الأربعاء، 19 أغسطس 2020

تعثر الجهود المصرية لإحتواء التوتر بين حماس و(إسرائيل)

  


أحمد أبو عامر - المونيتور

مدينة غزة، قطاع غزة – بدأت مصر تحركات جديدة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، لمحاولة خفض حالة التوتر التي تصاعدت مع عودة إطلاق مجموعات فلسطينية للبالونات الحارقة والمتفجرة باتجاه جنوب إسرائيل في 6 أغسطس الجاري، وذلك بعد توقف دام شهرين.

إسرائيل من جانبها ردت على استمرار الحرائق في حقول جنوب إسرائيل بقصف للعديد من المواقع العسكرية التابعة لحركة حماس في غزة، وأغلقت معبر كرم أبو سالم بشكل جزئي في 11 أغسطس، ومنعت إدخال مواد البناء ومشتقات الوقود لقطاع غزة الأمر الذي أدى لتوقف محطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة في 18 أغسطس الجاري، فيما منعت الصيادين الفلسطينيين من دخول بحر قطاع غزة بشكل كامل منذ 16 أغسطس الجاري.

يأتي تصاعد التوتر بعد اتهام حركة حماس لإسرائيل بالتلكؤ في تنفيذ تفاهمات التهدئة التي تم التوصل إليها في أكتوبر 2018، لتخفيف الحصار والتي تشمل إقامة منطقتين صناعيتين شرق مدينة غزة لاستيعاب عشرات آلاف العاطلين عن العمل، والعمل على تنفيذ مشاريع الكهرباء والمياه، وكذلك زيادة حجم الاستيراد والتصدير من وإلى قطاع غزة.

الوفد المصري الذي وصل قطاع غزة في 17 أغسطس الجاري، يترأسه مسئول ملف فلسطين في جهاز المخابرات المصري أحمد عبد الخالق، التقى ولعدة ساعات قادة من حركة حماس في غزة، قبل أن يغادر إلى إسرائيل في اليوم ذاته حاملاً مطالب الحركة، على أن يعود بالإجابات مساء الـ 18 من أغسطس الجاري، إلا أنه أجل زيارته لموعد لم يحدد في ظل رفض إسرائيل لغالبية مطالب حماس.

مسئول في حركة حماس مطلع على المباحثات طلب عدم الإفصاح عن هويته ذكر لـ"المونيتور" أن الحركة طلبت من الوفد المصري الضغط على إسرائيل لتنفيذ التفاهمات التي تم التوصل إليها سابقاً، والبدء بشكل فوري في تنفيذ المشاريع المتعلقة بالكهرباء والمياه والمنطقتين الصناعيتين شرق غزة، مشيراً إلى أن الحركة لن توقف التوتر على الحدود مع إسرائيل قبل استجابة الأخيرة للمطالب التي تسلمتها عبر الوفد المصري.

وأوضح المسئول أنهم لا يسعون إلى المواجهة العسكرية، إلا أنهم لا يخشونها إذا رفضت إسرائيل تنفيذ تلك المطالب، منوهاً إلى أن تصاعد التوتر أو توقفه منوط بالـ 48 ساعة المقبلة، والتي يفترض أن يجلب فيها الوفد المصري أجوبة واضحة من إسرائيل على ما قدموه من مطالب.

وكشف أن قطر قد وافقت بالفعل على تمديد المنحة المالية لقطاع غزة حتى نهاية عام 2020، لافتاً إلى أن الحركة تطالب بأن تكون المنحة حتى نهاية 2021، وتشمل 200 ألف أسرة وليس 100 ألف كما الأشهر السابقة، وذلك بسبب ارتفاع عدد الأسر الفقيرة في قطاع غزة بفعل الحصار الإسرائيلي وجائحة كورونا.

صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية ذكرت في 17 أغسطس الجاري، أن مطالب حماس التي رفعتها لإسرائيل عبر الوفد المصري عالية للغاية، وأن حظوظ التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحماس ما تزال ضعيفة، وهو ما أظهره استمرار إطلاق البالونات الحارقة باتجاه جنوب إسرائيل أثناء وبعد مغادرة الوفد المصري لقطاع غزة.

فيما حذر وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس في 18 أغسطس الجاري، حماس جراء استمرار إطلاق البالونات الحارقة من غزة باتجاه جنوب إسرائيل بالقول: "حماس تلعب بالنار، وسأكون حريصاً لأن تحرقهم".

برلماني مصري مقرب من جهاز المخابرات المصرية طلب عدم الكشف عن هويته قال لـ"المونيتور": "صحيح أن مطالب حماس التي تسلمها الوفد في 17 أغسطس عالية، إلا أنها تأتي ضمن ما تم التوافق عليه مع إسرائيل في الأشهر السابقة"، متوقعاً التوصل لاتفاق جديد خلال الأيام القليلة المقبلة في ظل عدم رغبة الطرفين بالتصعيد العسكري.

وشدد البرلماني المصري على أن وفد المخابرات يقوم حالياً بمحاولة تقريب وجهات النظر والتوصل لنقاط اتفاق بين الجانبين، على أمل إعادة الهدوء للحدود بين غزة وإسرائيل في أسرع وقت، وكذلك التخفيف من الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل بعد التصعيد الأخير من إغلاق لمعبر كرم أبو سالم ومنع إدخال بعض السلع وإعادة توريد الوقود لمحطة الكهرباء في غزة والسماح للصيادين بالصيد.

الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة حذر في حديث مع "المونيتور" من أن كارثة صحية تنتظر مرضى قطاع غزة إذا لم يتم توريد الوقود لمحطة الكهرباء بشكل سريع، مشيراً إلى أن التداعيات الخطيرة لانقطاع الكهرباء يهدد مرضى العنايات المكثفة وغرف العمليات، وكذلك غرف الحجر الصحي.

إسرائيل من جانبها تبرر تأخرها في تنفيذ ما تم التوافق عليه مع حماس في أكتوبر 2018، إلى صعوبة عقد اجتماعات مع مسئولين دوليين لتنفيذ المشاريع الكبرى في قطاع غزة، وتحديداً الكهرباء والمياه والمناطق الصناعية، وذلك بفعل جائحة كورونا.

رئيس التحرير السابق لصحيفة فلسطين والمحلل السياسي المقرب من حماس مصطفى الصواف اعتبر في حديث مع "المونيتور" أن نجاح مهمة الوفد المصري في خفض التوتر بين حماس وإسرائيل يعتمد على مدى قدرته في الضغط على إسرائيل للتقدم في ملف تفاهمات التهدئة.

وتوقع الصواف أن ينجح الوفد في تحصيل إجابات إيجابية في بعض المطالب التي رفعتها حماس لإسرائيل وليس جمعيها، معتبراً أن مهمة الوفد المصري ليست بالسهلة في ظل تراجع إسرائيل المتكرر عن الالتزام بتعهداتها.

من جانبه، استبعد أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية عبد الستار قاسم في حديث مع "المونيتور" أن ينجح الوفد المصري بالضغط على إسرائيل، معتقداً أن التحركات الجديدة للوفد المصري جاءت بطلب من إسرائيل في ظل تصاعد حالة التوتر على الحدود مع غزة.

وأوضح قاسم أن حماس لن تنجح في رفع الحصار في ظل اعتمادها على الوساطة المصرية، مضيفاً: "إذا أرادت حماس رفع الحصار عن قطاع غزة عليها بخلق مشكلة أكبر لإسرائيل تتمثل في تصعيد عسكري تجبر من خلاله دول حول العالم للتدخل من أجل رفع الحصار".

من المستبعد أن تحصل حماس على كل ما تريده من مطالب، وذلك في ظل ربط إسرائيل رفع الحصار عن قطاع غزة بإفراج الحركة عن الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها والذين تم أسرهم خلال حرب عام 2014، وتخليها عن سلاحها.

الأربعاء، 12 أغسطس 2020

تجارب حماس الصاروخية.. رسائل تحذيرية لإسرائيل بعد جمود جهود التهدئة


أحمد أبو عامر - المونيتور

مدينة غزة، قطاع غزة – جدد الجناح العسكري لحركة حماس – كتائب عز الدين القسام- تجاربه الصاروخية، وأطلق في 10 أغسطس الجاري، 8 صواريخ ذات مديات متوسطة باتجاه بحر قطاع غزة، في خطوة اعتبرها خبراء فلسطينيون وإسرائيليون أنها تهدف لإرسال رسائل لإسرائيل بأن الحركة ستتجه لمواجهة عسكرية إذا استمر الحصار ولم تلتزم إسرائيل بتفاهمات التهدئة التي تم التوصل إليها في أكتوبر 2018.

التجارب الصاروخية سبقها تكثيف إطلاق البالونات الحارقة والمتفجرة من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل، الأمر الذي أدى لاندلاع 30 حريقاً في الحقول الزراعية الإسرائيلية في 10 أغسطس الجاري، ما دفع بوزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس لمعاقبة سكان القطاع بإغلاق جزئي لمعبر كرم أبو سالم التجاري جنوب قطاع غزة ومنع إدخال مواد البناء.

حالة التوتر المتجددة بين إسرائيل وحماس، جاءت مع قرب انتهاء المنحة المالية القطرية مع بداية سبتمبر المقبل، فيما كشفت صحيفة القدس الفلسطينية في 10 أغسطس الجاري، عن اتصالات يجريها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية التي يتواجد في الدوحة مع القيادة القطرية من أجل تجديد تلك المنحة والتي قدمها أمير قطر في مارس الماضي والبالغ قيمتها 150 مليون دولار لمدة 6 أشهر.

مسئول في حركة حماس طلب عدم ذكر اسمه كشف لـ"المونيتور" أن حركته أبلغت الوسيط المصري وكذلك القطري بأن حالة الهدوء مع إسرائيل ستنتهي في ظل عدم التزام الأخيرة بتفاهمات التهدئة، ومن ضمنها السماح بتنفيذ مشاريع كبيرة في قطاع غزة، وتحديداً في قضايا الكهرباء والماء والتشغيل المؤقت للعاطلين والخريجين والمنطقة الصناعية شرق مدينة غزة.

وأوضح المسئول أن عودة إطلاق البالونات الحارقة وتصاعد وتيرة التجارب الصاروخية هي رسائل ميدانية واضحة لإسرائيل يجب عليها أن تتلقفها قبل حدوث انفجار في قطاع غزة جراء تدهور الأوضاع الاقتصادية واستمرار الحصار الإسرائيلي، لافتاً إلى أن الوسطاء أكدوا للحركة أنهم سيتحركون من أجل إلزام إسرائيل بالتفاهمات خوفاً من تفجر الوضع الميداني.

وأكد أن الاتصالات حتى اللحظة لم تثمر عن شيء يذكر بما في ذلك تجديد المنحة المالية القطرية، مشيراً إلى أن الحركة جادة في تهديداتها إذا لم يتم إحراز تقدم حقيقي وفوري في تنفيذ التفاهمات.

لم تكن هذه المرة الأولى التي تستخدم حماس التجارب الصاروخية في إرسال رسائل عسكرية لإسرائيل، إذا أجرت الحركة في الأول من يوليو الماضي، تجربة صاروخية هي الأكبر منذ سنوات أطلقت خلالها 24 صاروخاً بمديات مختلفة تجاه بحر قطاع غزة، وذلك في رسالة تهديد لإسرائيل إذا نفذت خطة الضم في الضفة الغربية.

مسئول المكتب الإعلامي في حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب قال في تصريح صحفي في 11 أغسطس الجاري، "إن الحصار ليس قدراً علينا، ولن يسمح أبداً بتحول الحصار إلى واقع مفروض على غزة"، وأضاف: "على العالم كله أن يدرك أن بمقدور الشعب الفلسطيني قلب الطاولة في وجه مؤامرات الحصار والعدوان ولن يقايض حقه في الحياة الحرة الكريمة بذرة من تراب وطنه المقدس".

موقع واللا الإسرائيلي نقل عن مسئول أمني إسرائيلي كبير في 11 أغسطس الجاري، قوله إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع بني غانتس ناقشا تصاعد التوتر مع حماس، وفي أعقاب المناقشات أرسلت إسرائيل رسائل إلى الحركة عبر وسطاء تفيد بأن إسرائيل تعمل على الترويج للمشاريع الإنسانية التي تحتاجها غزة، لكنها تتأخر بسبب صعوبة الاستفادة من العوامل الدولية بسبب تداعيات أزمة كورونا والتي تجعل من الصعب عقد اجتماعات مع الحكومات الأخرى.

وأضاف المسؤول العسكري: "على حماس أن تفهم أن هذا ليس عملاً متعمداً من جانب إسرائيل بل نتاج واقع".

المراسل العسكري في صحيفة مكور ريشون الإسرائيلية نوعم أمير قال في تغريدة له على تويتر في 10 أغسطس الجاري: "عادةً كل إطلاق يمثل نهاية إنتاج سلسلة من الصواريخ، لكن رأيي هذه المرة فإن عمليات الإطلاق تجاه البحر تهدف إلى إرسال إشارة لإسرائيل بأن حماس تستعد للمواجهة وقد ملأت بالفعل مستودعاتها بالصواريخ".

تصاعد التوتر بين حماس وإسرائيل ألقى بظلاله على البلدات الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة التي تتلقى بشكل يومي البالونات الحارقة والدفعات الأولى من الصواريخ في كل جولة تصعيد عسكري، وطالب رؤساء مجالسها في 10 أغسطس الجاري، الحكومة الإسرائيلية بوضع الخلافات السياسية الداخلية جانباً، وتوجيه رد قاسي ضد المنظمات في قطاع غزة.

اللواء الفلسطيني المتقاعد يوسف الشرقاوي اعتبر في حديث مع "المونيتور" أن تجارب حماس الصاروخية هي بمثابة رسائل ذكية من الحركة لإسرائيل بأنها لن تترد في استخدام ما لديها من قوة ضد الجبهة الداخلية الإسرائيلية إذا لم تلتزم الحكومة الإسرائيلية بتنفيذ تفاهمات التهدئة.

وأوضح أن حماس تدرك جيداً أن الخاصرة الرخوة لإسرائيل في جبهتها الداخلية والتي أعلنت إسرائيل أكثر من مرة أنها غير جاهزة لأي مواجهة عسكرية تتلقى فيها آلاف الصواريخ الكبيرة والدقيقة من غزة أو لبنان.

وتوقع الشرقاوي أن تؤدي رسائل حماس العسكرية ثمارها وتنجح في إنهاء جزء من حصار قطاع غزة المتواصل منذ 12 عاماً.

وتوافق الباحث في الشأن العسكري والأمني رامي أبو زبيدة في حديث مع "المونيتور" مع سابقه في أن الصواريخ التجريبية لها رسائل عدة أهمها؛ أن حماس تمكنت من تطوير صواريخها وزيادة قوتها التدميرية، بالإضافة إلى أن قرارها بكسر الحصار عن قطاع غزة ليس مجرد فقاعات إعلامية وإنما قرار حاسم، وأخيراً أن استمرار الضغط الاقتصادي على غزة سينقل المشهد من حالة الهدوء إلى جولات عسكرية مكلفة لإسرائيل.

الأجواء المتوترة بين حماس وإسرائيل ما تزال تلقي بظلالها على جانبي الحدود، وسط توقعات بتصاعد حالة التوتر خلال الأيام المقبلة في ظل عدم وجود تحرك ملحوظ للوسطاء بين الجانبين، وتهديد نتنياهو للفصائل بدفع ثمن باهظ. 

مقاتلون بارزون في عرين الأسود يسلمون أنفسهم للسلطة

أحمد ابو عامر - المونيتور مدينة غزة، قطاع غزة – سلم المزيد من مقاتلي مجموعة عرين الأسود في نابلس أنفسهم للسلطة الفلسطينية،  وذلك في ظل الاتص...