الاثنين، 9 مارس 2020

"حماس" تودع لدى روسيا 4 مقترحات لتحقيق المصالحة الفلسطينية


أحمد أبو عامر - المونيتور

مدينة غزة، قطاع غزة – استأنفت روسيا جهودها السياسية لتقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية لتحقيق المصالحة الداخلية، ومحاولة خلق موقف فلسطيني موحد من خطة السلام الأمريكية المعروفة باسم "صفقة القرن" والتي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 28 يناير الماضي، بهدف مساعدتهم في المحافل الدولية لمواجهتها.

وبدأت تلك الجهود بلقاء وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في 27 فبراير الماضي، بعضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ في العاصمة موسكو، ليلتقي بعدها لافروف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ووفد مرافق له في 2 مارس الجاري، فيما أعلنت حركة الجهاد الإسلامي في 2 مارس الجاري، أن أمينها العام زياد النخالة تلقى دعوةً من الخارجية الروسية لزيارة موسكو.

مسئول في السفارة الروسية برام الله طلب عدم الكشف عن هويته ذكر لـ"المونيتور" أن الخارجية الروسية أرسلت دعوات للفصائل الفلسطينية من أجل الحضور إلى موسكو للتباحث في قضيتين؛ الأولى تنسيق الجهود الفلسطينية لخلق موقف موحد من خطة السلام الأمريكية، والثانية محاولة تحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية.

وأوضح المسئول أن اللقاءات ستتم مع الفصائل بشكل منفرد، مشيراً إلى أن عقد لقاء جامع بين الفصائل يمكن أن يقر في حال رأت روسيا أن عقده سيكون مجدياً، ويمكن أن يخرج بموقف فلسطيني موحد يخدم انجاز المصالحة، وكذلك الجهود الفلسطينية تجاه خطة السلام الأمريكية.

وكانت حوارات المصالحة بين حركتي فتح وحماس توقفت منذ مارس 2018، وذلك في أعقاب التفجير الذي حدث لموكب رئيس الوزراء الفلسطيني السابق رامي الحمد لله ورئيس جهاز المخابرات الفلسطيني ماجد فرج أثناء زيارتهم لقطاع غزة، واتهمت السلطة الفلسطينية آنذاك حركة حماس بالوقوف خلف التفجير.

فيما احتضنت موسكو لقاءً ضم 14 فصيلاً فلسطينياً في 11 فبراير 2019، بهدف إنهاء الانقسام والاتفاق على برنامج سياسي موحد، إلا أن تلك الفصائل فشلت في الخروج ببيان ختامي جراء اعتراض حركتي حماس والجهاد الإسلامي على بعض بنوده.

هنية أعلن خلال مؤتمر صحفي عقده في 4 مارس الجاري، بالعاصمة موسكو عن تقديم حركته لـ 4 مقترحات لتحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية، والمتمثلة في؛ تشكيل حكومة وحدة وطنية، وإجراء انتخابات فلسطينية شاملة، وعقد المجلس الوطني الفلسطيني خارج مدينة رام الله ليتسنى مشاركة الفصائل الفلسطينية فيه، وعقد لقاء للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية.

وأوضح هنية أن أي من تلك المقترحات سيحقق المصالحة الداخلية، وأن حركته ستوافق على أي خيار تختاره حركة فتح، لافتاً إلى أن لافروف رحب بالمقترحات، وأبدى استعداد موسكو لاستضافة لقاء للفصائل الفلسطينية.

حركة فتح من جانبها ردت على مقترحات حماس الأربعة، وقال أمين سر المجلس الثوري للحركة ماجد الفتياني لـ"المونيتور": "الخيارات التي أعلن عنها هنية تم التوافق عليها في اتفاق المصالحة عام 2017، ولكن ما يعطل تنفيذها هي حماس التي تتقوقع حول مصالحها الحزبية، ورغبتها في استمرار سيطرتها على قطاع غزة".

وأضاف: "رغم ذلك نرحب بأي جهد روسي في هذا الجانب، والذي يصنف كدور مكمل لدور مصر الراعية الأساسية لملف المصالحة الفلسطينية"، منوهاً إلى أن حركته ترى أن أي اجتماع لعقد المصالحة الداخلية يجب أن يتم على الأراضي الفلسطينية لا سيما في قطاع غزة.

ووصل وفد من حركة فتح في 4 مارس الجاري، قطاع غزة لترتيب جدول الزيارة التي سيقوم بها وفد منظمة التحرير لاحقاً للاجتماع مع الفصائل بهدف التباحث في ملفي المصالحة الداخلية وخطة السلام الأمريكية، وذلك بعد أيام من الاتهامات المتبادلة بين الحركتين حول تلك الزيارة، إذ تتهم حركة فتح قيادة حماس في غزة بالتلكؤ في إعطاء الموافقة لزيارة الوفد، فيما تتهم حماس حركة فتح بأنها تسعى لعقد لقاء ثنائي معها وليس مع الفصائل الفلسطينية بما فيها تلك التي تأسست بعد الانقسام كحركة الأحرار، وهو الأمر الذي ترفضه حركة فتح.

أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت عماد عياضة رأى في حديث مع "المونيتور" أن روسيا تسعى لملء الفراغ الذي خلفه التراجع الأمريكي في العديد من الملفات بمنطقة الشرق الأوسط لا سيما الملف الفلسطيني – الإسرائيلي، والعمل على إنهاء الانقسام الداخلي وتوحيد الفلسطينيين لسد الذرائع أمام إسرائيل وأمريكا اللتان تتذرعان بأنه الفلسطينيين مشتتين ولا يوجد عنوان موحدة يمكن التحدث معه.

وبين عياضة أن الفرقاء الفلسطينيين وتحديداً حركتي حماس وفتح تدركان خطورة المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية لا سيما بعد طرح الإدارة الأمريكية خطتها للسلام، وترغبان في تحقيق المصالحة الداخلية إذ شهدت الآونة الأخيرة اتصالات ولقاءات متبادلة بين قادة الحركتين، والتي كان أهمها اتصال هاتفي بين الرئيس عباس وهنية في 28 يناير الماضي.

من جانبه، اعتبر المحلل السياسي المقرب من حركة حماس إبراهيم المدهون في حديث مع "المونيتور" أن المقترحات التي قدمتها حماس لروسيا من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية كان بهدف مساعدة موسكو في التحرك لرأب الصدع الفلسطيني، وأن تشكل تلك المقترحات أرضية جيدة لإنجاح ذلك التحرك.

وأوضح المدهون أن البيئة الداخلية الفلسطينية مهيأة في هذا الوقت لإتمام تلك المصالحة لا سيما في ظل قناعة الأطراف الفلسطينية أن قضيتهم في خطر حقيقي بعد طرح الإدارة الأمريكية خطتها للسلام، لافتاً إلى أن ما أعاق ويعيق إتمام المصالحة هو الفيتو الإسرائيلي عليها والذي عبر عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما خير الرئيس عباس بين السلام مع إسرائيل أو السلام مع حماس، وذلك في أعقاب تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية عام 2014.

يبدو أن روسيا مصممة على لعب دور أكبر في الملف الفلسطيني الداخلي أو الملف الفلسطيني – الإسرائيلي، وذلك استغلالاً للفراغ الذي خلفته القطيعة بين السلطة الفلسطينية والإدارة الأمريكية، والتي بدأت مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ديسمبر 2017، القدس عاصمةً لإسرائيل، وما تبعها من نقل السفارة الأمريكية إليها في منتصف مايو 2018، وأخيراً نشر خطة السلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

مقاتلون بارزون في عرين الأسود يسلمون أنفسهم للسلطة

أحمد ابو عامر - المونيتور مدينة غزة، قطاع غزة – سلم المزيد من مقاتلي مجموعة عرين الأسود في نابلس أنفسهم للسلطة الفلسطينية،  وذلك في ظل الاتص...