السبت، 24 أبريل 2021

حماس تدرس مقترح إنشاء مركز إعلامي مسيحي لديها


أحمد أبو عامر - المونيتور

مدينة غزة، قطاع غزة – دعا رئيس الهيئة الشعبية العالمية لعدالة وسلام القدس الأب مانويل مسلم في 13 أبريل الجاري، لإنشاء مركز إعلامي مسيحي داخل حركة حماس يكون قادراً على مواجهة التهم التي توجه للحركة عبر وسائل الإعلام وتحديداً فيما يتعلق بالعلاقة مع المسيحيين.

تصريحات مسلم جاءت بعد أيام قليلة من نشر لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية لأسماء قوائم المرشحين في الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في مايو المقبل، إذ لم تتضمن قائمة حماس الانتخابية سوى شخص مسيحي واحد من أصل 132 شخصاً في القائمة، وذلك بعد اعتذار العديد من المسيحيين عن المشاركة في قائمة الحركة.

وكشف مسلم في 30 مارس الماضي خلال مقابلة صحفية مع صحيفة الرسالة المقربة من حركة حماس، عن تعرض عدد من المرشحين المسيحيين لضغوط غير عادية وترهيب من جهات إعلامية لم يذكرها، للحيلولة دون نزولهم في الانتخابات، مشيراً إلى أن هناك دعاية رهيبة ومضللة لتشويه حركة حماس وعلاقاتها مع المسيحيين.

وأضاف: "حركة حماس تعرضت لظلم كبير فيما تتعرض له من تضليل"، منوهاً إلى أن الإعلام الخاص بحركة حماس قصر في مواجهة حملات التشويه.

الأب مسلم وفي مقابلة مع "المونيتور" ذكر أن الجهات التي قصدها في تصريحاته السابقة هي وسائل الإعلام في الدول الغربية وتحديداً في أوروبا، لافتاً إلى أن الصورة المنتشرة عن حماس في الغرب وتحديداً أنها تضطهد المسيحيين في قطاع غزة، هو أمر مخالف للواقع.

وأوضح مسلم الذي شغل منصب رئيس كنيسة دير اللاتين في قطاع غزة، أن المسيحيين يعيشون حالة من الاطمئنان في ظل حكم حركة حماس بقطاع غزة، ولا يتعرضون لأي اضطهاد كما تروج بعض وسائل الإعلام الغربية.

وكشف أن ابن أخيه الذي يسكن مدينة رام الله كان ينوي الترشح على قائمة حماس للانتخابات التشريعية، إلا أن ضغوطاً عائلية دفعته للتراجع، بسبب الصورة الإعلامية التي تكونت في أذهانهم عن حركة حماس جراء حملة التشويه التي تتعرض لها الحركة، ناهيك عن خوف العائلة من تأثر أعمالهم وتجارتهم وملاحقة الإسرائيليين لهم.

من جانبه، ذكر عضو لجنة العلاقات الدولية في حركة حماس باسم نعيم لـ"المونيتور" أن حركته استقبلت دعوة مسلم بإنشاء مركز إعلامي بكل سرور واعتبرتها فكرة إبداعية تعكس حرص مكون أصيل من مكونات الشعب الفلسطيني وهم المسيحيون في الدفاع عن صورة شعبهم أمام العالم.

وأوضح نعيم أن حركته ستدرس الفكرة، بالإضافة إلى دراسة تعيين مستشار إعلامي مسيحيي داخل حماس، منوهاً إلى أن الجزء الأهم في تشويه صورة حماس في الإعلام الغربي يعود إلى سياسات وقناعات بعض الدول الغربية تجاه الإسلاميين في المنطقة العربية بشكل عام وليس بسبب ضعف إعلام حماس.

وحول تراجع شخصيات مسيحية عن الترشح على قائمة الحركة في الانتخابات التشريعية، قال نعيم: "عرضنا على عدد من الشخصيات المسيحية في الضفة الغربية وقطاع غزة الترشح على قائمة الحركة إلا أنهم اعتذروا لأسباب عدة؛ تتمثل في ضغوط عائلية أو صحية أو الخوف من تضييق إسرائيل عليهم في السفر والعمل".

من بين التهم الأساسية التي توجه لحماس في علاقاتها مع المسيحيين، أنها أحد الأسباب في تناقص أعدادهم بقطاع غزة الذي تسيطر عليه منذ عام 2007، وذلك عبر التضييق عليهم لدفعهم للهجرة، وهي اتهامات مغايرة لتعامل حماس مع المسيحيين، إذ توفر الأجهزة الأمنية التابعة للحركة حماية للكنائس والمدارس والمرافق المسيحية، وتقدم لهم التهنئة في أعيادهم كل عام.

وحسب بيانات لمؤسسات مسيحية فإن أعداد المسيحيين في قطاع غزة تناقصت بفعل الهجرة، إذ يقطن القطاع 850 شخصاً فقط، يتبع 70 بالمائة منهم لطائفة الروم الأرثوذكس، والـ 30 بالمائة الآخرين يتبعون لطائفة اللاتين الكاثوليك.

شخصيات دينية مسيحية تؤكد أن أعداد المسيحيين في كل الأراضي الفلسطينية وليس قطاع غزة فقط، تشهد تراجعاً مستمراً منذ بدء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي عام 1948، إذ هاجر عشرات الآلاف منهم إلى الدول العربية والغربية بحثاً عن مكان آمن.

أستاذ الإعلام بجامعة بيرزيت فريد ظهير رأى في حديث مع "المونيتور" أن تطبيق فكرة إنشاء مركز إعلامي مسيحي في حركة حماس كان يفترض أن تطبق منذ سنوات طويلة، مشيراً إلى أن خطاب الحركة الإعلامي وخصوصاً الموجه للغرب شهد نضوجاً كبيراً منذ فوز حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006.

وأوضح ظهير أن التحدي الذي يواجه حماس يتمثل في تغيير المفاهيم والقناعات الراسخة في وسائل الإعلام الغربية تجاه الحركة، والتي تظهرها على أنها حركة إرهابية، متوقعاً أن يعترف الاتحاد الأوروبي بحركة حماس في حال فوزها بالانتخابات المقبلة، وذلك لعدم تكرار خطأ عام 2006، عندما رفض الاعتراف بفوزها في الانتخابات التشريعية.

وتوافق رئيس التحرير السابق لصحيفة فلسطين المحلية والمقربة من حماس مصطفى الصواف مع سابقه في حديث مع "المونيتور" بأن دعوة إنشاء مركز إعلامي مسيحي فكرة إبداعية، وتساعد حماس في تصحيح الصورة الذهنية المشوهة عنها لدى الجمهور الغربي وبعض الجمهور العربي.

ولفت الصواف أن التحدي الذي سيقف أمام حماس في تطبيق الفكرة يعود إلى صعوبة توفير طاقم لذلك المركز، وذلك في ظل الضغوطات التي يتعرض لها المسيحيون في الضفة الغربية وقطاع غزة من العمل مع حركة حماس، وهو ما حدث في قضية الترشح ضمن قائمة الحركة للانتخابات التشريعية.

حماس تسعى بكل قوة إلى اختراق الساحة الأوروبية والغربية، وشطب اسمها من قوائم الإرهاب الأوروبية والأمريكية، وتأمل أن يساعدها المسيحيون في الأراضي الفلسطينية، بإنجاز ذلك الهدف عبر توطيد علاقاتها بهم.

الجمعة، 16 أبريل 2021

آخرهم القدوة.. حماس تفتح أبواب غزة أمام خصوم الرئيس عباس

أحمد أبو عامر - المونيتور

مدينة غزة، قطاع غزة – وصل عضو اللجنة المركزية المفصول من حركة فتح ووزير الخارجية الفلسطيني الأسبق ناصر القدوة إلى قطاع غزة في 14 أبريل الجاري، في زيارة هي الأولى له منذ سنوات طويلة، وذلك بهدف حشد أصوات الجمهور الغزي في الانتخابات التشريعية المقررة في مايو المقبل.

القدوة الذي فصل من حركة فتح في 11 مارس الماضي، بعد تشكيله لتيار منفصل عن حركة فتح تحت اسم "الملتقى الوطني الديمقراطي" في 2 مارس الماضي، شكل مع الأسير الفتحاوي مروان البرغوثي في 31 مارس الماضي، قائمةً انتخابية تحت "الحرية" لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة.

وصل القدوة قطاع غزة عبر معبر رفح جنوب قطاع غزة، بعد الحصول على موافقة من حركة حماس التي تسيطر على القطاع، وذلك على الرغم من مهاجمة القدوة بقوة لحماس والفصائل الإسلامية الفلسطينية خلال مقابلة متلفزة مع قناة فرانس 24 في الأول من أبريل الجاري.

وقال القدوة في تلك المقابلة: "كلنا، كل الأطراف (الفتحاوية) الموجودة لديها مشاكل مع الإسلام السياسي بشكل عام أو الإسلاموية السياسية"، كما وأكد أن هدفهم استعادة قطاع غزة سياسياً وجغرافياً، وهي تصريحات جرت عليه حملة انتقادات شعبية واسعة، فيما هاجمته حماس بقوة بعد ذلك التصريح.

وذكرت حماس في بيان أصدرته في 2 أبريل الجاري، "إن تصريحات ناصر القدوة خطيئة سياسية وطنية، وتأتي منسجمة تماماً مع المواقف والقرارات الصهيونية والأمريكية الهادفة إلى تمزيق شعبنا وإطالة أمد الانقسام".

مصادر في الملتقى الوطني الديمقراطي التابع للقدوة طلبت عدم ذكر اسمها كشفت لـ"المونيتور" أن شخصيات مقربة من القدوة أجرت اتصالات مع قيادة حركة حماس في قطاع غزة خلال الأيام الماضية من أجل الحصول على موافقة لزيارته إلى غزة، وهو الأمر الذي رحبت به حماس.

وأوضحت المصادر أن ترتيبات تجري من أجل عقد لقاء بين القدوة وقيادات في حركة حماس خلال الأيام المقبلة، وذلك بهدف التباحث بشأن الانتخابات التشريعية المقبلة، مشيرةً إلى أن تصريحات القدوة بشأن الإسلام السياسي فهمت بشكل خاطئ ومبالغ فيه.

وشددت على أن الملتقى الديمقراطي ينظر لحركة حماس وجميع الفصائل بأنها حركات مقاومة ويجب أن يكون لها دور تشاركي في القضايا السياسية وإدارة مؤسسات السلطة مروراً بالعمل تحت قبة البرلمان الفلسطيني.

حماس وفي إطار محاولاتها السياسية لإضعاف حركة فتح، عملت خلال الأيام الماضية على السماح بعودة الكثير من قيادات فتح المعارضين للرئيس عباس إلى قطاع غزة، وتحديداً أولئك التابعين للقيادي المفصول محمد دحلان، وذلك بهدف ترتيب صفوفهم من أجل خوض الانتخابات التشريعية والقضم من أصوات قائمة حركة فتح الرسمية.

القدوة وفي مؤتمر صحفي عقده فور وصول قطاع غزة، اشتكى من حملة تشوية وتهديد يتعرض لها شخصياً وشخصيات في قائمته الانتخابية في الضفة الغربية، بالإضافة إلى تضييق البنوك عليهم في فتح حساب بنكي باسم الملتقى الديمقراطي.

وأكد القدوة أن قائمته ستدعم الأسير مروان البرغوثي في حال ترشحه لمنصب الرئاسة، في الانتخابات المقرر إجراؤها في 31 يوليو المقبل.

مسئول في حماس طلب عدم الكشف عن هويته ذكر لـ"المونيتور" أن القدوة طلب من شخصيات مقربة من حماس عقد لقاء مع قيادة الحركة في غزة، مشيراً إلى أن حماس منفتحة على كل الفصائل الفلسطينية ولا مشكلة لديها في لقاء القدوة أو غيره من الشخصيات.

وأوضح المسئول أن المرحلة الحالية التي يعيشها الشعب الفلسطيني وفي ظل أجواء العملية الانتخابية، تحتم عليهم تجاوز كل خلاف والتوافق مع القوائم الانتخابية على قواسم مشتركة من أجل إنهاء الانقسام وإيجاد قيادة فلسطينية جديدة منتخبة.

صحيفة القدس العربي اللندنية ذكرت في 15 أبريل الجاري، أن القدوة يبحث عن موطئ قدم له في قطاع غزة، وذلك في ظل حالة التضييق التي يتعرض لها في الضفة الغربية، مشيرةً إلى أنه القدوة سيمكث وقتاً ليس بالقصير في القطاع.

المحلل السياسي والكاتب في صحيفة الأيام الفلسطينية طلال عوكل اعتبر في حديث مع "المونيتور" أن قطاع غزة يمثل ساحة جيدة ومريحة للعمل لتيار القدوة بعد الضغوطات التي تعرض لها خلال الفترة الأخيرة من قبل قيادة حركة فتح بالضفة الغربية.

وأوضح عوكل أن العلاقة بين القدوة وقيادة حركة فتح متمثلةً بالرئيس عباس واللجنة المركزية للحركة وصلت إلى نقطة اللارجعة، منوهاً إلى أن القدوة يتعامل بنوع من التحدي السياسي للرئيس عباس من خلال جلوسه مع الفصائل الفلسطينية في غزة.

من جانبه رأى المحلل السياسي والكاتب في صحيفة فلسطين المحلية إياد القرا خلال حديث مع "المونيتور" أن حماس تهدف من خطواتها السماح للقدوة ومسئولين في تيار دحلان العودة لقطاع غزة القول إن واقع الحريات في قطاع غزة أفضل من الضفة الغربية.

وأوضح أن حماس تريد خلق تيار فتحاوي قوي من قبل الشخصيات التي يتم طردها من حركة فتح، لمحاولة إضعاف الرئيس عباس وإيجاد قيادة بديلة عبر الانتخابات، لذلك قامت بفتح أبواب قطاع غزة أمام عودة كل من يريد من قيادات فتح التي على خصومة مع الرئيس عباس.

تبقى المعضلة الأبرز للقدوة في الحصول على أصوات الغزيين، في أن غالبية من هم في قائمته الانتخابية من الضفة الغربية، فيما لم تحظى غزة سوى بعدد قليل جداً في التمثيل بتلك القائمة وهو الأمر الذي أقر به القدوة، وبرره بسبب السرعة في تشكيل القائمة أوقعهم في ذلك الخطأ، إذا شكل قائمته مع البرغوثي خلال 3 ساعات فقط قبل إغلاق باب الترشح للانتخابات.


الثلاثاء، 13 أبريل 2021

اكتشاف أثري جديد في دير القديس "هيلاريون" وسط قطاع غزة

أحمد أبو عامر - المونيتور

مدينة غزة، قطاع غزة – عثر خبراء آثار في وزارة السياحة والآثار الفلسطينية بقطاع غزة وبالتعاون مع بعض خبراء الآثار الفرنسيين على عدد من القبور البيزنطية في موقع دير القديس سانت هيلاريون الأثري وسط غرب قطاع غزة.

العثور على القبور جاء في إطار مرحلة جديدة من أعمال التنقيب التي تقوم بها بعثة فرنسية في موقع الدير منذ بداية عام 2021، وذلك للكشف عن المزيد من الأسرار والمقتنيات، والعمل على ترميم وحفظ ما تبقى من آثار بداخله.

واكتشف موقع القديس هيلاريون عن طريق الصدفة من قبل بعض العمال الفلسطينيين الذين يجمعون الخردة في تلك المنطقة عام 1990، وبدورها علمت سلطة الآثار الإسرائيلية بالأمر، وقامت بالسيطرة على المكان، وأجرت أعمال تنقيب بداخله استمرت لسنوات، وذلك قبل إنشاء السلطة الفلسطينية عام 1994.

يتهم الفلسطينيون إسرائيل بسرقة ما يقرب من 60 بالمائة من الآثار والمقتنيات التي كانت موجودة في الموقع، والتي من ضمنها أعمدة رخامية كبيرة وأواني ذهبية ونحاسية كانت تستخدم من قبل الرهبان، وتم نقلها إلى متحف "الروكلفر" في القدس، ولم تفلح كل مناشدات البعثات الفرنسية للتنقيب عن الآثار في الموقع، وكذلك مناشدات السلطة الفلسطينية لإسرائيل من أجل إعادة المسروقات.

وتذكر المعلومات التاريخية أن القديس سانت هيلاريون الذي ولد ما بين عام 291-292 ميلادي في قرية طباثا جنوب مدينة غزة، وتوجه إلى مصر للدراسة، واعتنق المسيحية وتتلمذ على يد القديس أنطونيوس، وعند عودته إلى غزة عام 306 ميلادي، اتخذ مكاناً منعزلاً للتعبد والرهبنة في منطقة تسمى محلياً "تل أم عامر" وسط غرب قطاع غزة، وبدأ بإنشاء الدير عام 329.

رينيه ألتر (Rone Elter) عالم الأثار الفرنسي ومدير الترميم في موقع القديس هيلاريون ذكر لـ"المونيتور" أن القبور الجديدة المكتشفة وعددها ثلاثة يعود تاريخها إلى القرن السادس الميلادي، متوقعاً اكتشاف المزيد من المرافق والمقتنيات داخل الدير الذي يزيد مساحته على الـ 15 ألف متر مربع.

وأشار ألتر إلى أن جميع القبور المكتشفة أخذت الاتجاه الشرقي الغربي، ويعتقد الخبير الفرنسي أن العظام التي عثر عليها داخل القبور تعود للعاملين في الموقع من الرهبان، أو من الأشخاص الذين كانوا يزورون المكان للتعبد.

وأوضح أن أعمال التنقيب التي تتم منذ 25 عاماً في موقع دير القديس هيلاريون على فترات متقطعة، تتم في مساحة 8 آلاف متر مربع من مساحة الموقع، فيما لا تزال مساحة 7 آلاف متر لم يتم الكشف عن آثارها بعد.

وبين خبير الآثار الفرنسي أن دير القديس هيلاريون يعد من أكبر وأقدم الأديرة المقدسة في الأراضي الفلسطينية ومنطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الرهبنة دخلت الأراضي الفلسطينية على يد هيلاريون الذي يطلق عليه أبو الرهبنة الفلسطينية.

وأشار إلى أنه بفضل التبرعات التي تقدمها العديد من المؤسسات الدولية المهتمة بحفظ الآثار والتراث فإن العمل للكشف عن آثار الموقع وترميمها والحفاظ عليها يسير بشكل جيد، مشيراً إلى أن الموقع بحاجة للكثير من الدعم للحفاظ عليه.

ويضم موقع القديس هيلاريون الذي يبعد عن شاطئ بحر وسط قطاع غزة عشرات الأمتار فقط، على مجمع كنسي والعديد من السراديب والمصلى والمغاطس وسكن الرهبان والديماس والحمام والفناء وبئر مياه وقبور العديد من الرهبان والحجاج الذين كانوا يحجون إلى المكان من جميع مناطق الشرق الأوسط.

ومنذ أن أصبحت فلسطين عضواً في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)، عام 2001، أعدت قائمة بعشرين موقعاً أثرياً فلسطينياً لتسجيلها ضمن القائمة التمهيدية لليونيسكو لإدراجها على لائحة مواقع التراث العالمي، ومن بينها موقع دير القديس هيلاريون.

فضل العطل الفني في ترميم وصيانة الآثار وأحد المشرفين على موقع دير القديس هيلاريون، كشف لـ"المونيتور" أن القبور المكتشفة تجري عليها دراسات وأخذت بعض العينات منها لمعرفة هوية الشخصيات التي دفنت بداخلها.

وبين العطل أن العديد من الاكتشافات الأثرية التي تتم بين حين وآخر في الموقع يتم الحفاظ عليها في أماكنها بعد ترميمها وتغطيتها بطبقة من الرمال، بالإضافة إلى نقل جزء آخر منها إلى العديد من المتاحف في قطاع غزة لعرضها أمام الجمهور.

وأوضح أنه على مدار سنوات التنقيب والترميم تم العثور على رفات ما يقرب من 70 شخصاً في الموقع، مشيراً إلى أن عشرات الباحثين الفلسطينيين من خريجو أقسام التاريخ والآثار في الجامعات الفلسطينية يساعدون البعثات الفرنسية التي تقوم بالتنقيب في الموقع وحفظ آثاره.

ومنذ عام 2018، رصدت العديد من المؤسسات المهتمة بالتراث والآثار، وفي مقدمتها المجلس الثقافي البريطاني ومنظمة الإغاثة الأولية الدولية وبإشراف من دائرة الآثار في فلسطين والمدرسة الفرنسية الإنجيلية والأثرية في القدس مبلغ 1.5 مليون يورو (1.78 مليون دولار) لاستمرار أعمال التنقيب وترميم الموقع والحفاظ على الآثار الموجودة بداخله.

من جانبه، ذكر مدير عام الآثار في وزارة السياحة والأثار الفلسطينية جمال أبو ريدة لـ"المونيتور" أن أعمال التنقيب في الموقع بحاجة إلى المزيد من الدعم والأموال للكشف عن ما تبقى من آثار بداخله، مشيراً إلى أن أجزاءً من الموقع لم يتم الكشف عنها بعد.

وأوضح أبو ريدة أن القبور تعد جزءاً بسيطاً من ما يتم اكتشافه في الموقع بين حين وآخر، مؤكداً أن جهود الوزارة مستمرة في الحفاظ عليه وعلى آثاره بشكل يضمن حفظ التاريخ الفلسطيني.

وشدد على أنهم يقومون بالتواصل مع العديد من المؤسسات الدولية وفي مقدمتها اليونيسكو من أجل تقديم الدعم المالي والفني، وكذلك الخبرات من أجل استمرار العمل في الدير، وإدراجه على قائمة التراث العالمي.

مقاتلون بارزون في عرين الأسود يسلمون أنفسهم للسلطة

أحمد ابو عامر - المونيتور مدينة غزة، قطاع غزة – سلم المزيد من مقاتلي مجموعة عرين الأسود في نابلس أنفسهم للسلطة الفلسطينية،  وذلك في ظل الاتص...