الثلاثاء، 15 ديسمبر 2020

كيف ينتخب أسرى حماس قيادتهم في السجون؟



المونيتور - أحمد أبو عامر

مدينة غزة، قطاع غزة - أنهى أسرى حركة حماس في السجون الإسرائيلية في العاشر من ديسمبر الجاري، انتخاب قيادة لهم تمثلهم أمام مصلحة السجون الإسرائيلية، وتقوم على تنظيم العمل الإداري والثقافي والسياسي والمالي للأسرى داخل السجون الإسرائيلية وتحديداً أسرى حركة حماس.

الهيئة الجديدة التي تضم أسماء بارزة في الجناح المسلح لحركة حماس "كتائب الشهد عز الدين القسام" ستبدأ مهامها في الأول من يناير 2021، وستستمر حتى ديسمبر 2023، إذ أن اللوائح الداخلية التي أنجزها أسرى حماس تنص على أن مدة الدورة الانتخابية هي عامين.

وأعضاء الهيئة العليا الجديدة هم: "سلامة القطاوي -رئيساً-، عبد الناصر عيسى -نائباً للرئيس-، محمد عرمان، حسن سلامة، جمال الطويل، سليم حجة، أشرف زغير، معمر الشحروري، منير مرعي، إسلام جرار، مصعب أو شخيدم (أعضاء).

عملية انتخاب الهيئة العليا لأسرى حماس تتم في ظروف سرية وأمنية معقدة، جراء حظر مصلحة السجون الإسرائيلية لهكذا أنشطة تنظيمية داخل السجون، وخوفاً من إدخال الشخصيات الأوفر حظاً للفوز بمقعد في الهيئة العليا لغرف العزل الإنفرادية، وبالتالي إفساد العملية الانتخابية.

أحد أعضاء الهيئة الجديدة المنتخبة تحدث لـ"المونيتور" من داخل السجن وطلب عدم الإفصاح عن هويته لدواعٍ أمنية، أوضح أن عملية انتخاب الهيئة القيادية العليا تجري منذ ما يزيد عن 4 أشهر، وشارك فيها كل أسرى حماس في السجون والمعتقلات الإسرائيلية كافة عبر الاقتراع السري على عدة مراحل.

وذكر العضو أن المرحلة الأولى، تبدأ باختيار أعضاء مجلس الشورى العام في السجون والبالغ عددهم 51 عضواً، موزعين على 22 سجناً ومعتقلاً إسرائيلياً، وفي المرحلة الثانية، يقوم أعضاء مجلس الشورى بانتخاب الهيئة القيادية العليا والتي تضم 11 عضواً يضاف إليهم أمراء أكبر 4 سجون إسرائيلية هي (ريمون والنقب ومجدو وعوفر) ليصبح عدد أعضاء الهيئة 15 عضواً، والمرحلة الثالثة يقوم الـ 15 باختيار الرئيس ونائبه، ويفتح بعد ذلك باب الطعون على العملية الانتخابية لمدة 15 يوماً، قبل أن يتم الإعلان بشكل رسمي عن أعضاء الهيئة، ويصبح رئيسها بشكل تلقائي عضواً في المكتب السياسي للحركة.

وبين أن دور الهيئة لا يقتصر على إدارة الشأن العام للأسرى في السجون، بل يتعداه للمشاركة في جميع القرارات والخطوات التي تتخذها حركة حماس، وتحديداً في القضايا الكبرى كصفقات تبادل الأسرى -كما جرى في صفقة شاليط 2011-، إذ أن الموافقة النهائية على إبرام الصفقة جاء من قبل الهيئة القيادية العليا لحركة حماس آنذاك، والذي كان يرأسها القيادي روحي مشتهى، ناهيك عن المشاركة في القرارات والمشاريع السياسية للحركة وعلاقاتها مع فصائل ومكونات الشعب الفلسطيني.

وأوضح أن أسرى حماس أعدوا على مدار سنوات طويلة نظاماً انتخابياً خاصاً بهم ينظم العملية الانتخابية، مشدداً على أن ذلك النظام يجري التعديل عليه وتحديثه بين حين وآخر ليواكب التطورات التي تحدث في السجون من ناحية أمنية أو من ناحية أعداد الأسرى المنتمين للحركة، والذي يزيد عددهم وينقص بين عام وآخر، إذ أن لكل سجن أو معتقل أمير يمثل أسرى التنظيم ويكون عضواً في مجلس الشورى العام الذي ينتخب الهيئة العليا لأسرى التنظيم.

فكرة انتخاب هيئة قيادية عليا لأسرى حركة حماس في السجون الإسرائيلية بدأت منذ عام 2004، وذلك في أعقاب الاضراب الذي نفذه الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية نهاية سبتمبر 2004، احتجاجاً على ظروف اعتقالهم من قبل سلطات السجون الإسرائيلية، وبروز حاجتهم آنذاك لقيادة موحدة ومعروفة تخرج عنها قرارات الإضراب، ليتم بعد ذلك انتخاب وتشكيل أول هيئة عليا لأسرى حماس عام 2005.

ورغم الاعتراضات التي لاقتها فكرة إجراء انتخابات من قبل بعض أسرى حماس بسبب صعوبة الاتصال بين أقسام السجن الواحد وبين السجون المختلفة، وخوفاً من إفسادها المستمر من قبل مصلحة السجون، إلا أن قيادة حماس في السجون تغلبت على تلك العقبات بطرق عدة أهمها التواصل فيما بينهم من خلال الهواتف النقالة التي يتم تهريبها بصورة سرية لبعض السجون، بالإضافة للرسائل التي ينقلها المحامين وغيرها من الطرق السرية.

 القيادي في حركة حماس والأسير السابق محمود مرداوي ذكر لـ"المونيتور" أن عملية انتخاب هيئة قيادية عليا لأسرى حماس جاءت انسجاماً مع السلوك الديمقراطي الذي يغلب على جميع مؤسسات الحركة في اختيار قياداتها، مشيراً إلى أن العملية الانتخابية تتم بصورة سرية رغم قناعة أسرى حماس أن مصلحة السجون الإسرائيلية تتنصت على بعض المكالمات الهاتفية، خاصةً المتعلقة بالعملية الانتخابية.

وبين مرداوي أن النظام الانتخابي الذي تقوم عليه الانتخابات في السجون أعد منذ سنوات طويلة، لافتاً إلى أن الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس يشكلون مكوناً أساسياً من قيادة حماس بشكل عام، إذ أن أي قرار للحركة لا يتم تمريره والمصادقة عليه دون مشاركة الهيئة القيادية العليا في السجون الإسرائيلية.

أسرى حماس وإلى جانب الأسرى من التنظيمات الفلسطينية الأخرى كان لهم دور أساسي في لعب دور مساهم لمحاولة تحقيق المصالحة الداخلية الفلسطينية، وقدموا عام 2006، ما عرف باسم "وثيقة الأسرى" والتي تتضمن خطة عمل شاملة لتحقيق المصالحة، ولا تزال الفصائل الفلسطينية تعتبرها إحدى مرجعيات تحقيق المصالحة، ناهيك عن أن أول هيئة عليا لحركة حماس في السجون اختارت عدد من قيادات الأسرى للمشاركة في قوائم حماس بالانتخابات التشريعية التي جرت عام 2006، وفازت بها الحركة.

مدير مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني والأسير السابق علاء الريماوي رأى في حديث مع "المونيتور" أن حماس تهدف من خلال إجراء تلك العملية الانتخابية وإعلان الفائزين فيها إلى خلق حالة من الانضباط التنظيمي بين عناصرها في السجون الإسرائيلية، وبالتالي خلق جسم منتخب يكون له صلاحيات التواصل بين التنظيم في خارج السجون وبين الأسرى.

وأشار الريماوي أن حماس تريد أيضاً إرسال رسالة للعالم الغربي وإسرائيل أنها تعتمد النظام الديمقراطي في إدارة شؤونها التنظيمية وتعطي الفرصة لجميع الكوادر التنظيمية في اختيار من يمثلهم، كما وتمنح الفرصة لصعود قيادات شابة وهو ما حدث في الهيئة التي تم انتخابها قبل أيام وغالبية أعضائها من الشباب.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

مقاتلون بارزون في عرين الأسود يسلمون أنفسهم للسلطة

أحمد ابو عامر - المونيتور مدينة غزة، قطاع غزة – سلم المزيد من مقاتلي مجموعة عرين الأسود في نابلس أنفسهم للسلطة الفلسطينية،  وذلك في ظل الاتص...