أحمد أبو عامر - المونيتور
مدينة
غزة، قطاع غزة – جدد الجناح العسكري لحركة حماس – كتائب عز الدين القسام- تجاربه
الصاروخية، وأطلق
في 10 أغسطس الجاري، 8 صواريخ ذات مديات متوسطة باتجاه بحر قطاع غزة، في خطوة
اعتبرها خبراء فلسطينيون وإسرائيليون أنها تهدف لإرسال رسائل
لإسرائيل بأن الحركة ستتجه لمواجهة عسكرية إذا استمر الحصار ولم تلتزم إسرائيل بتفاهمات
التهدئة التي تم التوصل إليها في أكتوبر 2018.
التجارب
الصاروخية سبقها تكثيف إطلاق البالونات
الحارقة والمتفجرة من قطاع غزة باتجاه
جنوب إسرائيل، الأمر الذي أدى لاندلاع 30 حريقاً في الحقول الزراعية الإسرائيلية
في 10 أغسطس الجاري، ما دفع بوزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس لمعاقبة سكان
القطاع بإغلاق
جزئي لمعبر كرم أبو سالم التجاري جنوب قطاع غزة ومنع إدخال مواد البناء.
حالة
التوتر المتجددة بين إسرائيل وحماس، جاءت مع قرب انتهاء
المنحة المالية القطرية مع بداية سبتمبر المقبل، فيما كشفت صحيفة
القدس الفلسطينية في 10 أغسطس الجاري، عن
اتصالات يجريها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية التي يتواجد في
الدوحة مع القيادة القطرية من أجل تجديد تلك المنحة والتي قدمها
أمير قطر في مارس الماضي والبالغ قيمتها 150 مليون دولار لمدة 6 أشهر.
مسئول
في حركة حماس طلب عدم ذكر اسمه كشف لـ"المونيتور" أن حركته أبلغت الوسيط
المصري وكذلك القطري بأن حالة الهدوء مع إسرائيل ستنتهي في ظل عدم التزام الأخيرة
بتفاهمات التهدئة، ومن ضمنها السماح بتنفيذ مشاريع كبيرة في قطاع غزة، وتحديداً في
قضايا الكهرباء والماء والتشغيل المؤقت للعاطلين والخريجين والمنطقة الصناعية شرق
مدينة غزة.
وأوضح
المسئول أن عودة إطلاق البالونات الحارقة وتصاعد وتيرة التجارب الصاروخية هي رسائل
ميدانية واضحة لإسرائيل يجب عليها أن تتلقفها قبل حدوث انفجار في قطاع غزة جراء
تدهور الأوضاع الاقتصادية واستمرار الحصار الإسرائيلي، لافتاً إلى أن الوسطاء
أكدوا للحركة أنهم سيتحركون من أجل إلزام إسرائيل بالتفاهمات خوفاً من تفجر الوضع
الميداني.
وأكد
أن الاتصالات حتى اللحظة لم تثمر عن شيء يذكر بما في ذلك تجديد المنحة المالية
القطرية، مشيراً إلى أن الحركة جادة في تهديداتها إذا لم يتم إحراز تقدم حقيقي
وفوري في تنفيذ التفاهمات.
لم
تكن هذه المرة الأولى التي تستخدم حماس التجارب الصاروخية في إرسال رسائل عسكرية
لإسرائيل، إذا أجرت
الحركة في الأول من يوليو الماضي، تجربة صاروخية هي الأكبر منذ سنوات أطلقت خلالها
24 صاروخاً بمديات مختلفة تجاه بحر قطاع غزة، وذلك في رسالة تهديد لإسرائيل إذا
نفذت خطة
الضم في الضفة الغربية.
مسئول
المكتب الإعلامي في حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب قال في تصريح
صحفي في 11 أغسطس الجاري، "إن
الحصار ليس قدراً علينا، ولن يسمح أبداً بتحول الحصار إلى واقع مفروض على
غزة"، وأضاف: "على العالم كله أن يدرك أن بمقدور الشعب الفلسطيني قلب
الطاولة في وجه مؤامرات الحصار والعدوان ولن يقايض حقه في الحياة الحرة الكريمة
بذرة من تراب وطنه المقدس".
موقع
واللا الإسرائيلي نقل عن
مسئول أمني إسرائيلي كبير في 11 أغسطس الجاري، قوله إن رئيس الوزراء الإسرائيلي
بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع بني غانتس ناقشا تصاعد التوتر مع حماس، وفي أعقاب
المناقشات أرسلت إسرائيل رسائل إلى الحركة عبر وسطاء تفيد بأن إسرائيل تعمل على
الترويج للمشاريع الإنسانية التي تحتاجها غزة، لكنها تتأخر بسبب صعوبة الاستفادة
من العوامل الدولية بسبب تداعيات أزمة كورونا والتي تجعل من الصعب عقد اجتماعات مع
الحكومات الأخرى.
وأضاف
المسؤول العسكري: "على حماس أن تفهم أن هذا ليس عملاً متعمداً من جانب
إسرائيل بل نتاج واقع".
المراسل
العسكري في صحيفة مكور ريشون الإسرائيلية نوعم أمير قال في تغريدة
له على تويتر في 10 أغسطس الجاري: "عادةً كل إطلاق يمثل نهاية إنتاج سلسلة من
الصواريخ، لكن رأيي هذه المرة فإن عمليات الإطلاق تجاه البحر تهدف إلى إرسال إشارة
لإسرائيل بأن حماس تستعد للمواجهة وقد ملأت بالفعل مستودعاتها بالصواريخ".
تصاعد
التوتر بين حماس وإسرائيل ألقى بظلاله على البلدات الإسرائيلية القريبة من قطاع
غزة التي تتلقى بشكل يومي البالونات الحارقة والدفعات الأولى من الصواريخ في كل
جولة تصعيد عسكري، وطالب
رؤساء مجالسها في 10 أغسطس الجاري، الحكومة الإسرائيلية بوضع الخلافات السياسية
الداخلية جانباً، وتوجيه رد قاسي ضد المنظمات في قطاع غزة.
اللواء
الفلسطيني المتقاعد يوسف الشرقاوي اعتبر في حديث مع "المونيتور" أن
تجارب حماس الصاروخية هي بمثابة رسائل ذكية من الحركة لإسرائيل بأنها لن تترد في
استخدام ما لديها من قوة ضد الجبهة الداخلية الإسرائيلية إذا لم تلتزم الحكومة
الإسرائيلية بتنفيذ تفاهمات التهدئة.
وأوضح
أن حماس تدرك جيداً أن الخاصرة الرخوة لإسرائيل في جبهتها الداخلية والتي أعلنت
إسرائيل أكثر من مرة أنها غير جاهزة لأي مواجهة عسكرية تتلقى فيها آلاف الصواريخ
الكبيرة والدقيقة من غزة أو لبنان.
وتوقع
الشرقاوي أن تؤدي رسائل حماس العسكرية ثمارها وتنجح في إنهاء جزء من حصار قطاع غزة
المتواصل منذ 12 عاماً.
وتوافق
الباحث في الشأن العسكري والأمني رامي أبو زبيدة في حديث مع "المونيتور"
مع سابقه في أن الصواريخ التجريبية لها رسائل عدة أهمها؛ أن حماس تمكنت من تطوير
صواريخها وزيادة قوتها التدميرية، بالإضافة إلى أن قرارها بكسر الحصار عن قطاع غزة
ليس مجرد فقاعات إعلامية وإنما قرار حاسم، وأخيراً أن استمرار الضغط الاقتصادي على
غزة سينقل المشهد من حالة الهدوء إلى جولات عسكرية مكلفة لإسرائيل.
الأجواء المتوترة بين حماس وإسرائيل ما تزال تلقي بظلالها على جانبي الحدود، وسط توقعات بتصاعد حالة التوتر خلال الأيام المقبلة في ظل عدم وجود تحرك ملحوظ للوسطاء بين الجانبين، وتهديد نتنياهو للفصائل بدفع ثمن باهظ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.