أحمد
أبو عامر - المونيتور
مدينة
غزة، قطاع غزة – تمكن الجيش الإسرائيلي من اغتيال
عدد من قادة حماس العسكريين في 12 مايو الجاري، خلال عمليته
العسكرية التي أطلقها ضد قطاع غزة في 10 مايو
الجاري، وذلك بعد أن أطلقت
الفصائل الفلسطينية المسلحة مئات الصواريخ على (إسرائيل) في 10 مايو الجاري.
الفصائل
التي أطلقت الصواريخ تجاه إسرائيل كرد على استمرار اقتحام
الشرطة الإسرائيلية والإسرائيليين المتدينين للمسجد الأقصى، ومحاولات إخراج
سكان حي الشيخ جراح بالقدس من منازل ومنحها لإسرائيليين.
وأسفرت
العملية العسكرية الإسرائيلية وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية منذ بدايتها وحتى 13
مايو الجاري، عن استشهاد
67 فلسطينياً من بينهم 17 طفلاً و6 سيدات ومسن وإصابة 388 مواطناً بجراح مختلفة
منهم 115 طفلاً و50 سيدة.
فيما
دمرت
الطائرات الإسرائيلية اثنين من الأبراج المرتفعة وعشرات المنازل والمؤسسات الشرطة
والأمنية في كافة مناطق قطاع غزة، كما
واستمرت الفصائل الفلسطينية في إطلاق صواريخها
بالمئات تجاه إسرائيل، والتي وصلت حتى صباح 12 مايو الجاري، إلى أكثر من ألف صاروخ
ذات مديات مختلفة.
الجيش
الإسرائيلي قال في 12 مايو الجاري، إنه نفذ عملية
أمنية مقعدة استهدفت عدد من كبار
هيئة أركان عمليات حماس العسكرية، والمقربين من قائد الجناح المسلح محمد الضيف،
وتمكنت من قتلهم جميعاً دون أن تعطي مزيداً من التفاصيل.
اغتيال
قادة في الجناح المسلح لحماس شكل صدمة في الشارع الفلسطيني، وذلك في ظل أن عدد
المستهدفين كبير وأسمائهم
معروفة في قطاع غزة، كونهم يشكلون النواة الأساسية في مشروع حماس العسكري وتطويره،
وهم باسم عيسى قائد لواء غزة، وجمعة طلحة وجمال الزبدة وكاظم الخطيب ووليد شمالي
وسامي رضوان وجميعهم يعملون في مشروع تطوير قدرات حماس العسكرية.
الجناح
المسلح لحماس وبعد ساعات من عملية الاغتيال أصدر بيانياً
صحافياً في 12 مايو الجاري، وأكد استشهاد
قادته العسكريين وعدد آخر من الجنود، وقالت إنهم استشهدوا أثناء إغارة الطائرات
الإسرائيلية على مقدرات وكمائن المقاومة الفلسطينية.
مسئول
في الجناح المسلح لحركة حماس طلب عدم الكشف عن هويته ذكر لـ"المونيتور"
أنهم يحققون في عملية الاغتيال ودراسة كيفية وصول الجيش الإسرائيلي إليهم على
الرغم من أنهم كانوا يتواجدون في مكان سري.
ورفض
المسئول الكشف عن مكان الاستهداف للشخصيات العسكرية، مؤكداً أنهم كانوا في عملهم
يجهزون من أجل الرد على العملية العسكرية الإسرائيلية.
وشدد
المسئول العسكري لـ"المونيتور" على أن عملية الانتقام لهم ولشخصيات
عسكرية أخرى تم اغتيالها خلال العملية العسكرية سيتم الرد عليه بشكل لم تعهده
إسرائيل من قبل، منوهاً إلى أن الساعات أو الأيام القادمة سيشاهد الجميع ذلك الرد
العسكري.
هذا
وتطالب حماس للتوصل إلى اتفاق تهدئة مع إسرائيل بوقف الأخيرة لاقتحامات الشرطة
والمتدينين الإسرائيليين لساحات المسجد الأقصى، وكذلك وقف أي مخططات لتهجير سكان
حي الشيخ جراح في القدس، بالإضافة إلى الوقف المتزامن للعمليات العسكرية.
وسبق
اغتيال الشخصيات العسكرية لحماس بساعات، قيام إسرائيل أيضاً باغتيال
مسئول الاستخبارات في الجناح المسلح للحركة، ويدعى وائل عيسى وشخصية أخرى برفقته
أثناء تواجدهما في أحد الشقق السكنية وسط مدينة غزة.
من
جانبه، اتهم الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة إياد البزم في مقابلة مع
"المونيتور" إسرائيل بالتعمد في تدمير المؤسسات الشرطية والأمنية
الحكومية في قطاع غزة، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية تقوم بعملها في تأمين الجبهة
الداخلية.
وأكد
أن عشرات المقرات الأمنية والشرطية دمرت بشكل كامل في أنحاء متفرقة من قطاع غزة،
بما فيها بعض مراكز الإصلاحية والتأهيل التابعة لوزارة الداخلية، والتي هي حسب
القانون الدولي أماكن آمنة ويمنع استهدافها.
الجيش
الإسرائيلي أعلن في 13 مايو الجاري أنه ضرب
600 هدف لحركة حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة منذ بداية العملية العسكرية وحتى
صباح الـ 13 من مايو الجاري.
طاهر
النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية كشف
لـ"المونيتور" أن شخصيات أوروبية رفيعة المستوى، وكذلك بعض المسئولين في
مصر وقطر تواصلوا مع قيادة حماس من أجل التوصل إلى اتفاق تهدئة.
وأكد
النونو أن حماس مع أي تهدئة لحقن الدماء؛ إلا أنها في الوقت ذاته تطالب بتحقيق عدة
مطالب قبل التوصل لتلك التهدئة، وفي مقدمتها وقف اقتحامات المسجد الأقصى ومنع
تهجير سكان الشيخ جراح من منازلهم، والوقف الفوري والمتزامن لإطلاق النار، لافتاً
إلى أن جهود التهدئة لم تصل إلى نتيجة حتى اللحظة.
وكان
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن
في 11 مايو الجاري، أن العملية العسكرية مستمرة بلا هوادة،
مشدداً على أن التنظيمات في غزة ستدفع ثمناً باهظاً، فيما هدد
وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس حماس في 12 مايو الجاري، بأنها إذا لم تتوقف عن
اطلاق الصواريخ على إسرائيل فإنها ستتلقى ضربة أقوى من تلك التي تلقتها عام 2014.
أستاذ
الدراسات الأمنية في أكاديمية الإدارة والسياسة للدراسات العليا في غزة إبراهيم
حبيب وخلال حديث مع "المونيتور" رأى أن الضربة التي تلقتها حماس ليست
بالسهلة، متوقعاً أن تدفعها تلك الضربة للقيام بمراجعة كبيرة على المستوى القيادي
والميداني لمعرفة الخلل الذي استغلته إسرائيل في اغتيال قادتها العسكريين.
واستبعد
حبيب أن يشكل ذلك الاغتيال أي تأثير ميداني على حماس في هذه الجولة العسكرية،
قائلاً "من يعرف حماس يدرك كم هي حركة مؤسسية وكل قائد أو مسئول فيها لديه
نائب وعلى اطلاع كامل بتفاصيل العمل ويحل مكانه في حال غيابه بصورة مؤقتة أو
دائمة.
من
جانبه، اعتبر اللواء المتقاعد والخبير العسكري يوسف الشرقاوي في حديث مع
"المونيتور" أن أي مؤسسة عسكرية في العالم تتلقى ضربة كالتي تعرضت لها
حماس في هذه الجولة العسكرية بالتأكيد ستتأثر على المدى القريب، وتحديداً في جانب
تطوير قدراتها العسكرية.
واستدرك
الشرقاوي بالقول "إلا أن ذلك الاستهداف قد يشكل حافر أكبر لحركة حماس
وحلفائها من إيران وحزب الله لبذل المزيد من الجهد في تطوير القدرات العسكرية كي
لا تحقق لإسرائيل هدفها من ذلك الاغتيال وهو تأخير تطوير قدرات حماس
العسكرية".
سكان
قطاع غزة والذين يستعدون لتشييع جثامين عشرات الشهداء ظهر الـ 13 من مايو الجاري،
ينتظرون ما ستقوم به حماس من انتقام لاغتيال قادتها العسكريين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.