الخميس، 7 يناير 2021

حماس وعودة قريبة لدمشق

أحمد أبو عامر - المونيتور

مدينة غزة، قطاع غزة – عاد الحديث عن العلاقة بين النظام السوري وحركة حماس ليطفو على السطح بعد تصريحات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في 28 ديسمبر الجاري، عن أجواءً إيجابية تسود جهود عودة العلاقات بين حماس والنظام السوري.

حديث نصر الله الذي جاء ضمن مقابلة مطولة على قناة الميادين اللبنانية، قال فيها: "في يوم من الأيام يجب أن يعاد ترتيب هذه العلاقة، والأمر يحتاج إلى بعض الوقت"، مشيراً إلى أن اللقاءات التي تمت بينه وبين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في الضاحية الجنوبية لبيروت خلال الأشهر الماضية تضمنت الحديث في قضايا استراتيجية بما فيها عودة العلاقة مع دمشق، وكذلك مساهمة الحركة في تصويب الاتجاهات في المنطقة.

تدهورت العلاقة بين حماس والنظام السوري في أعقاب اندلاع الثورة السورية نهاية عام 2011، جراء موقف الحركة المحايد من ذلك الصراع، ما أشعر الحركة أن بقائها في سوريا سيكلفها أثماناً سياسية الأمر الذي دفعها لمغادرة الأراضي السورية بداية عام 2012.

فيما اتهم الرئيس السوري بشار الأسد في أكثر من مناسبة حركة حماس وبعض عناصرها بدعم الجماعات السورية المعارضة، بل والقتال إلى جانبها، فاعتقل النظام بعض عناصر حماس التي بقيت في الأراضي السورية، وحجز على جميع أملاك ومقرات الحركة.

حاولت "المونيتور" التواصل مع أكثر من مسئول في حركة حماس للتعرف على آخر الجهود في عودة العلاقة مع النظام السوري، إلا أنهم رفضوا التحدث، وأكدت مصادر خاصة مقربة من قيادة حماس في لبنان لـ"المونيتور" طلبت عدم كشف هويتها أن هناك قراراً صارماً من قيادة الحركة لجميع المسئولين والناطقين الإعلاميين بعدم التحدث في الإعلام عن طبيعة المفاوضات لعودة العلاقات مع دمشق، منعاً لإفسادها.

وكشف المصادر لـ"المونيتور" أن الأشهر الأخيرة شهدت تقدماً ملموساً المباحثات التي تقودها إيران وحزب الله لعودة العلاقات مع سوريا، مشيراً إلى أن هنية جلس مع نصر الله أكثر من مرة في بيروت خلال الأشهر الأخيرة، وبعيداً عن وسائل الإعلام للتباحث في القضايا الاستراتيجية التي تحكم العلاقة بين حماس والمحور الذي يضم (إيران وسوريا وحزب الله)، وكان الحديث عن عودة العلاقات مع النظام السوري حاضراً وبقوة.

وكخطوة تعكس الأجواء الإيجابية في عودة العلاقة بين الجانبين، دانت حركة حماس في بيان رسمي لها صباح الـ 30 من ديسمبر الجاري، القصف الجوي الذي تعرضت له دمشق من قبل الطيران الإسرائيلي وأسفر عن مقتل جندي سوري.

الوساطات التي قادتها إيران وحزب الله لعودة العلاقات بين النظام السوري وحماس بدأت مع انتخاب قيادة جديدة للحركة عام 2017، إذ تنظر دمشق لقيادة حماس السابقة برئاسة خالد مشعل أنها هي من دفعت لقطع العلاقات مع سوريا عبر رفضها إدانة الاحتجاجات التي خرجت ضد النظام السوري، بالإضافة لرفع مشعل علم المعارضة السورية خلال احتفال مركزي لحماس في قطاع غزة عام 2012.

مسئول في ملف فلسطين بالبرلمان الإيراني طلب عدم الكشف عن هويته قال لـ"المونيتور": "جهود عودة العلاقة بين حماس وسوريا تسير في الاتجاه الصحيح وقريباً سنشاهد ثمارها على أرض الواقع"، مشيرا ًإلى أن قاسم سليماني قاد تلك الجهود قبل مقتله، وشخصيات في الحرس الثوري الإيراني والنظام الإيراني وبالتعاون مع حزب الله يواصلون تلك الجهود وقد وصلت لمستويات متقدمة.

وأضاف المسئول: "الذي سرع في التقدم بالاتصالات هو القضاء على الجماعات المسلحة في أغلب الأراضي السورية، وإعادة الجيش السوري سيطرته على غالبية أراضي الدولة، بالإضافة إلى تفهم النظام السوري وباقي أطراف المحور للخطر الذي يتهدد المنطقة بعد اغتيال فخري زاده ومن قبله قاسم سليماني، بالإضافة إلى قطع طرق إمداد السلاح عن المقاومة الفلسطينية في غزة".

وعلى الرغم من موقف حماس من الثورة السورية، إلا أن علاقتها بإيران وحزب الله الحليفان الأبرزان للنظام السوري لم تنقطع، رغم تراجعها في بعض الأوقات، وهو ما سهل من جهود عودة الاتصالات بين حماس والنظام السوري، والتي قادها صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والذي كان بمثابة قائد وحدة الاتصال بين حماس ودمشق عبر وساطة حزب الله في تلك المباحثات.

أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية بنابلس عبد الستار قاسم اعتبر في حديث مع "المونيتور" أن العديد من الأسباب دفعت النظام السوري لتقبل فكرة عودة العلاقة مع حماس، خاصةً وأن الرئيس بشار الأسد كان يرفض بشكل تام كل الوساطات خلال السنوات الأخيرة، وتتمثل تلك الأسباب في حالة التحشيد العسكري في المنطقة العربية والخشية من ضرب أمريكا وإسرائيل لإيران أو أحد حلفاؤها كحزب الله والمنظمات في غزة، وسيطرة النظام على غالبية أراضيه التي كانت تسيطر عليها المعارضة.

وقال قاسم: "المعلومات التي أمتلكها بحكم علاقتي الجيدة بشخصيات في سوريا ولبنان، فإن إيران وحزب الله ضغطتا بشكل كبير خلال العام الجاري من أجل تخلي الرئيس الأسد عن تعنته في قضية المصالحة مع حماس"، متوقعاً أن تعود قيادات ونشطاء من حماس لدمشق خلال الأشهر المقبلة.

من جانبه، رأى المحلل السياسي المقرب من حركة حماس إبراهيم المدهون في حديث مع "المونيتور" أن الفجوة بين حماس والنظام السوري تقلصت بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة، في ظل الجهود المتواصلة للوساطات التي تقوم بها إيران وحزب الله.

وأشار المدهون إلى أن حالة التطبيع العربي مع (إسرائيل)، دفعت حماس لأن تحسم خياراتها بشكل تام في الانحياز لمحور سوريا وإيران وحزب الله، متوقعاً أن تعزز حماس علاقاتها مع ذلك المحور بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة.

حماس في الآونة الأخيرة ذكرت في أكثر من مناسبة الخدمات التي قدمها النظام السوري للحركة خلال سنوات مكوثها في دمشق، وأهمها نقل شحنة من صواريخ الكورنيت للحركة وفصائل فلسطينية أخرى في قطاع غزة لاستخدامها في القتال ضد (إسرائيل).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

مقاتلون بارزون في عرين الأسود يسلمون أنفسهم للسلطة

أحمد ابو عامر - المونيتور مدينة غزة، قطاع غزة – سلم المزيد من مقاتلي مجموعة عرين الأسود في نابلس أنفسهم للسلطة الفلسطينية،  وذلك في ظل الاتص...