الأربعاء، 31 مارس 2021

الصين تزاحم الولايات المتحدة في الملف الفلسطيني – الإسرائيلي

أحمد أبو عامر - المونيتور

مدينة غزة، قطاع غزة – بدأت الصين تحركات سياسية لافتة في منطقة الشرق الأوسط، ووضعت في مقدمة تلك التحركات محاولة تحريك ملف السلام الإسرائيلي – الفلسطيني المجمد منذ سنوات، عبر إعلان وزير الخارجية الصيني وانغ يي في 24 مارس الجاري، أن بلاده ستوجه دعوات لمسئولين فلسطينيين وإسرائيليين من أجل إطلاق حوار في بكين.

إعلان وزير الخارجية الصيني جاء على هامش زيارة نادرة يقوم بها لمنطقة الشرق الأوسط بدأت بالسعودية وستمتد لتطال بلدان أخرى كالإمارات وإيران والبحرين وسلطنة عمان وتركيا وقطر، وذلك بعد فترة وجيزة من تولي الرئيس الأمريكي جو بادين لمقاليد الحكم في الولايات المتحدة.

واستبقت الصين في زيارة وزير خارجيتها لمنطقة الشرق الأوسط الإدارة الأمريكية الجديدة، وعرض وانغ يي مبادرةً من خمس نقاط لأمن واستقرار الشرق الأوسط، في خطوة تعكس الاهتمام المتزايد من قبل الصين في المنطقة لأهداف سياسية واقتصادية، ومزاحمة الولايات المتحدة في تلك الملفات.

الموقف الفلسطيني الرسمي المتمثل في رغبتها توسيع الرباعية الدولية ورفضها أن تكون الولايات المتحدة وسيطاً وحيداً لعملية السلام في الشرق الأوسط، شجع الصين لبدء تلك التحركات، إذ تربط الجانبين (الصيني والفلسطيني) علاقات جيدة، في ظل اتهامات السلطة الفلسطينية للإدارات الأمريكية المتلاحقة بالانحياز لإسرائيل، وتحديداً إدارة ترامب السابقة والتي أوقفت مساعداتها المالية للفلسطينيين، واعترفت بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل، ونقلت مقر السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وأغلقت مقر منظمة التحرير في واشنطن.

مسئول فلسطيني بارز في وزارة الخارجية الفلسطينية طلب عدم الكشف عن هويته رحب في مقابلة مع "المونيتور" بالمبادرة الصينية، وأكد أن القيادة الفلسطينية تنتظر تسلم دعوة رسمية من الصين للبدء في بحث النقاط التي طرحها وزير الخارجية الصيني لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

وأوضح المسئول أن القيادة الفلسطينية تعول بشكل كبير على التحركات والموقف الصيني في كسر حالة الاحتكار الأمريكي في رعاية ملف السلام الفلسطيني – الإسرائيلي، وتردد العديد من البلدان في مزاحمة الولايات المتحدة بذلك الملف.

وبين أن الموقف الصيني يأتي متوافقاً مع المبادرة التي طرح الرئيس محمود عباس في أكتوبر 2020، لعقد مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط، والذي يقوم على حل الدولتين، وهي مبادرة رحبت بها العديد من بلدان العالم وفي مقدمتهم الصين.

لم تمض سوى ساعات قليلة على إعلان الصين لمبادرتها حول الشرق الأوسط، ليعلن الرئيس الأمريكي جو بادين في 25 مارس الجاري، عن إعادة برنامج المساعدة الأمريكية لدعم التنمية الاقتصادية والمساعدات الإنسانية للفلسطينيين، وتقديم 15 مليون دولار كمساعدات إنسانية لمواجهة جائحة كورونا وانعدام الأمن الغذائي في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ووصف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في بيان رسمي له الخميس 25 مارس الجاري، استعادة الدعم الأمريكي بأنه "خطوة في الاتجاه الصحيح من أجل إعادة صياغة العلاقة مع الإدارة الأمريكية، والتي توقفت خلال فترة حكم ترامب في البيت الأبيض، على خلفية مواقفه من القضية الفلسطينية، المنافية لقرارات الشرعية الدولية".

الصين التي استبقت تحركاتها في منطقة الشرق الأوسط بدبلوماسية اللقاحات، تبرعت للفلسطينيين بـ 100 ألف جرعة من لقاح "سينوفارم" في 11 مارس الجاري، كمساهمة منها في حملة التطعيم الحكومية الفلسطينية.

عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني ذكر لـ"المونيتور" أن الموقف الفلسطيني من المبادرة الصينية لن يتوقف عند الترحيب فقط، بل ستعمل القيادة الفلسطينية على مناقشة وبحث تلك المبادرة ونقاطها بشكل جدي، وتساهم مع الصين في حشد موقف دولي لإنجاحها.

وشدد مجدلاني على أن القيادة الفلسطينية ما تزال متمسكة بموقفها في رفض الولايات المتحدة كوسيط وحيد لعملية السلام في الشرق الأوسط، وكذلك رغبتها في توسيع الرباعية الدولية لتضم الصين.

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد كشف عن توجهات إدارة بايدن تجاه الشرق الأوسط، والملف الفلسطيني – الإسرائيلي تحديداً، وأوضح في 19 يناير الماضي، أن الرئيس جو بادين يرى أن التسوية الوحيدة القابلة للاستمرار في النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني هي حل الدولتين، إلا أنه سيواصل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

لم تصدر إسرائيل أي موقف رسمي حول المبادرة الصينية حتى اللحظة، وسط توقعات أن تلتزم إسرائيل الصمت حيال تلك المبادرة، في ظل رفضها لأي وساطة في المفاوضات مع الفلسطينيين غير الولايات المتحدة والتي تمثل الحليف الأول لها.

المحلل السياسي والكاتب في صحيفة الأيام الفلسطينية طلال عوكل اعتبر في حديث مع "المونيتور" أن المبادرة الصينية تعكس الاهتمام المتزايد من قبل بكين في ملفات الشرق الأوسط، في محاولة منها لكسر الاحتكار الأمريكي للمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكذلك قناعتها أن نجاح طموحاتها الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط مرتبط بمدى نجاحها في المساهمة بحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.

وأوضح عوكل أن التحركات الصينية ستواجه بالعديد من العقبات، لا سيما من قبل إسرائيل التي ترى في الولايات المتحدة وسيطاً وحيداً لعملية السلام.

من جانبها، ذكرت المحللة السياسية الفلسطينية ريهام عودة في حديث مع "المونيتور" أن الصين تروج لنفسها كمنافس قوي للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، ورغبتها في الإمساك بمفاتيح الدخول للمنطقة لتحقيق طموحاتها الاقتصادية المتمثلة في مشروعها العملاق "الحزام والطريق" الذي يهدف إلى إعادة إحياء طريق الحرير القديم، والذي كان يمتد عبر آسيا وأوروبا لنقل السلع إلى الصين والعكس.

واستبعدت عودة أن تسجل الصين نجاحات فورية في الملف الفلسطيني – الإسرائيلي، وذلك في ظل وجود حكومة يمينية في سدة الحكم بإسرائيل، والتي كانت السبب في توقف المفاوضات مع الفلسطينيين، بالإضافة إلى مماطلتها في قبول أي اقتراحات جديدة لإطلاق علمية السلام.

وكانت مفاوضات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية قد توقفت في أبريل 2014، بعد رفض إسرائيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين القدامى، ووقف البناء في المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية، والقبول بحدود حزيران 1967، كأساس لحل الدولتين.

الخميس، 18 مارس 2021

الجهاد الإسلامي تدرس التصويت لـ"حماس" في الانتخابات التشريعية المقبلة

أحمد أبو عامر – المونيتور

مدينة غزة، قطاع غزة – تواصل حركة الجهاد الإسلامي مشاوراتها الداخلية بشأن الانتخابات الفلسطينية العامة، والتي من المقرر أن تبدأ بانتخابات المجلس التشريعي في مايو المقبل، رغم موقف الحركة النهائي برفض المشاركة ترشيحاً في تلك انتخابات.

وتبرر الحركة رفض المشاركة ترشيحاً في الانتخابات التشريعية، بعدم التوصل لتوافق حول برنامج سياسي فلسطيني مشترك خلال اجتماعات القاهرة التي جرت في 7 فبراير الماضي، ناهيك عن رفضها المشاركة في مؤسسات أفرزها اتفاق أوسلو الذي تعارضه الحركة، إلا أنها تدرس المشاركة في تلك الانتخابات تصويتياً عبر دفع عناصرها لاختيار قوائم انتخابية محددة.

رئيس الدائرة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي أكد لـ"المونيتور" أن القيادة السياسية لحركته لا تزال تدرس المشاركة تصويتياً في الانتخابات التشريعية المقبلة، لافتاً إلى أن القرار الذي ستتخذه قيادة الجهاد سيكون لصالح تعزيز مشروع المقاومة.

وأوضح الهندي أن حركته ستنتظر نتائج جولة الحوار الفصائلي في القاهرة والمقررة أن تجري منتصف مارس الجاري، لتتخذ قرارها النهائي بشأن التصويت في الانتخابات التشريعية المقبلة.

وفي السياق ذاته، كشفت مصادر مقربة من قيادة حركة الجهاد الإسلامي في غزة، لـ"المونيتور" أن قيادة الحركة تنتظر انتهاء انتخابات حماس الداخلية واختيار قيادة جديدة، وكذلك تنتظر نتائج اجتماع الفصائل في القاهرة لحسم قرارها النهائي بشأن التصويت في الانتخابات التشريعية المقبلة.

وأوضحت المصادر أن التوجه العام داخل الحركة يميل لتوجيه عناصر الجهاد الإسلامي لانتخابات قوائم حركة حماس أو القوائم التي ستشارك بها الأخيرة مع فصائل مقربة منها في الانتخابات التشريعية بهدف تعزيز مشروع المقاومة، إذ أن توجهات الحركتين في الجانب السياسي والعسكري متطابقة.

وأشارت المصادر أن حماس في المقابل ستدعم الشخصيات التي ستختارها حركة الجهاد الإسلامي للمشاركة في انتخابات المجلس الوطني، بحيث تضمن الجهاد نسبة جيدة في ذلك المجلس.

تعول حركة الجهاد الإسلامي بشكل كبير على دخول منظمة التحرير الفلسطينية عبر انتخابات تجري للمجلس الوطني -برلمان منظمة التحرير- والذ ترى فيه الحركة بأنه البيت الذي يتم بداخله صياغة خطوات قيادة المشروع الوطني الفلسطيني بشكل جمعي ويلزم مؤسسات السلطة الفلسطينية بالبرنامج السياسي الفلسطيني.

حماس من جانبها لم تحسم طبيعة مشاركتها في الانتخابات التشريعية المقبلة، وتحديداً الدفع بقوائم جميع من فيها شخصيات حمساوية أو الدخول في قوائم مشتركة مع بعض الفصائل الفلسطينية المقربة منها، بحيث تضمن كتلة تصويتية قوية في البرلمان المقبل.

المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس طاهر النونو أكد في حوار مع وكالة الأناضول التركية في 10 مارس الجاري، أن حركته تبلور الرؤية النهائية لطبيعة مشاركتها في الانتخابات التشريعية المقبلة، مشيراً إلى "إمكانية تشكيل قائمة انتخابية مكونة من فصائل المقاومة الفلسطينية تستند إلى أرضية المقاومة والثوابت".

تحاول حماس نيل الأغلبية في المجلس التشريعي المقبل، لتقود المؤسسات الفلسطينية الرسمية، ناهيك عن قناعتها أن فوزها في الانتخابات المقبلة سيجلب لها اعترافاً من بعض الدول حول العالم باعتبارها ممثل للشعب الفلسطيني وليست جماعة إرهابية كما تصنفها أمريكا وإسرائيل.

المحلل السياسي المقرب من حركة الجهاد الإسلامي حسن عبدو رأى في حديث مع "المونيتور" أن الجهاد الإسلامي لديها كتلة تصويتية جيدة، وستكون مرجحة لأي من القوائم في الانتخابات التشريعية المقبلة.

وأوضح عبدو أن قضية دعم قوائم انتخابية يقوم برنامجها الانتخابي على الثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها المحافظة على مشروع المقاومة، لا تزال تدرس وبجدية داخل أطر حركة الجهاد الإسلامي القيادية، متوقعاً أن يصدر موقف رسمي بذلك قريباً.

ولفت إلى أن حركة الجهاد الإسلامي تعول بشكل كبير على جلسة الحوار الفصائلي في القاهرة والتي ستعقد منتصف مارس الجاري، ويتوقع عبدو أن تشهد تلك الجلسة التوصل لاتفاق سياسي مرضي للأطراف جميعها، بما يضمن مشاركة الجهاد الإسلامي في انتخابات المجلس الوطني، ودعمها بعض القوائم في الانتخابات التشريعية المقبلة.

من جانبه، توافق رئيس تحرير صحيفة الاستقلال المقربة من حركة الجهاد الإسلامي خالد صادق في حديث لـ"المونيتور" مع سابقه في أن الكتلة التصويتية للجهاد الإسلامي محل اهتمام العديد من الفصائل الفلسطينية والقوائم التي ستشارك في الانتخابات التشريعية المقبلة.

وأبدى صادق قناعته في أن الجهاد الإسلامي ستعطي أصواتها لقوائم فلسطينية يقوم برنامجها على حماية مشروع المقاومة، وتحديداً حركة حماس التي شهدت علاقتها مع الجهاد الإسلامي تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة.

وتمنى رئيس تحرير الاستقلال أن تجري الانتخابات الفلسطينية المقبلة في موعدها، وألا يتم تأجيلها بسبب الخلافات التي تعصف بحركة فتح.

التخوفات بتأجيل أو إلغاء الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة، تأخذ صداها في الشارع الفلسطيني، لا سيما في ظل تشكيل قيادات من حركة فتح قوائم انتخابية منفردة جراء الخلافات التي تعصف بالحركة، والتي كان آخرها إعلان عضو اللجنة المركزية للحركة ناصر القدوة تشكيل قائمة انتخابية ستخوض الانتخابات التشريعية بعيداً عن قائمة حركة فتح الرسمية، وهو ما يعني تشتت أصوات الناخبين للحركة، وبالتالي عدم حصولها على المقاعد التي ترغب بها في الانتخابات المقبلة.

الأحد، 7 مارس 2021

تسرب نفطي أمام شواطئ قطاع غزة يهدد الثروة السمكية وموسم الاستجمام

أحمد أبو عامر – المونيتور

مدينة غزة، قطاع غزة – أعلنت سلطة جودة البيئة في قطاع غزة أن التسرب النفطي الذي تم اكتشافه بصورة مفاجئة في البحر المتوسط بداية فبراير الماضي، بدأ بالوصول إلى شواطئ قطاع غزة في 3 مارس الجاري، وذلك بعد أيام من وصوله إلى الشواطئ الإسرائيلية.

التسرب النفطي الذي لم يتم التعرف على مصدره حتى اللحظة، تتوقع إسرائيل أنه من قبل إحدى السفن التي تنقل النفط عبر البحر المتوسط والتي كانت تبحر على بعد مسافة 50 كم من شواطئ إسرائيل ولبنان وقطاع غزة، وقدرت كمية التسرب بـ 200 طن من المواد البترولية الزيتية، ولوث أكثر من 170 كم متراً من الشواطئ الإسرائيلية وبضع كيلو مترات من شواطئ قطاع غزة ولبنان.

وتسبب التسرب في نفوق أعداد كبيرة من الأحياء البحرية، وشكل طبقة بترولية على غالبية الشواطئ في إسرائيل وأجزاء من شاطئ قطاع غزة، فيما أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية أن عدد من المتطوعين الإسرائيليين أصيبوا بالتسمم أثناء مساهمتهم في تنظيف الشاطئ.

رئيس سلطة المياه وجودة البيئة في قطاع غزة ياسر الشنطي ذكر لـ"المونيتور" أن التسرب النفطي بدأ بالوصول إلى شواطئ قطاع غزة نهاية الأسبوع الماضي، وأن كميات أخرى من التلوث في طريقها للوصول إلى شواطئ القطاع خلال الأيام المقبلة.

وحذر الشنطي من أن تدفق المزيد من النفط المتسرب إلى شواطئ قطاع غزة سيؤدي لنفوق أعداد ضخمة من الأسماك ويلوث الشاطئ، وتحديداً مع قرب موسم الاستجمام والسباحة نهاية الشهر المقبل، لافتاً إلى أن تنظيف آثار التسرب النفطي بحاجة لوقت طويل وخطة حكومية وإمكانيات خاصة لا تتوفر في قطاع غزة.

اكتشاف التلوث النفطي جاء من قبل عمال النظافة في بلدية غزة، الذين أبلغوا عن ذلك التلوث لسلطة جودة البيئة، التي تحركت بالتعاون مع مؤسسة الـ UNDP، وأخذت عينات لفحصها، وتبين أنها بقع نفطية زيتية، وبدأت بعملية تنظيف للشاطئ من تلك البقع.

وعملت الرياح القوية والمنخفضات الجوية التي أصابت منطقة الشرق الأوسط خلال الأيام الماضية على دفع التلوث النفطي باتجاه الشواطئ، وسط توقعات بأن يستمر تأثير ذلك التلوث على البيئة البحرية لسنوات قادمة.

نقيب الصيادين الفلسطينيين نزار عياش حذر في حديث مع "المونيتور" من أن استمرار تدفق التلوث النفطي باتجاه شواطئ قطاع غزة سيوقف مهنة الصيد لفترة ليست بالقليلة، مطالباً الجهات المختصة في قطاع غزة بسرعة وضع خطط للحد من التلوث وتنظيف ما وصل من البقعة النفطية باتجاه شواطئ قطاع غزة.

وبين عياش أن مهنة الصيد يعمل بها 4300 صياد لديهم عائلات، ويعتاشون من تلك المهنة بشكل يومي عبر ما يتم صيده من أسماك، مشيراً إلى أن توقفهم عن العمل بسبب التسرب النفطي سيجعلهم عاطلين عن العمل ولا يجدون قوت يومهم.

وأوضح أن الأسماك التي تصل إلى مسافة الصيد المسموح بها للصيادين في قطاع غزة والتي تتراوح من 12-15 ميلاً بحرياً ستكون إما نافقة أو ملوثة بالتسرب النفطي وهو ما سيؤثر على صحة المواطنين.

التخوف الأكبر لدى الجهات الحكومية في قطاع غزة من عدم قدرتها على التعامل مع تدفق المزيد من التسرب النفطي، وذلك في ظل عدم توفر معدات خاصة، وقال رئيس لجنة الطوارئ في بلدية غزة عبد الرحيم أبو القمبز لـ "المونيتور": "التعامل مع أي تلوث في البحر يتم عبر معدات خاصة يتم من خلال تجميع واصياد بقع النفط المتسرب ونقلها للشاطئ للتخلص منها".

وأشار أن تلك المعدات لا تتوفر في قطاع غزة، وأن مهمتهم بالتعاون مع سلطة جودة البيئة يتمثل في انتظار ما تقذفه الأمواج من بقع بترولية ليتم جمعها والتخلص منها.

أبو القمبز أوضح أنهم يقومون بعملية رصد ومتابعة متواصلة للشواطئ في قطاع غزة للتعرف أولاً بأول على نسبة التلوث، منوهاً إلى أن قرار إغلاق الشواطئ في قطاع غزة لم يتم التباحث فيه حتى اللحظة.

وزيرة البيئة الإسرائيلية غيلا جملائيل اتهمت في 3 مارس الجاري، إيران بالوقوف خلف التلوث، وقالت إن السفينة التي تسبب في التلوث تحمل اسم Emerald والمملوكة لبحارة ليبيين وكانت تحمل شحنة من النفط من إيران إلى سوريا، وعند اقترابها من المنطقة الاقتصادية الإسرائيلية تعمدت تلويث مياه البحر بأطنان من القطران بداية فبراير الماضي.

محمد وادي أحد راكبي الأمواج في مدينة غزة أكد لـ"المونيتور" أنه يشاهد منذ أيام كتل سوداء يعتقد أنها نفطية على مسافة قريبة من شاطئ بحر مدينة غزة، مشيراً إلى أنه أمسك إحداها بيده ونقلها إلى الشاطئ لتفحصها، وتيقن أنها كتلة من "القطران".

أما الصياد الفلسطيني وائل بكر فأوضح لـ "المونيتور" أن الكتل النفطية التي بدأت في الظهور أمام شواطئ قطاع غزة، ليست بالكبيرة، مؤكداً مشاهدته لبعض الأسماك الصغيرة نافقة وطافية على سطح المياه أثناء مزاولته لعمله في 4 مارس الجاري.

التلوث الذي يهدد شواطئ قطاع غزة يضاف إلى تلوث آخر مستمر منذ سنوات طويلة، والمتمثل في تصريف مياه الصرف الصحي إلى بحر قطاع غزة دون معالجة، وذلك في ظل مشكلة انقطاع الكهرباء الذي يعاني منها قطاع غزة منذ عام 2006، إذ يتعذر عمل محطات معالجة مياه الصرف الصحي على مدار الساعة، ويتم التخلص من مياه الصرف الصحي في البحر.

مقاتلون بارزون في عرين الأسود يسلمون أنفسهم للسلطة

أحمد ابو عامر - المونيتور مدينة غزة، قطاع غزة – سلم المزيد من مقاتلي مجموعة عرين الأسود في نابلس أنفسهم للسلطة الفلسطينية،  وذلك في ظل الاتص...