الاثنين، 16 مارس 2020

هل تلعب روسيا دور الوسيط لعودة العلاقة بين حماس والنظام السوري؟


أحمد أبو عامر - المونيتور

مدينة غزة، قطاع غزة – أثارت تصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في 4 مارس الجاري، حول سوريا العديد من التساؤلات حول إمكانية عودة العلاقة بين الحركة والنظام السوري، إذ عبر هنية عن دعم حماس لسيادة سوريا على كافة أراضيها، ومذكراً باحتضان النظام والشعب السوريين للحركة على مدار 10 سنوات، وأن دمشق تمثل عمقاً استراتيجياً للقضية الفلسطينية.

وأضاف هنية في مؤتمر صحفي بالعاصمة الروسية موسكو: "تواجدنا في سوريا لمدة 10 سنوات، وهذا تاريخ لا يمكن أن ننساه، ولا توجد أي سياسية أو أي قرار لدى حركة حماس للانخراط في المسألة السورية، وأنفي كلياً وجود أي مقاتلين أو شهداء لحماس في إدلب أو قبل إدلب أو في الثورة السورية"، متمنياً لسوريا الاستقرار والأمن وأن تعود لممارسة دورها الطبيعي في المنطقة.

العلاقة بين حماس والنظام السوري شهدت حالة من القطيعة في أعقاب اندلاع الصراع في سوريا، ومغادرة قيادات وعناصر الحركة للأراضي السورية نهاية عام 2011، وذلك بعد أن أبدت حماس دعمها لمطالب الشعب السوري في الإصلاح، في الوقت ذاته لم تنكر الدعم الذي قدمه النظام السوري للحركة.

تصريحات هنية جاءت في أعقاب لقائه العديد من المسئولين الروس في موسكو وفي مقدمتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في 2 مارس الجاري، والتي أبدى خلالها استعداد حماس للعب دور في حل الصراع القائم في شمال سوريا، وقال مسئول في السفارة الروسية برام الله طلب عدم الكشف عن هويته لـ"المونيتور": "لقاء هنية مع وزير الخارجية تحدث في العديد من القضايا الفلسطينية الداخلية والإقليمية بما في ذلك الوضع السوري"، مشيراً إلى أن حماس لم تطلب بشكل صريح خلال اللقاء أن تلعب روسيا دوراً بين حماس ودمشق لعودة العلاقات بينهما.

وبين المصدر أن تصريحات قادة حماس تجاه النظام السوري إيجابية، ويمكن أن تمهد الطريق أمام روسيا لتعلب ذلك الدور مستقبلاً، لا سيما في ظل العلاقة الجيدة التي تربط موسكو بالنظام السوري وحركة حماس على حد سواء، هذا بالإضافة إلى أن موسكو تعتبر الحركة مكون أساسي في الساحة الفلسطينية، وتحديداً بعد فوزها في الانتخابات التشريعية عام 2006.

وأوضح المصدر أن النظام السوري مشغول الآن في إعادة سيطرته على ما تبقى من مناطق تحت سيطرة الجماعات المسلحة، وتحديداً في الشمال السوري، متوقعاً أن تفتح دمشق ملفات العلاقات الخارجية ومن ضمنها علاقة النظام بحماس مع إنجاز مهمة استعادة الأراضي السورية.

حماس وفي أعقاب انتخاب قيادتها الجديدة عام 2017، انتهجت سياسة الانفتاح وترميم علاقاتها مع محور المقاومة، والتي تضررت بعد موقفها من الصراع في سوريا، واستطاعت خلال السنوات الأخيرة ترميم علاقاتها بحزب الله وإيران، وهو ما دفع بالأخيرة إلى إعادة الدعم المالي والعسكري في مارس 2019، وذلك بعد زيارات عدة قامت بها قيادة حماس الجديدة إلى طهران.

حماد الرقب القيادي في حركة حماس أوضح في حديث مع "المونيتور" أن حركته لا تضع أي فيتو للذهاب للمصالحة مع أي طرف باستثناء إسرائيل، مشدداً على أن العلاقات مع دمشق قديمة، وحماس أبدت في أكثر من مرة أنها تتمنى عودة الهدوء والاستقرار لسوريا وغيرها من الدول في المنطقة.

وحول إمكانية أن تلعب روسيا دوراً وسيطاً في عودة العلاقات بين دمشق وحماس قال الرقب: "لا يوجد لدى معلومات بهذا الخصوص ونحن في حماس لا نفضل أن نتحدث عن تلك العلاقة في الإعلام".

وبين أن حماس لديها شبكة علاقات واسعة في المنطقة يمكن من خلالها المساهمة في حل الخلافات التي تعصف ببعض الدول العربية، وتحديداً ما يجري في شمال سوريا، مبيناً أن استمرار الصراع وتحديداً على الأراضي السورية المستفيد منه هو أمريكا وإسرائيل.

الوساطات لعودة العلاقة بين حماس والنظام السوري بدأت مع انتخاب قيادة حماس الجديدة عام 2017، إذ أخذت طهران وحزب الله على عاتقهما تلك المهمة، إلا أنهما لم ينجحا في ذلك حتى اليوم، وذلك على الرغم من استطاعت تلك الوساطات تهدئة النبرة الحادة والهجومية من قبل النظام السوري تجاه الحركة.

أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية البرفسور عبد الستار قاسم توقع في حديث مع "المونيتور" أن تعود العلاقة بين حماس والنظام السوري خلال العام الجاري، وقال: "بحكم علاقتي الشخصية مع العديد من الشخصيات في لبنان وسوريا، فإن أطرافاً عدة تلعب دوراً إيجابياً لعودة العلاقة بينهما، وهي الآن في مراحل متقدمة".

وأوضح قاسم أن نظرة النظام السوري لحماس تغيرت عما كانت عليه بعد اندلاع الصراع في سوريا مباشرةً، لا سيما وأن دمشق غيرت نظرتها لبعض الدول الخليجية التي كانت تناصب النظام السوري العداء، وتدعم المعارضة بالمال والسلاح وأعادت العلاقة معها كالإمارات، لافتاً إلى أن السياسة قائمة على المصالح ومن مصلحة حماس ودمشق أن تعود العلاقة بينهما، فكلاهما يواجهان عدو واحد هو إسرائيل.

من جانبه، اعتقد المحلل السياسي المقرب من حركة حماس إياد القرا في حديث مع "المونيتور" أن قضية عودة العلاقة بين سوريا وحركة حماس بحثت خلال اللقاءات التي عقدتها قيادة حماس مع المسئولين الروس في موسكو خلال الأيام الماضية، مشيراً إلى أن روسيا لديها القدرة على لعب ذلك الدور بحكم علاقاتها بالنظام السوري وكذلك حركة حماس.

وأشار القرا أن حماس وفي السنوات الأخيرة قامت بجهود كبيرة لإعادة ترميم علاقاتها مع العديد من الدول بعد اندلاع ما يسمى بـ"الربيع العربي" وتحديداً مصر وإيران، منوهاً إلى أن الحركة لن تدخر جهداً في طرق كل الأبواب الموصدة في المنطقة من أجل توفير الدعم السياسي والمالي للقضية الفلسطينية وحركات المقاومة الفلسطينية.

يبدو أن حماس تعول كثيراً على الدور الروسي في إعادة ترتيب الملفات في المنطقة العربية، ومنها إعادة علاقة الحركة بسوريا، وذلك في ظل سيطرة النظام السوري على غالبية الأراضي السورية، ومحاولاته لاستعادة ما تبقى منها في الشمال السوري بمساعدة الروس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

مقاتلون بارزون في عرين الأسود يسلمون أنفسهم للسلطة

أحمد ابو عامر - المونيتور مدينة غزة، قطاع غزة – سلم المزيد من مقاتلي مجموعة عرين الأسود في نابلس أنفسهم للسلطة الفلسطينية،  وذلك في ظل الاتص...