أحمد
أبو عامر - المونيتور
مدينة
غزة، قطاع غزة - دخل اتفاق
وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية
في قطاع غزة وإسرائيل حيز التنفيذ عند الساعة الثانية من فجر الـ 21 مايو الجاري،
وذلك بعد 11 يوماً من القتال بين الجانبين أسفرت
عن استشهاد 232 فلسطينياً وإصابة 1900 آخرين، فيما مقتل 12 إسرائيلياً وأصيب 336
بجراح.
الاتفاق
الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية، وبعد ضغوط
أمريكية كبيرة، جاء بشكل متزامن بين الجانبين وبدون أي شروط، وأعلنت كلا ًمن
الحكومة الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية الالتزام به، فيما أعلنت
مصر في بيان رسمي لها في 20 مايو الجاري، أنها سترسل وفدين أمنيين إلى قطاع غزة
وتل أبيب خلال الساعات المقبلة لمتابعة تطبيق الاتفاق.
وسبق
دخول الاتفاق حيز التنفيذ تبادل للقصف الصاروخي بين الجانبين حتى الدقائق الأخيرة،
فيما خرج الناطق العسكري باسم كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس أبو عبيدة في
كلمة
متلفزة قال فيها: "كنا قد أعددنا ضربة
صاروخية تغطي كل فلسطين من حيفا حتى رامون، ولكننا استجبنا للوساطات العربية لوقف
إطلاق النار ولنرقب سلوك العدو حتى الساعة الثانية من فجر الجمعة (..)، وإن انطلاق
ضربتنا الصاروخية يحدده مدى التزام العدو باتفاق وقف إطلاق النار".
المواجهة
التي جاءت في أعقاب محاولات إسرائيلية لإخلاء
عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح بالقدس، واقتحام المسجد الأقصى خلال
شهر رمضان الماضي من قبل الشرطة الإسرائيلية، دفعت بقائد الجناح المسلح لحركة حماس
محمد الضيف بالتهديد
بالمواجهة العسكرية إن لم تتوقف إسرائيل عن إجراءاتها، وما هي إلا أيام بعد ذلك
التهديد حتى ضربت
حماس صواريخها باتجاه القدس في 10 مايو الجاري.
إسرائيل
من جانبها، ردت
على صواريخ حماس بإطلاق حملة عسكرية ضد قطاع غزة، أطلقت عليها اسم "حارس
الأسوار"، فيما أطلقت عليها الفصائل المسلحة اسم "سيف القدس"، دمرت
فيها إسرائيل بالطائرات 1800 وحدة سكنية في قطاع غزة، وعشرات المنشآت والمصانع،
فيما أطلقت
حماس والفصائل أكثر من 4300 صاروخا باتجاه إسرائيل تسبب بعضها بأضرار في المباني
وسط وجنوب إسرائيل.
وأعلن
الجيش الإسرائيلي أنه استطاع تدمير
مئات الأميال من أنفاق حماس تحت الأرض في عملية أطلق عليها اسم
"مترو
حماس"، وضرب بنيتها العسكرية
وأعادها سنوات للوراء، كما ودمر منازل قادتها.
القيادي
في حركة حماس أسامة حمدان أكد في حديث مع "المونيتور" أن اتفاق وقف إطلاق
النار جاء ثمرة لجهود عربية وفي مقدمتها مصر، مشيراً إلى أن الاتفاق الذي تم
التوصل إليه جاء بشكل متزامن وليس أحادي الجانب كما روجت إسرائيل.
وأوضح
حمدان أنهم حصلوا على ضمانات من قبل مصر ودول عربية أخرى بأن إسرائيل ستوقف
الاقتحامات للمسجد الأقصى، وألا يتم طرد أهالي حي الشيخ جراح من منازلهم، منوهاً
إلى أن مصر ستتابع تنفيذ ذلك الاتفاق من خلال الزيارات المرتقبة للوفد الأمني الذي
سترسله لغزة ولتل أبيب.
وبين
أن حركته والفصائل الفلسطينية الأخرى ترقب مدى التزام إسرائيل بالاتفاق، ومشدداً
على أنهم لن يترددوا في الرد على أي خرق إسرائيلي لذلك الاتفاق، وتحديداً فيما
يتعلق بقضية الشيخ جراح واقتحام المسجد الأقصى.
الفلسطينيون
في قطاع غزة والضفة الغربية خرجوا باحتفالات
عفوية جابت شوارع المدن احتفالاً بوقف إطلاق النار وما أسموه
بـ"الانتصار" على إسرائيل، وقاموا بتوزيع الحلوى وأطلقوا الألعاب
النارية في الهواء.
عضو
في البرلمان المصري طلب عدم الكشف عن هويته أكد لـ"المونيتور" أن مصر
وإدارة بايدن ضغطتا على الجانبين بشكل كبير من أجل خفض التصعيد خلال الساعات
الماضية، وذلك بهدف الوصول للاتفاق الذي تم الإعلان عنه مساء الـ 20 من مايو
الجاري.
وأشار
إلى أن تعنت كلاً من حماس وإسرائيل أخر إعلان اتفاق وقف إطلاق النار 24 ساعة، إذ
كان يفترض الإعلان عنه مساء الـ 19 من مايو الجاري، مشيراً إلى أن الاتفاق هش
وبحاجة إلى المتابعة والعمل على تثبيته من قبل جهاز المخابرات المصري.
وفي
السياق ذاته، خرج الرئيس الأمريكي جو بايدن بمؤتمر
صحفي فجر الـ 21 من مايو
الجاري، للتعقيب على التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، وأوضح أن مصر ودول أخرى بذلت
جهوداً مهمة للتوصل للاتفاق، ووعد بمساعدة إسرائيل في تطوير منظومة القبة الحديدية
التي تتصدى للصواريخ التي تطلق من قطاع غزة.
الفلسطينيون
استفاقوا صباح الـ 21 من مايو في قطاع غزة وتفقدوا حجم الدمار الكبير الذي حل
بالمنشآت والمنازل، فيما بدأت فرق الدفاع المدني بالبحث عن بعض المفقودين تحت الركام،
وشرعت قوات الدفاع المدني وفرق المتطوعين في إزالة ركام المنازل.
المحلل
السياسي ورئيس التحرير السابق لصحيفة فلسطين مصطفى الصواف رأى في حديث مع
"المونيتور" أن وقف إطلاق النار ما يزال هشاً، مشيراً إلى أن الفصائل
الفلسطينية وفي مقدمتها حماس قادرة على الزام إسرائيل بالاتفاق عبر ما تمتلكه من
قوة عسكرية.
وأوضح
الصواف أن حماس حققت خلال الجولة العسكرية مع إسرائيل العديد من الإنجازات ومن أهمها
تحريك الشارع في الضفة الغربية وداخل إسرائيل في انتفاضة شعبية ضد الجنود والشرطة
الإسٍرائيلية، بالإضافة إلى خلق حالة من التعاطف الإقليمي والدولي معها، ناهيك عن
الإنجازات العسكرية في استمرارها بإطلاق الصواريخ بكثافة باتجاه إسرائيل حتى اليوم
الأخيرة من التصعيد.
من
جانبه، اعتبر المحلل السياسي المقرب من حركة حماس ورئيس المركز الشبابي الإعلامي
إبراهيم المدهون خلال حديث مع "المونيتور" أن إسرائيل لا تمتلك إلا أن
تلتزم بالاتفاق في ظل الضغوطات الدولية التي تتعرض لها لوقف عمليات التدمير وقتل
المدنيين في قطاع غزة، بالإضافة إلى أن بنك أهداف الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة قد
استنفذ.
وأشار
إلى أن حماس والفصائل استطاعت خلال جول التصعيد العسكري استخدام جزء بسيط من قوتها
العسكرية، وحققت إنجازات كانت تسعى إليها والظهور على أنها قائدة المشروع الوطني
الفلسطيني بدل السلطة الفلسطينية، وذلك من خلال تقدمها للدفاع عن المسجد الأقصى
والقدس في وجه الاعتداءات الإسرائيلية.
اتفاق
وقف إطلاق النار الذي مر عليه ساعات حتى الآن، يشهد حالة التزام من الطرفين، إذ لم
تسجل أي خروقات ميدانية من أي طرف، وبدأ الشارع الفلسطيني في قطاع غزة بالعودة
التدريجية لممارسة الحياة الطبيعية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.