أحمد أبو عامر - المونيتور
مدينة
غزة، قطاع غزة – قدم أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني منحةً ماليةً جديدة لقطاع
غزة، وذلك استجابةً للاتصالات والجهود التي قام بها رئيس المكتب السياسي للحركة
إسماعيل هنية، والذي التقى
في 10 يناير الجاري، بالأمير تميم في الدوحة مهنئاً إياه بالمصالحة الخليجية.
وقال
رئيس مكتب العلاقات الدولية في الحركة موسى أبو مرزوق في لقاء
عبر تطبيق زووم عقدته صحيفة فلسطين المحلية في 12 يناير الجاري، "أبلغنا أمير
دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بتجديد المنحة القطرية لمدة عام كامل وليس ستة
أشهر"، وأن المبلغ الشهري المقدم لقطاع غزة ضمن تلك المنحة سيرتفع إلى 30
مليون دولار، بعد أن كان 25 مليوناً.
المنحة
المالية القطرية والتي يتم تجديدها كل ستة
أشهر منذ أكتوبر 2018، جاءت استجابة من دولة قطر كمساهمة في إنجاح جهود التهدئة
بين حركة حماس وإسرائيل، والتي تضمنت آنذاك موافقة إسرائيل على تنفيذ مشاريع
إنسانية واقتصادية في قطاع غزة، وتخفيف الحصار مقابل وقف مسيرات العودة الأسبوعية.
استجابة
قطر لتجديد المنحة لقطاع غزة، جاء بعد أيام من المصالحة القطرية مع السعودية
والبحرين ومصر والإمارات، إذ كانت تشترط
الدول الأربعة على قطر منذ مقاطعتها تنفذ 18 مطلباً؛ منها طرد قادة حماس ووقف
دعمها المالي مقابل إعادة العلاقات معها، وهي شروط رفضتها
قطر منذ البداية.
الناطق
الإعلامي باسم حركة حماس في قطاع غزة عبد اللطيف القانوع أكد في حديث مع "المونيتور"
أن تواجد حركته في قطر والدعم المقدم من الدوحة لقطاع غزة لم يتأثر خلال الأزمة الخليجية
أو بعد المصالحة، مشيراً إلى أن حماس حريصة على علاقات جيدة ومتوازنة مع كل الدول
العربية.
وتمنى
القانوع أن تشكل المصالحة الخليجية رافعة دعم وإسناد للقضية الفلسطينية، مرحباً
بالدعم المالي الجديد الذي قدمه أمير قطر لقطاع غزة.
مسئول
في حركة حماس طلب عدم الكشف عن هويته ذكر لـ"المونيتور" أن جانب من
المباحثات التي تجريها قيادة حماس مع المسئولين في الدوحة تقوم على مساهمة قطر في فاتورة
رواتب موظفي قطاع غزة، وتحديداً موظفي الصحة والتعليم، وذلك للتخفيف من الأزمة
رواتب الموظفين الحكوميين الذين يتلقون ما بين 40-50 بالمائة من رواتب منذ سنوات.
وأشار
إلى أن المباحثات جيدة ومتقدمة باتجاه تلك الخطوة، إلا أنها بحاجة للمزيد من
النقاش مع المسئولين القطريين.
ودأب
السفير القطري لدى السلطة الفلسطينية محمد العمادي على نقل أموال المنحة المالية بشكل
شهري عبر حقائب
إلى قطاع غزة، ويشرف هو ومساعديه على توزيع تلك الأموال على 100 ألف أسرة فقيرة في
القطاع بمعدل 100 دولار شهرياً لكل أسرة، بالإضافة لتنفيذ بعض مشاريع البنية
التحتية والخدمية وشراء وقود لتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة.
وسبق
إعلان حماس عن موافقة أمير قطر على تجديد المنحة المالية، إطلاق
نشطاء من قطاع غزة في 9 يناير الجاري، بالونات حارقة ومتفجرة باتجاه الكيبوتسات
الإسرائيلية القريبة من القطاع، كرسالة لإسرائيل والوسطاء في ظل انتهاء المنحة
المالية السابقة، وللضغط من أجل تجديدها.
مسئول
في اللجنة القطرية بقطاع غزة طلب عدم الكشف عن هويته ذكر لـ"المونيتور" إن
السفير محمد العمادي سيصل قطاع غزة، نهاية الشهر الجاري، لافتتاح مقر اللجنة
القطرية الجديد غرب مدينة غزة، وسيعلن خلال حفل الافتتاح عن تفاصيل المنحة المالية
الجديدة، وأوجه صرفها.
وعلى
الرغم من مساهمة الأموال القطرية في التخفيف من الأوضاع الاقتصادية لسكان قطاع
غزة، إلا أنها بقيت عرضة للانتقاد من قبل السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، إذ هاجم
عضو المجلس المركزي الفلسطيني نبيل عمرو في مقال
له نشر بتاريخ 14 يناير الجاري، تلك الأموال، وقال: إن ظاهرها إنساني ولكن أسبابها
سياسية، وتمر لحماس بعد موافقة إسرائيل على إدخالها من قبل السفير العمادي.
صحيفة
جروزيلم
بوست الإسرائيلية رأت في 29 ديسمبر
الماضي، أن الأموال القطرية التي تقدم لحماس قد تشكل مفتاحاً لتطبيع قطر علاقاتها
مع إسرائيل، مشيرةً إلى أن تقديم الأموال لقطاع غزة يتم بعد مباحثات واتصالات بين
مسئولين إسرائيليين وقطريين، وهو ما يفتح المجال أمام توسع تلك المباحثات باتجاه
تطبيع العلاقة بين البلدين.
ورأت
الصحيفة أن التطبيع بين قطر وإسرائيل لديه فرصة مع تولي الرئيس بايدن الحكم.
أستاذ
العلاقات الدولية في الجامعة الإسلامية بغزة تيسر محيسن اعتبر في حديث مع "المونيتور"
أن الموافقة القطرية على تجديد المنحة المالية جاء كرسالة على استمرار دعمها
للفلسطينيين من جانب، ورسالة أخرى بأن علاقاتها مع حماس لن تتأثر بالمصالحة
الخليجية، خاصةً في ظل العلاقة المتوترة التي تربط حماس بالدول التي كانت تحاصر
قطر وتحديداً السعودية والإمارات ومصر.
وأوضح
محيسن أن الدعم القطري لقطاع غزة لم يتوقف منذ سنوات، حتى في ظل اندلاع الأزمة
القطرية مع الدول الأخرى التي كانت تقاطعها، متوقعاً أن تذهب قطر خطوة متقدمة في
دعم قطاع غزة، وتساهم في فاتورة رواتب الموظفين العموميين الذين وظفتهم حركة حماس
خلال فترة حكمها منذ عام 2006، ويفوق عددهم الـ 40 ألفاً.
من
جانبه، رأى المحلل السياسي ورئيس التحرير السابق لصحيفة فلسطين المحلية، مصطفى
الصواف في حديث لـ"المونيتور" أن المنحة القطرية المالية وتجديدها يمثل
أحد استحقاقات تفاهمات التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس، والتي جاءت لمحاولة
التخفيف من الأزمة الإنسانية والاقتصادية لقطاع غزة.
وأوضح أن المنحة المالية تساهم ولو بالحد الأدنى في مساعدة الأسر الفقيرة لشراء بعض متطلباتها في ظل تفشي الفقر والبطالة بين السكان، جراء الحصار الإسرائيلي والآثار السلبية لجائحة كورونا وتحديداً على فئة العمال البسطاء.