الجمعة، 21 مايو 2021

"مترو حماس".. (إسرائيل) تفشل في القضاء على أنفاق غزة

أحمد أبو عامر - المونيتور

مدينة غزة، قطاع غزة – يواصل الجيش الإسرائيلي لليوم الـ 11 على التوالي عمليته العسكرية في قطاع غزة بقصف جوي ومدفعي مكثف أسفر عن استشهاد 232 فلسطينياً، وإصابة 1900 آخرين، فيما دمرت 1800 وحدة سكنية، والعشرات من المنشآت الاقتصادية.

أضخم عمليات القصف تمت في 14 مايو الجاري، وذلك بمشاركة 160 طائرة مقاتلة إسرائيلية وبمشاركة عشرات بطاريات المدفعية الثقيلة على شمال قطاع غزة، والتي ألقت خلالها 450 صاروخاً على 150 هدفاً، خلال 35 دقيقة، الأمر الذي سحق أحياء بأكملها وشردت آلاف العائلات باتجاه مدارس الأونروا.

بعد ساعات من ذلك القصف أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن الجيش وجه ضربةً قوية للمصالح الأرضية لحركة حماس في عملية أطلق عليها "مترو حماس"، والتي هدفت لتدمير أنفاق حماس الأرضية شمال قطاع غزة وقتل مئات المقاتلين فيها.

الجيش الإسرائيلي والذي حاول خداع حركة حماس بأنه سيقوم بهجوم بري على شمال قطاع غزة ليدفع بالمقاتلين إلى الدخول لتلك الأنفاق، ومن ثم قصفها بالطائرات وقتل مئات المقاتلين بداخلها، أعلن معلقون عسكريون إسرائيليون عن فشل تلك الخطة، وذلك بعد اكتشاف حماس الخديعة الإسرائيلية.

رغم ذلك الفشل إلى أن الجيش الإسرائيلي استمر في عمليات القصف العنيف حتى مساء الـ 20 من مايو الجاري، على أهداف في مناطق متفرقة من قطاع غزة قال إن تحتها أنفاق لحركة حماس، فيما ذكر وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس في 20 مايو الجاري، "أنهم يأخذون حماس في رحلة إلى الوراء عبر الزمن.. رحلة لن يسمحوا لهم بالعودة منها".

 مسئول في الجناح المسلح لحركة حماس طلب عدم الكشف عن هويته نفى في حديث لـ"المونيتور" أن يكون الجيش الإسرائيلي قد نجح في تدمير الأنفاق، وقال "كل ما يروج له الجيش الإسرائيلي كذب وتصدير لإنجازات وهمية وزائفة للجمهور الإسرائيلي".

وقال: "جميع أنفاقنا سليمة ولم تتعرض للتدمير، ما قام به الجيش الإسرائيلي هو استهداف للشوارع والبنية التحتية في قطاع غزة بزعم أن تحتها أنفاق"، مضيفاً "نتحدى أن يخرج الجيش الإسرائيلي صورة واحدة تثبت أنه قد دمر بالفعل الأنفاق".

واستدرك المسئول: "هناك بعض فوهات الأنفاق التي هي مكشوفة للجمهور في المناطق الحدودية والتي يتم من خلالها استخراج الرمال من تحت الأرض هي التي استهدفت"، مؤكداً أن تلك الفوهات يتم إلغائها فور الانتهاء من بناء النفق، ولا تعد ذات جدوى أو يمكن أن تؤثر على النفق في حال قصفها.

ودلل على فشل الجيش الإسرائيلي بالقول: "نطلق جميع صواريخنا باتجاه الأهداف الإسرائيلية من منصات تحت الأرض وباستخدام الأنفاق التي قال الجيش أنه دمرها".

وحول كيفية اكتشاف خديعة الجيش الإسرائيلي التي أعدها لقتل عدد كبير من مقاتلين حماس في الأنفاق قال: "العدو حاول إيهامنا بأنه يقوم بقصف مكثف لعمل حزام ناري لبدء هجوم بري شمال قطاع غزة، ولكن المعطيات التي كانت لدينا أن التحشدات العسكرية الموجودة على الحدود ليست للهجوم البري فهي قليلة للغاية، والتقدير لدينا كان أنه يريد استدراج المقاتلين للمنطقة الحدودية شمال قطاع غزة بهدف قتلهم بالطائرات".

إسرائيل تقول إن حماس استثمرت مئات ملايين الدولارات في بناء تلك الأنفاق منذ سنوات طويلة، وتمكنت من بناء مدينة كاملة تحت الأرض لتستخدمها في قتال الجيش الإسرائيلي عند دخول غزة أو في تخزين السلاح وإطلاق الصواريخ أو لتنقل المقاتلين والقيادات العسكرية للحركة لتكون بعيدة عن نظر الطائرات الإسرائيلية.

رئيس بلدية غزة يحيى السراج أكد في حديث مع "المونيتور" أن إسرائيل دمرت جزء كبير من البنية التحتية لمدينة غزة، وتحديداً الطرق ومحطات المياه وتمديدات الكهرباء، مشيراً إلى أنهم يقومون بعملية إزالة للركام من الطرقات لإفساح المجال أمام تحرك سيارات الإسعاف وسيارات الدفاع المدني بكل سهولة.

وأوضح السراج أنهم لم يشاهدوا أي أنفاق أو منشآت للمقاومة الفلسطينية خلال عمليات إزالة الركام وفتح الطرقات، مشيراً إلى أن إسرائيل اتخذت من قضية الأنفاق ذريعة لتدمير البنية التحتية لمدينة غزة بهدف خلق معاناة مستمرة للمواطنين.

بدأت حماس حفر الأنفاق لأول مرة عام 2001، والتي استخدمت للمرة الأولى في تفجير موقع للجيش الإسرائيلي في منطقة رفح، لتستخدم حماس تلك الأنفاق بعد ذلك في تهريب البضائع والسلع الغذائية بعد فرض إسرائيل حصار على قطاع غزة عقب فوز حماس بالانتخابات التشريعية عام 2006.

بعد نجاح حماس في عملية أسر الجندي جلعاد شاليط عام 2006، من موقع عسكري إسرائيلي شرق مدينة رفح -جنوب قطاع غزة- عبر نفق لها، تشجعت الحركة لبناء الأنفاق بشكل كبير وواسع في قطاع غزة، ونجحت خلال حرب عام 2014، من التسلل إلى مواقع الجيش الإسرائيلي وقتل عدد من الجنود وأسر اثنين آخرين.

المختص في الشؤون العسكرية والباحث في المعهد المصري للدراسات رامي أبو زبيدة رأى في حديث مع "المونيتور" أن تدمير أنفاق حماس ليست بالسهولة التي تروج لها إسرائيل، مشيراً إلى أن حماس أصبح لديها خبرة كبيرة في بناء الأنفاق والتي تحفرها على عمق عشرات الأمتار تحت الأرض وبصورة هندسية تحد من الموجات الانفجارية التي تسببها الصواريخ الإسرائيلية.

وبين أبو زبيدة أن إسرائيل تلجأ إلى ضرب الكثير من الطرقات لعلها تتمكن من ضرب بعض الأنفاق التي تعتقد أنها تمر من تحت الطرقات العامة في غزة، مشيراً إلى أن أبرز الأدلة على فشل إسرائيل في تدمير الأنفاق هو استمرار حماس بإطلاق الصواريخ من باطن الأرض طوال أيام المعركة وبدون توقف.

وتوافق الخبير العسكري واللواء المتقاعد في صفوف منظمة التحرير يوسف الشرقاوي في حديث مع "المونيتور" مع سابقه بأن أنفاق حماس توجد في أعماق الأرض ومبنية بالخرسان المسلح بهدف خلق حماية أكبر للمقاتلين في حال تعرضها للقصف.

وقال الشرقاوي: "قد تكون إسرائيل نجحت في تدمير بعض أنفاق حماس، ولكن ذلك لا يعني أنها دمرت مشروع أنفاق حماس بالكامل، فالحركة منذ سنوات طويلة وهي تحفر الأنفاق بمسارات متعددة وأصبح لديها الكثير منها تحت قطاع غزة ومن الصعب على إسرائيل تدميرها".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

مقاتلون بارزون في عرين الأسود يسلمون أنفسهم للسلطة

أحمد ابو عامر - المونيتور مدينة غزة، قطاع غزة – سلم المزيد من مقاتلي مجموعة عرين الأسود في نابلس أنفسهم للسلطة الفلسطينية،  وذلك في ظل الاتص...