أحمد أبو عامر - المونيتور
مدينة غزة، قطاع غزة – كثفت حركة حماس والوزارات الحكومية
التي تديرها في قطاع غزة جهودها لمواجهة جائحة "كورونا"، وذلك عبر
قيامها بالعديد من الإجراءات
الوقائية، وكذلك إطلاقها للعديد من المشاريع الإغاثية والمساعدات
العينية والنقدية للمزارعين وللأسر المتضررة بفعل الإغلاق الذي يعيشه قطاع غزة.
تأتي آخر جهود الحركة وبالتعاون مع الوزارات الحكومية في
البدء بإنتاج
مليون كمامة لتوزيعها مجاناً على سكان القطاع، فيما أفسحت المجال أمام جميع العمال
المتضررين بفعل الإغلاق إلى تسجيل بياناتهم عبر رابط إلكتروني
أطلقته وزارة العمل لتقديم المساعدة العينية والمالية لهم.
مسئول في حركة حماس طلب عدم الإفصاح عن هويته كشف
لـ"المونيتور" عن الخطوات التي تنوي الحركة القيام بها لمواجهة الجائحة
والتي كان أهمها سعيها لتوفير 100 جهاز تنفس صناعي من دولة لم تحددها، وذلك
استكمالاً لـ 30 جهازاً قامت بشرائها وسلمتها لوزارة الصحة الفلسطينية.
وأوضح المسئول أن قيادة حماس شكلت منذ نهاية فبراير الجاري،
خلية أزمة لمواجهة الجائحة وتمثلت مهمتها في اتخاذ الإجراءات الصارمة لمنع تفشي
الوباء في قطاع غزة، وكذلك تسخير كل جهود الحركة في القطاع لمساعدة الجهات
الحكومية، والتي كان أهمها بناء ألف وحدة
سكنية للعزل، وكذلك صرف مساعدات مالية طارئة لـ 10 آلاف متضرر من
الجائحة.
وبين أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والذي
يتواجد حالياً في قطر يجري اتصالات هاتفية
منذ منتصف مارس الماضي، لتوفير الدعم المالي والمعدات الطبية لسكان قطاع غزة،
وكذلك مخيمات اللاجئين في لبنان وسوريا، مشيراً إلى أن الحركة استطاعت توفير دعم مالي يقدر بنصف مليون دولار لمخيمات اللاجئين في لبنان، وتسعى لتوفير دعم
طبي ومالي من تركيا وقطر.
وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن قد أعلن
في 12 أبريل الجاري، أن بلاده تلقت طلباً إسرائيلياً بتزويدها بمعدات طبية لمواجهة
وباء كورونا، مشيراً إلى أن تركيا قررت إرسال معدات مشابه للفلسطينيين. فيما أعلنت
قطر في 15 أبريل الجاري، عن تقديم منحة مالية ثانية للفلسطينيين، لمواجهة جائحة
كورونا.
علم "المونيتور" من مصادر مقربة من حماس أن خلية
الأزمة التي شكلتها الحركة أصدرت تعليمات مشددة للناطقين باسم حماس وكذلك وكلاء
والناطقين باسم الوزارات الحكومية بعدم الإدلاء بأي تصريحات لوسائل الإعلام دون
الرجوع للخلية، وذلك منعاً لإصدار أي تصريحات قد تشكل حالة من البلبلة في الشارع
الفلسطيني، واتخذت في هذا الصدد إجراءات صارمة تمثلت في توقيف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف عن العمل في 28 مارس الماضي،
بعد قيام وسيلة إعلامية
فلسطينية بدخول إحدى مراكز الحجر الصحي والتصوير داخلها.
التحدي الأكبر الذي يواجه حماس في مواجهة الجائحة يتمثل في نفاذ
معدات فحص العينات التي يتم جمعها من المشتبه بإصابتهم بالفيروس، وكذلك شح أجهزة
التنفس الصناعي.
مسئول في وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة طلب عدم الكشف عن
هويته ذكر لـ"المونيتور" أن مستشفيات قطاع غزة بحاجة لـ 100 جهاز تنفس
صناعي على الأقل لمواجهة خطر تفشي الفايروس، بالإضافة إلى حاجة المستشفيات لـ 140
سريراً لوحدات العناية المكثفة، مشيراً إلى قطاع غزة يمتلك حالياً 96 جهازاً فقط.
وأوضح المسئول أن معدات الفحص الخاصة بالفيروس (PCR) قد انتهت من
قطاع غزة منذ 9 أبريل الجاري، وهو ما دفع بالصين للتبرع
بمختبر متكامل لقطاع غزة، ومن المقرر أن تصل معداته في 16 أبريل الجاري، وهو ما
سيمكنهم من إجراء فحص لـ 3 آلاف عينة من المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا في اليوم
الواحد.
وذكرت صحيفة معاريف
الإسرائيلية في 14 أبريل الجاري، أن مختبراً للجيش الإسرائيلي بدأ في 13 أبريل
الجاري، بفحص عينات لسكان قطاع غزة وذلك في ظل نفاذ وحدات الفحص من القطاع. لتعاود
إسرائيل توريد
500 عينة فحص جديدة لقطاع غزة في 13 أبريل الجاري، والتي تكفي لفحص 500 عينة.
مدير عام التعاون الدولي في وزارة العمل بغزة ماهر أبو ريا
ذكر لـ"المونيتور" أن وزارته تلقت طلبات من 130 ألف عامل فلسطيني تضرروا
بفعل الجائحة نتيجة تعطل أعمالهم، مشيراً إلى أن وزارته بدأت في 15 أبريل الجاري،
بصرف مساعدات مالية بقيمة مليون دولار لـ 10 آلاف عامل، بقيمة 100 دولار لكل عامل.
وأوضح أبو ريا أنهم تواصلوا مع العديد من الدول المانحة،
وكذلك اليونسكو من أجل طلب الدعم لمن تعطلت أعمالهم.
وفي ذات السياق، سمحت
وزارة الداخلية في غزة بعودة مئات الفلسطينيين العالقين في مصر بتاريخ 13 أبريل
الجاري، بعد وضع خطة مشددة لاستقبالهم خوفاً من نقلهم الوباء للقطاع، وألزمتهم
جميعاً بالمكوث في أماكن الحجر الصحي في شمال وجنوب قطاع غزة لمدة 21 يوماً.
محمود الحاج 28 عاماً أحد المواطنين الذين تم حجرهم في مدرسة
مرمرة بمدينة رفح جنوب قطاع غزة للاشتباه بإصابته بفيروس كورونا بعد مخالطته لأحد المصابين
بفيروس كورونا، أبلغ خلال حديث هاتفي "المونيتور" أن الخدمات المقدمة
إليهم من رعاية طبية ومعدات وقائية جيدة.
من جانبها، قالت المواطنة سلوى النجار 47 عاماً
لـ"المونيتور": "أمكث في الحجر الصحي جنوب قطاع غزة منذ 10 أيام،
وأجريت لي عمليتي فحص والنتيجة في الحالتين كانت سلبية.. أتمنى انتهاء فترة الحجر
المقدرة بـ 21 يوماً بعد عودتي من مصر، والعودة لعائلتي بصحة جيدة".
وزارة
الصحة الفلسطينية في قطاع غزة تنهي بين حين
وآخر إجراءات الحجر الصحي للمئات من المواطنين المشبه بهم بإصابتهم بفيروس كورونا،
وقال يونس السلطان 42 عاماً أحد الذين خرجوا من الحجر الصحي بعد قضائه 21 يوماً في
جنوب قطاع غزة لـ"المونيتور": "من الصعب عليك أن تجلس في غرفة
صغيرة لمدة 21 يوماً، ولكن سلامتي وسلامة أسرتي تحتم علي قبول ذلك، ومع ذلك فإن
الخدمات والرعاية التي كانت تقدم لنا جيدة"، مضيفاً: "خرجت من الحجر
الصحي في 10 أبريل الجاري، وأعيش بين أسرتي بشكل مريح ولم تظهر علي أي أعراض صحية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.