006، ويحرم بفعل ذلك الحصار عشرات الآلاف من السفر بحراً أو برّاً عبر المعابر مع قطاع غزّة، وتحديداً عبر معبر رفح البريّ الذي يربط مصر بقطاع غزّة ويفتح أيّاماً قليلة خلال العام منذ طرد "حماس" للسلطة الفلسطينيّة من قطاع غزّة خلال عام 2007.

ولقد حمّل رئيس اللجنة الحكوميّة لكسر الحصار في غزة علاء الدين البطّة في حديث لـ"المونيتور" إسرائيل المسؤوليّة الكاملة عن الاعتداء الذي تعرّض له القارب الفلسطينيّ، واصفاً ما حدث بـ"القرصنة الإسرائيليّة"، مشيراً إلى أنّهم تواصلوا مع مؤسّسات دوليّة عدّة في قطاع غزّة، وفي مقدّمتها الصليب الأحمر، ووضعوها في صورة ما قامت به قوّات البحريّة الإسرائيليّة ضدّ القارب ومن عليه من مسافرين.

وأوضح علاء الدين البطّة أنّ عناصر البحريّة الإسرائيليّة حاصرت القارب على بعد 14 ميلاً بحريّاً من ميناء غزّة، ونقلت المسافرين الـ17 إلى ميناء إسدود بعد أن تمّ اعتقالهم ليفرج عنهم بعد ساعات باستثناء القبطان الذي ما يزال رهن الاعتقال لدى إسرائيل، مشدّداً على أنّهم تواصلوا خلال الأيّام القليلة الماضية مع مؤسّسات دوليّة عدّة حول العالم، وفي مقدّمتها الأمم المتّحدة لحماية القارب ومنع البحريّة الإسرائيليّة من الاعتداء عليه وحماية المشاركين فيه.

وأشار إلى أنّ هدفهم من تسيير تلك الرحلة هو لفت أنظار العالم إلى المعاناة التي يعاني منها مليونا فلسطينيّ في قطاع غزّة بفعل الحصار الإسرائيليّ المتواصل.

وجاء انطلاق القارب في الذكرى السنويّة الثامنة لاستهداف إسرائيل أسطول الحريّة، الذي ضمّ سفناً عدّة انطلقت من دول عدّة حول العالم بهدف كسر الحصار الإسرائيليّ في 31 أيّار/مايو من عام 2010، وقتلت إسرائيل آنذاك 10 من المتضامين الأتراك الذين كانوا على متن سفينة مرمرة التركيّة قرب المياه الإقليميّة لقطاع غزّة.

من جهته، أكّد الناطق الإعلاميّ للهيئة الوطنيّة لكسر الحصار عن غزّة أدهم أبو سلميّة في حديث لـ"المونيتور" أنّهم سيواصلون الرحلات البحريّة في الفترة القريبة المقبلة، رغم القرصنة التي تعرّض لها القارب الفلسطينيّ.

ودعا الفلسطينيّين في قطاع غزّة الراغبين بالسفر عبر البحر من خلال تلك القوارب إلى التسجيل في المكتب الذي افتتح حديثاً للتسجيل.

هذا وافتتحت الهيئة التنسيقيّة لمسيرة العودة وكسر الحصار في 27 أيّار/مايو الجاري مكتباً لتسجيل الفلسطينيّين الذين ينوون السفر عبر البحر من خلال سفن كسر الحصار، حيث شهد التسجيل إقبالاً ملحوظاً (180 شخصاً قبل مغادرة الرحلة الأولى) وفق الهيئة التنسيقيّة لمسيرة العودة.

وعزا الجريح الفلسطينيّ محمود أبو عطايا (25 عاماً)، وهو أحد الذين شاركوا في الرحلة، خلال حديث مع "المونيتور" قبل انطلاقه في الرحلة بوقت قصير، الهدف من مشاركته، إلى حرمانه من السفر عبر المعابر البريّة مع مصر وإسرائيل لاستكمال علاجه في إحدى الدول العربيّة أو الأوروبيّة من الإصابة التي تعرّض لها في 30 آذار/مارس الماضي، خلال مشاركته في مسيرة العودة - شرق قطاع غزّة.

وقال: "أصبت بطلق ناريّ متفجّر في قدمي اليمنى، وأحدث ذلك الطلق إعاقة في قدمي من جرّاء تهتّك العظام وقطع الأوتار. وبسبب قلّة الرعاية الطبيّة في قطاع غزّة، بدأت إصابتي تسوء، وقرّرت المجازفة عبر المشاركة في الرحلة البحريّة، أملاً في أن أصل إلى دولة أوروبيّة لأتلقّى العلاج".

بدوره، قال المسافر على متن القارب شادي النقلة (28 عاماً) لـ"المونيتور": "إنّ هدفي من المشاركة في الرحلة البحريّة الأولى من قطاع غزّة باتّجاه قبرص هو إكمال دراستي، فأنا حاصل على درجة البكالوريوس منذ 6 سنوات في علم النفس من كلية فلسطين التقنية، وحتّى اللحظة لم أستطع السفر عبر معابر قطاع غزّة لإكمال دراستي، ولم يتبق أمامي إلاّ هذه الطريقة للسفر".

وأكّد أنّ مشاركته في الرحلة جاءت بمحض إرادته، رغم توقّعاته بتعرّضهم لمخاطر من قبل البحريّة الإسرائيليّة، متمنياً أن تنجح الرحلة التي يشارك بها في كسر الحصار المفروض على قطاع غزّة وتكون بمثابة نقطة البداية لتسيير عشرات الرحلات البحريّة مستقبلاً.

هذا وكانت إسرائيل قد منعت خلال السنوات الماضية تحرّكات بحريّة عدّة قام بها نشطاء عرب وغربيّون لكسر الحصار المفروض على قطاع غزّة، وهاجمت كلّ السفن التي كانت تصل قرب المياه الدوليّة لقطاع غزّة، وقامت باقتيادها إلى ميناء إسدود لتفرج بعد ذلك عن المشاركين وتقوم بترحيلهم إلى دولهم.

دان مسؤول اللجنة القانونيّة في الهيئة الوطنيّة العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار صلاح عبد العاطي في حديث مع "المونيتور" مهاجمة البحريّة الإسرائيليّة للقارب الفلسطينيّ، معتبراً ذلك انتهاكاً إسرائيليّاً جديداً ضدّ الفلسطينيّين السلميّين.

وحمّل إسرائيل المسؤوليّة عن سلامة من كانوا على متن القارب، وطالبها بسرعة الإفراج عنهم، لافتاً إلى أنّ هدف المشاركين هو كسر الحصار المفروض على قطاع غزّة، والذي يرقى إلى مستوى جريمة حرب ضدّ الإنسانيّة بفعل التداعيات الكارثيّة التي فعلها بسكّان قطاع غزّة.

وبيّن أنّ ذلك الحصار واجه إدانة دوليّة واسعة، كان آخرها مطالبة مجلس حقوق الإنسان في 19 أيّار/مايو الجاري، إسرائيل برفعه فوراً.

ورغم إحباط إسرائيل المحاولة الفلسطينيّة الأولى لكسر الحصار بحراً من قطاع غزّة، يبدو أنّ الفلسطينيّين سيستمرّون في محاولاتهم خلال المستقبل القريب بتسيير قوارب جديدة، أملاً في أن تنجح إحدى تلك المحاولات بكسر الحصار الإسرائيليّ.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

مقاتلون بارزون في عرين الأسود يسلمون أنفسهم للسلطة

أحمد ابو عامر - المونيتور مدينة غزة، قطاع غزة – سلم المزيد من مقاتلي مجموعة عرين الأسود في نابلس أنفسهم للسلطة الفلسطينية،  وذلك في ظل الاتص...