أحمد
أبو عامر - المونيتور
مدينة
غزة، قطاع غزة – دعا
رئيس الهيئة الشعبية العالمية لعدالة وسلام القدس الأب مانويل مسلم في 13 أبريل
الجاري، لإنشاء مركز إعلامي مسيحي داخل حركة حماس يكون قادراً على مواجهة التهم
التي توجه للحركة عبر وسائل الإعلام وتحديداً فيما يتعلق بالعلاقة مع المسيحيين.
تصريحات
مسلم جاءت بعد أيام قليلة من نشر لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية لأسماء قوائم
المرشحين في الانتخابات التشريعية المقرر
إجراؤها في مايو المقبل، إذ لم تتضمن قائمة
حماس الانتخابية سوى شخص مسيحي واحد من
أصل 132 شخصاً في القائمة، وذلك بعد اعتذار العديد من المسيحيين عن المشاركة في
قائمة الحركة.
وكشف
مسلم في 30 مارس الماضي خلال مقابلة صحفية مع صحيفة الرسالة المقربة من حركة حماس،
عن تعرض
عدد من المرشحين المسيحيين لضغوط غير عادية وترهيب من جهات إعلامية لم يذكرها،
للحيلولة دون نزولهم في الانتخابات، مشيراً إلى أن هناك دعاية رهيبة ومضللة لتشويه
حركة حماس وعلاقاتها مع المسيحيين.
وأضاف:
"حركة حماس تعرضت لظلم كبير فيما تتعرض له من تضليل"، منوهاً إلى أن
الإعلام الخاص بحركة حماس قصر في مواجهة حملات التشويه.
الأب
مسلم وفي مقابلة مع "المونيتور" ذكر أن الجهات التي قصدها في تصريحاته
السابقة هي وسائل الإعلام في الدول الغربية وتحديداً في أوروبا، لافتاً إلى أن
الصورة المنتشرة عن حماس في الغرب وتحديداً أنها تضطهد المسيحيين في قطاع غزة، هو
أمر مخالف للواقع.
وأوضح
مسلم الذي شغل منصب رئيس كنيسة دير اللاتين في قطاع غزة، أن المسيحيين يعيشون حالة
من الاطمئنان في ظل حكم حركة حماس بقطاع غزة، ولا يتعرضون لأي اضطهاد كما تروج بعض
وسائل الإعلام الغربية.
وكشف
أن ابن أخيه الذي يسكن مدينة رام الله كان ينوي الترشح على قائمة حماس للانتخابات
التشريعية، إلا أن ضغوطاً عائلية دفعته للتراجع، بسبب الصورة الإعلامية التي تكونت
في أذهانهم عن حركة حماس جراء حملة التشويه التي تتعرض لها الحركة، ناهيك عن خوف
العائلة من تأثر أعمالهم وتجارتهم وملاحقة الإسرائيليين لهم.
من
جانبه، ذكر عضو لجنة العلاقات الدولية في حركة حماس باسم نعيم
لـ"المونيتور" أن حركته استقبلت دعوة مسلم بإنشاء مركز إعلامي بكل سرور
واعتبرتها فكرة إبداعية تعكس حرص مكون أصيل من مكونات الشعب الفلسطيني وهم
المسيحيون في الدفاع عن صورة شعبهم أمام العالم.
وأوضح
نعيم أن حركته ستدرس الفكرة، بالإضافة إلى دراسة تعيين مستشار إعلامي مسيحيي داخل
حماس، منوهاً إلى أن الجزء الأهم في تشويه صورة حماس في الإعلام الغربي يعود إلى
سياسات وقناعات بعض الدول الغربية تجاه الإسلاميين في المنطقة العربية بشكل عام
وليس بسبب ضعف إعلام حماس.
وحول
تراجع شخصيات مسيحية عن الترشح على قائمة الحركة في الانتخابات التشريعية، قال
نعيم: "عرضنا على عدد من الشخصيات المسيحية في الضفة الغربية وقطاع غزة
الترشح على قائمة الحركة إلا أنهم اعتذروا لأسباب عدة؛ تتمثل في ضغوط عائلية أو
صحية أو الخوف من تضييق إسرائيل عليهم في السفر والعمل".
من
بين التهم
الأساسية التي توجه لحماس في علاقاتها مع المسيحيين، أنها أحد الأسباب في تناقص
أعدادهم بقطاع غزة الذي تسيطر عليه منذ عام 2007، وذلك عبر التضييق عليهم لدفعهم
للهجرة، وهي اتهامات مغايرة لتعامل حماس مع المسيحيين، إذ توفر الأجهزة الأمنية
التابعة للحركة حماية للكنائس والمدارس والمرافق المسيحية، وتقدم لهم التهنئة
في أعيادهم كل عام.
وحسب
بيانات لمؤسسات مسيحية فإن أعداد
المسيحيين في قطاع غزة تناقصت بفعل الهجرة، إذ يقطن القطاع 850 شخصاً فقط، يتبع 70
بالمائة منهم لطائفة الروم الأرثوذكس، والـ 30 بالمائة الآخرين يتبعون لطائفة
اللاتين الكاثوليك.
شخصيات
دينية مسيحية تؤكد
أن أعداد المسيحيين في كل الأراضي الفلسطينية وليس قطاع غزة فقط، تشهد تراجعاً
مستمراً منذ بدء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي عام 1948، إذ هاجر عشرات الآلاف
منهم إلى الدول العربية والغربية بحثاً عن مكان آمن.
أستاذ
الإعلام بجامعة بيرزيت فريد ظهير رأى في حديث مع "المونيتور" أن تطبيق
فكرة إنشاء مركز إعلامي مسيحي في حركة حماس كان يفترض أن تطبق منذ سنوات طويلة،
مشيراً إلى أن خطاب الحركة الإعلامي وخصوصاً الموجه للغرب شهد نضوجاً كبيراً منذ فوز
حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006.
وأوضح
ظهير أن التحدي الذي يواجه حماس يتمثل في تغيير المفاهيم والقناعات الراسخة في
وسائل الإعلام الغربية تجاه الحركة، والتي تظهرها على أنها حركة إرهابية، متوقعاً
أن يعترف الاتحاد الأوروبي بحركة حماس في حال فوزها بالانتخابات المقبلة، وذلك
لعدم تكرار خطأ عام 2006، عندما رفض الاعتراف بفوزها في الانتخابات التشريعية.
وتوافق
رئيس التحرير السابق لصحيفة فلسطين المحلية والمقربة من حماس مصطفى الصواف مع
سابقه في حديث مع "المونيتور" بأن دعوة إنشاء مركز إعلامي مسيحي فكرة
إبداعية، وتساعد حماس في تصحيح الصورة الذهنية المشوهة عنها لدى الجمهور الغربي
وبعض الجمهور العربي.
ولفت
الصواف أن التحدي الذي سيقف أمام حماس في تطبيق الفكرة يعود إلى صعوبة توفير طاقم
لذلك المركز، وذلك في ظل الضغوطات التي يتعرض لها المسيحيون في الضفة الغربية
وقطاع غزة من العمل مع حركة حماس، وهو ما حدث في قضية الترشح ضمن قائمة الحركة للانتخابات
التشريعية.
حماس
تسعى بكل قوة إلى اختراق الساحة الأوروبية والغربية، وشطب اسمها من قوائم الإرهاب
الأوروبية والأمريكية، وتأمل أن يساعدها المسيحيون في الأراضي الفلسطينية، بإنجاز
ذلك الهدف عبر توطيد علاقاتها بهم.