الأحد، 1 مايو 2022

الاحتلال يستخدم ورقة العقوبات الاقتصادية للضغط على حماس


أحمد أبو عامر - المونيتور

مدينة غزة، قطاع غزة – أعادت إسرائيل فتح معبر إيريز/ بيت حانون شمال قطاع غزة صباح السادس والعشرين من أبريل الماضي، وسمحت لـ 12 ألف عامل فلسطيني من دخول إسرائيل للعمل، وذلك بعد أن أغلقته في 23 أبريل الماضي، ولثلاثة أيام في أعقاب سقوط صواريخ فلسطينية، بمناطق إسرائيلية مفتوحة بالقرب من قطاع غزة.

الصواريخ التي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاقها، جاءت في ظل حالة التوتر الأمني بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية جراء المواجهات التي اندلعت في المسجد الأقصى بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية، فيما أكد الجيش الإسرائيلي أن الصواريخ لم توقع إصابات أو أضرار.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن هيئة أركان الجيش وفي أعقاب جلسة مشاورات أمنية في 23 أبريل الماضي، فضلت القيام برد اقتصادي على إطلاق الصواريخ عبر إغلاق معبر إيريز الذي يعد المنفذ الوحيد لخروج العمال الفلسطينيين إلى إسرائيل، بدل الرد العسكري المعتاد، إذ يخسر قطاع غزة بشكل يومي جراء الإغلاق 5 ملايين شيقل (1.538 مليون دولار)، وهي مجموع الرواتب اليومية لـ 12 ألف عامل فلسطيني.

إسرائيل وفي ظل التفاهمات التي توصلت إليها مع حماس عبر وسطاء مصريين وقطريين وأمميين في نوفمبر 2018، سمحت بإدخال آلاف العمال للعمل داخل إسرائيل في مجالي البناء والزراعة وبعض الحرف الأخرى، وذلك للتخفيف من الأوضاع الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة جراء الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ عام 2007، والذي أوصل نسبة الفقر إلى أكثر من 60 بالمائة والبطالة إلى 46 بالمائة، وهي الأعلى على مستوى العالم.

وكانت إسرائيل قد منعت منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، قرابة الـ 120 ألف عامل من قطاع غزة من دخول إسرائيل بسبب الأوضاع الأمنية آنذاك، قبل أن تمنح الموافقة لـ 5 آلاف عامل في نوفمبر 2018، وبدأت برفع ذلك العدد تدريجياً.

قيادي في حركة حماس طلب عدم الكشف عن هويته أكد لـ"المونيتور" أن حركته أجرت خلال الأيام الماضية اتصالات مع الوسطاء المصريين والقطريين من أجل إلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها في المسجد الأقصى والضفة الغربية وكذلك قطاع غزة ومن ضمنها فتح معابر غزة وعدم التذرع بالصواريخ التي تطلق على المناطق الإسرائيلية المحيطة بغزة لإغلاق المعابر.

وأشار إلى أن حماس أكدت للوسطاء أن استمرار إغلاق معبر إيريز/ بيت حانون الذي يخرج منه العمال لأيام إضافية سيفتح المجال أمام التصعيد العسكري، لافتاً إلى أن حركته لا يمكنها أن تسلم بورقة الضغط الاقتصادي الذي تحاول إسرائيل ترسيخها في كل تصعيد.

وكشف أن إسرائيل وعدت الوسطاء بأن الأيام المقبلة ستشهد تقديم المزيد من تصاريح العمال لقطاع غزة في حال استمر الهدوء، متوقعاً أن يحصل خلال الأسابيع المقبلة وبشكل تدريجي آلاف جدد من العاطلين على تصاريح عمل حتى يصل العدد إلى 30 ألفاً.

المدير العام للدراسات والتخطيط في وزارة الاقتصاد الوطني في غزة أسامة نوفل قدر في حديث مع "المونيتور" أن قيمة الخسائر التي تكبدها قطاع غزة خلال ثلاثة أيام من إغلاق معبر إيريز/ بيت حانون بأكثر من 15 مليون شيقل (4.615 مليون دولار).

وأشار إلى أن عمال غزة يضخون في السوق الفلسطيني بشكل يومي ومباشر ما بين 5-7 ملايين شيقل (1.538- 2.153 مليون دولار)، إذ يتقاضى العامل الفلسطيني ما بين 400-500 شيقل يومياً، لافتاً إلى هناك خسائر غير مباشرة تقدر بين 10-12 مليون شيقل (3-3.7 مليون دولار تقريباً) يومياً بسبب حرمان أسواق غزة من تلك الأموال الأمر الذي يتسبب في توقف الحركة الشرائية.

حازم شاهين (48 عاماً) أحد العمال الذين يعملون في إسرائيل، أبدى في حديث مع "المونيتور" تخوفه من عودة إغلاق إسرائيل لمعبر إيريز/ بيت حانون خلال الأيام المقبلة ومنعهم من العمل، قائلاً: "نحن على بعد أيام من عيد الفطر ومحتاجين كل مبلغ مالي من شغلنا، وكل يوم إغلاق للمعبر يعني حرمان عائلتي من بعض المتطلبات الاقتصادية التي تكثر في الأعياد".

وأضاف: "أعمل في مجال الزراعة بالمزارع الإسرائيلية القريبة من معبر إيريز، وأتقاضى 400 شيكل، وفي نهاية يوم العمل أذهب لمدينة عسقلان للعمل بشكل إضافي في أحد محطات تعبئة الوقود حتى ساعات متأخرة من الليل لأكسب المزيد من المال وأغطي جميع متطلبات عائلتي التي عانت الفقر والحرمان لأكثر من 10 سنوات بسبب تعطلي عن العمل".

إسرائيل تدرك أن العقوبات الاقتصادية قد تشكل ورقة ضغط على حركة حماس والشارع في غزة لوقف إطلاق الصواريخ والحفاظ على حالة الهدوء الأمني، إذ أن الراتب الذي يتقاضه العامل الغزي في إسرائيل يصل إلى أكثر من 12 ضعفاً مما يتقاضاه العامل في غزة، فمتوسط أجرة العامل في غزة تتراوح بين 20-40 شيقلاً (6-12 دولاراً تقريباً) في اليوم.

أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر سمير أبو مدللة رأى في حديث مع "المونيتور" أن العمل في إسرائيل شكل نافذة أمل لآلاف العمال الذين عانوا من البطالة لسنوات طويلة، معتبراً أن إسرائيل تحاول توظيف ورقة العقوبات الاقتصادية والعمال في الضغط على حماس لدفعها لضبط المجموعات المسلحة التي تطلق الصواريخ باتجاه المناطق الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة.

وحذر من أن أسواق قطاع غزة ستشهد انتكاسة وركود كبير في حال أعادت إسرائيل إغلاق معبر إيريز/ بيت حانون أمام العمال، لافتاً إلى أن الكثير من البضائع التي استوردها التجار خلال الفترة الماضية وتحديداً مع قرب عيد الفطر ستصبح كاسدة ومكانها المخازن أو حاويات القمامة.

حماس وفي ظل عدم رغبتها بالتصعيد العسكري مع إسرائيل لم ترد على الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت في 19 و20 أبريل الجاري، بعض مواقعها العسكرية رداً على إطلاق صواريخ من غزة واكتفت بالتصدي للطائرات الإسرائيلية، فيما ذكرت صحيفة معاريف في 24 أبريل الجاري، أن حماس تعمل على اعتقال مطلقي الصواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

مقاتلون بارزون في عرين الأسود يسلمون أنفسهم للسلطة

أحمد ابو عامر - المونيتور مدينة غزة، قطاع غزة – سلم المزيد من مقاتلي مجموعة عرين الأسود في نابلس أنفسهم للسلطة الفلسطينية،  وذلك في ظل الاتص...