الثلاثاء، 7 يوليو 2020

صواريخ حماس التجريبية.. رسائل من نار تسبق خطة الضم



أحمد أبو عامر - المونيتور
مدينة غزة، قطاع غزة – صعدت المناقشات التي تجريها الحكومة الإسرائيلية لضم أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن لـ(إسرائيل) خلال يوليو الجاري، من نبرة التهديد المتبادل بين (إسرائيل) والفلسطينيين، وكان آخرها إطلاق الجناح المسلح لحركة حماس "كتائب عز الدين القسام" لـ 24 صاروخاً و20 قذيفةً هاون من العيار الثقيل تجاه بحر قطاع غزة في الأول والثالث من يوليو الجاري.

التجارب الصاروخية التي سمع صوتها سكان قطاع غزة استمرت لساعات عدة، وتدرجت تلك الصواريخ في مدياتها لتصل إلى أكثر من 100 كلم، وهذه هي المرة الأولى التي تطلق فيها الحركة هذا العدد الكبير من الصواريخ في إطار تجاربها الصاروخية.

توقيت إطلاق الصواريخ لم يكن عفوياً، بل جاء في الموعد الذي كانت حددته (إسرائيل) سابقاً لبدء ضم غور الأردن وأجزاء من الضفة الغربية إلى (إسرائيل)، إلا أنها لم تفعل ذلك حتى اليوم، وذلك في ظل الخلافات الحادة داخل الحكومة الإسرائيلية وعدم الحصول على ضوء أخضر أمريكي، وكذلك الخشية من تفجر مواجهة عسكرية مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وحل السلطة الفلسطينية لنفسها إن تمت عملية الضم.

وسبق تلك التجارب، خطاب متلفز للناطق العسكري باسم الجناح المسلح لحركة حماس "أبو عبيدة" في 25 يونيو الماضي، والذي اعتبر خلاله قرار ضم أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن بمثابة إعلان حرب، وهدد بأن الفصائل الفلسطينية ستجعل (إسرائيل) تعض أصابع الندم إن نفذت قرارها بالضم.

(إسرائيل) من جانبها، تلقفت الرسائل التي دفعت بها حماس، وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 2 يوليو الجاري، بتوجيه ضربةً قاضية لمن يحاول مهاجمة (إسرائيل)، وأضاف نتنياهو: "التحديات الأمنية التي نواجهها تلزمنا الترقب المستمر، نحن على أهبة الاستعداد للدفاع عن أنفسنا بحراً وجواً وبراً، بما في ذلك من خلال إقامة الحاجز ضد الأنفاق على طول حدود قطاع غزة (..)، وكل من سيحاول أن يتحدانا من خلال القيام بأعمال عنف سيتكبد ضربة قاضية".

مسئول في حركة حماس طلب عدم الكشف عن هويته ذكر لـ"المونيتور" أن التجارب الصاروخية التي يجريها الجناح العسكري بين وقت وآخر هدفها زيادة تطوير القدرات العسكرية لمواجهة أي مخططات إسرائيلية لمهاجمة الشعب الفلسطيني، وذلك في ظل صعوبة تهريب الأسلحة من خارج قطاع غزة.

ورفض المسئول في حماس التعليق على التصريحات الإعلامية الإسرائيلية التي تقول إن هدف التجارب الأخيرة إرسال رسائل لـ(إسرائيل) في حال نفذت الضم، وقال: "لن أعلق على تلك التصريحات، موقفنا واضح في حال نفذت خطة الضم وأعلنا ذلك في خطاب رسمي".

وأضاف: "نحن لا نسعى للحرب ولا نريدها، ولكن إذا فرضتها علينا (إسرائيل) فلن نتردد في خوضتها دفعاً عن شعبنا".

من جانبه، أكد "أبو عطايا" الناطق باسم ألوية الناصر صلاح الدين لـ"المونيتور" أن الصواريخ التي أطلقت تجاه البحر هي رسائل من نار وعلى الحكومة الإسرائيلية أن تعيها قبل أن تقدم على تنفيذ خطة الضم، محذراً من أن لديهم المزيد من الرسائل القوية إن لم تعي (إسرائيل) رسائل الصواريخ الأخيرة.

وأوضح أبو عطايا أن فصائل المقاومة الفلسطينية موحدة في قرار الرد العسكري من خلال غرفة العمليات المشتركة، محملاً (إسرائيل) المسئولية عن أي حرب أو مواجهة عسكرية كبيرة قد تحدث.

الإعلام الإسرائيلي فهم أيضاً أن التجارب الصاروخية لحماس بمثابة رسائل لـ(إسرائيل) بأنها ستنفذ تهديداتها إن طبقت خطة الضم، وعلق المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرنوت إليئور ليفي في تغريدة له على تويتر في 1 يوليو الجاري قبل أن يقوم بحذفها بالقول: "على غير العادة، خلال الليل أطلقت الأذرع المسلحة في غزة -على ما يبدو حماس- رشقة صواريخ باتجاه البحر، ويعد الإطلاق كإشارة حول النوايا إذا أعلنت إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية". فيما أعلنت بلدية عسقلان جنوب (إسرائيل) في 1 يوليو الجاري، عن استعداداتها لفتح الملاجئ بشكل جزئي إن أطلقت الصواريخ من غزة باتجاه المدينة.

المحلل السياسي ورئيس التحرير السابق لصحيفة فلسطين المقربة من حركة حماس مصطفى الصواف اعتبر في حديث مع "المونيتور" الصواريخ والقذائف التي أطلقها الجناح المسلح لحركة حماس في 1 و 3 يوليو الجاري، بمثابة رسائل من نار موجهة للقيادتين السياسية والعسكرية في (إسرائيل) في حال أخطأت التقدير ونفذت قرار ضم أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن.

وقال الصواف: "مديات الصواريخ البعيدة التي أطلقت توحي أنه ما لدى حماس من صواريخ يمكنه أن يصل إلى أي مكان في إسرائيل".

من جانبه، رأى الخبير العسكري واللواء الفلسطيني المتقاعد يوسف الشرقاوي لـ"المونيتور" أن إطلاق حماس الصواريخ والقذائف حمل رسالتين الأولى لـ(إسرائيل) بأنها ستنفذ تهديداتها في حال طبقت خطة الضم، والرسالة الثانية جاءت لطمأنة الشارع الفلسطيني أن لدى الفصائل الفلسطينية ما يمكنه أن يردع (إسرائيل) عن القيام بخطواتها.

وأوضح الشرقاوي أن حماس تعي جيداً أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية هي الخاصرة الضعيفة لـ(إسرائيل) ومهاجمتها بالصواريخ في أي مواجهة مقبلة هو ما سيحقق لها نقاط التقدم العسكري لا سيما وأن التحصينات الإسرائيلية الكبيرة على طول الحدود مع قطاع غزة براً وبحراً يمكن أن يعيق العمليات التي كانت تخططها لها عسكرياً في المواجهات المستقبلية.

وكانت آخر مواجهة عسكرية بين حماس وإسرائيل في مايو 2019، أطلقت خلالها الحركة قرابة الـ 700 صاروخ خلال يومين فقط على المدن والكيبوتسات الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة، وأحدثت دماراً في بعض المنازل بمدينة عسقلان جنوب (إسرائيل)، وأظهرت بشكل عملي حجم التطور الذي وصلت إليه صواريخ حماس.

تركز حماس والفصائل الفلسطينية في السنوات الأخيرة في تجاربها الصاروخية على الدقة والقوة التدميرية وكذلك محاولة تشويش عمل القبة الحديدية الإسرائيلية لاعتراض الصواريخ، وهي أمور حققتها بنسب متفاوتة، وقدرت مصادر عسكرية إسرائيلية في فبراير 2020، أن ما تمتلكه حركتي حماس والجهاد الإسلامي فقط من صواريخ يفوق الـ 20 ألف صاروخ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

مقاتلون بارزون في عرين الأسود يسلمون أنفسهم للسلطة

أحمد ابو عامر - المونيتور مدينة غزة، قطاع غزة – سلم المزيد من مقاتلي مجموعة عرين الأسود في نابلس أنفسهم للسلطة الفلسطينية،  وذلك في ظل الاتص...