الجمعة، 8 يناير 2021

الحوثيون وحماس تجمعهم دبلوماسية الإفراج عن الأسرى

أحمد أبو عامر - المونيتور

مدينة غزة، قطاع غزة – جددت جماعة الحوثي اليمنية مبادرتها الإفراج عن طيارين سعوديين تأسرهما منذ فبراير الماضي، بإفراج الرياض عن المعتقلين الفلسطينيين في السعودية، والذين يبلغ عددهم 60 شخصاً بينهم عناصر من حركة حماس، وسط ترحيب من الحركة بالمبادرة.

السعودية كانت قد اعتقلت الفلسطينيين بداية عام 2019، وقدمت بعضهم للمحاكمة وتحديداً ممثل حركة حماس السابق في السعودية محمد الخضري (82 عاماً) ونجله هاني بتهمة "تمويل كيان إرهابي"، وترفض حتى اليوم التجاوب مع أي محاولات أو مبادرات للإفراج عنهم.

مسئول ملف الأسرى في جماعة الحوثي عبد القادر المرتضى ذكر لـ"المونيتور" أنهم أبلغوا السعودية عبر أطراف ووساطات عدة بأنهم لن يفرجوا عن الأسرى السعوديين لديهم إلا بعد إفراج السعودية عن المعتقلين الفلسطينيين لديها والذين يعيشون ظروفاً صعبة وقاسية.

وأوضح المرتضى أن جماعته تأسر طيارين سعوديين اثنين، منذ فبراير الماضي، وذلك بعد اسقاط طائرتهم المقاتلة في محافظة الجوف قرب الحدود الشمالية لليمن مع السعودية، مشيراً إلى أنهم حتى اليوم لم يتلقوا أي جواب من السعودية على العرض.

واعتبر مسئول ملف الأسرى في الجماعة الخطوة من جانبهم بأنها تأتي في إطار واجبهم تجاه القضية الفلسطينية، في ظل ما أسماه "ملاحقة ومعاقبة السعودية للفلسطينيين من أجل تطبيع العلاقات مع إسرائيل وتصفية القضية الفلسطينية".

وكان مقاتلين حوثيين أسقطوا طائرة سعودية من طراز "تورنيدو" بصاروخ مضاد للطائرات في محافظة الجوف، وقفز منها قبل تحطمها طيارين سعوديين اثنين وهبطا بمظلاتهما في المحافظة قبل أن يتم أسرهم.

العرض الحوثي الجديد جاء كتأكيد على المبادرة التي أطلقها زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي في مارس الماضي، والتي أبدى خلالها استعداد جماعته إطلاق سراح أحد الطيارين و5 عسكريين سعوديين أسرى لديهم مقابل الإفراج عن أسرى حركة حماس في السعودية.

من جانبه، عبر عضو مكتب العلاقات الدولية في حركة حماس باسم نعيم في حديث مع "المونيتور" عن تقدير حركته للمبادرة التي أطلقتها جماعة الحوثي، وقال: "نقدر أي جهد من أي جهة كانت للمساهمة في الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في السجون السعودية".

ورفض نعيم الحديث عن إذا ما كانت جماعة الحوثي تواصلت معهم بخصوص المبادرة أو بخصوص أعداد وأسماء من تطالب بالإفراج عنهم من السجون السعودية، مشيراً إلى أن هناك محاولات مستمرة من أطراف عدة وفي مقدمتها حماس للإفراج عن المعتقلين.

وأكد عضو مكتب العلاقات الدولية في حماس أن جميع محاولات الافراج عنهم لم تأت بنتيجة حتى اللحظة، معتبراً استمرار اعتقالهم رسالة ليست بالإيجابية من قبل النظام السعودي وتاريخه في دعم القضية الفلسطينية.

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية قد ناشد في 29 ديسمبر الماضي، الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في السعودية، قائلاً: "إنهم لم يعبثوا بالأمن السعودي، ولا يجوز بقائهم في السجون".

عائلة الخضري من جانبها، أبدت قلقها على حياة أبنائها المعتقلين، وحذر عبد الماجد الخضري شقيق ممثل حماس المعتقل من أن أخيه يعاني من أمراض مزمنة وصحته تتعرض لتدهور مستمرة في السجون السعودية، معبراً عن خشيته من وصول فايروس كورونا له وهو الأمر الذي يهدد حياته بشكل خطر.

وأشار الخضري في مقابلة مع "المونيتور" أن السلطات السعودية نقلت أخيه ونجله من سجن ذهبان إلى سجن عسير قبل عدة أشهر، ويمنعون عنهم إجراء أي اتصالات خارجية، باستثناء بعض المكالمات السريعة مع زوجته التي ما تزال في تقيم في السعودية.

وكشف أن محاكمة جديدة ستعقد في 10 يناير الجاري، لشقيقه ونجله، لافتاً إلى أن كل المحاولات للإفراج عنهم لم تفلح حتى اللحظة، ومعبراً في الوقت ذاته عن تقديرهم للمبادرة التي أطلقتها جماعة الحوثي للإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين.

السعودية لم تعقب على المبادرة التي أطلقها الحوثي حتى اليوم، وسط توقعات بألا تستجيب الرياض لمبادرة الحوثي، إذ أنها قررت استكمال محاكمة المعتقلين الفلسطينيين أمام المحاكم السعودية، وإحجامها الرد على مناشدات حركة حماس للإفراج عنهم.

المحلل السياسي المقرب من حركة حماس شرحبيل الغريب رأى في حديث مع "المونيتور" أن مبادرة الحوثي تهدف لتسجيل نقاط على السعودية في الملف الفلسطيني لإظهار الرياض بأنها تقف ضد الفلسطينيين وقضيتهم، في مقابل حرص الجماعة على تقديم الدعم للشعب الفلسطيني عبر الطلب بالإفراج عن المعتقلين في السعودية.

وتوقع الغريب أن تكون هناك اتصالات سرية بين حماس وجماعة الحوثي الذي تدعمه وتقف خلفه إيران، من أجل مبادرة الطيارين السعوديين بالمعتقلين الفلسطينيين، لافتاً إلى أن حماس تعد ركن أساسي في المحور الذي تقوده إيران في المنطقة.

أما أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الإسلامية بغزة تيسير محيسن اعتبر في حديث مع "المونيتور" أن الملف الفلسطيني يمثل أهمية كبيرة للأطراف المختلفة في المنطقة العربية، وقناعة تلك الأطراف أن دعم تلك القضية يمثل رافعة سياسية لأي طرف بل وتجلب له تعاطفاً جماهيراً من شعوب المنطقة.

واستبعد محيسن أن توافق الرياض على مبادرة الحوثي، وذلك لقناعة السعودية أن الحوثي يهدف من تلك المبادرة إلى إعطاء صورة أنهم أحرص على القضية الفلسطينية ودعمها أكثر من السعودية، متوقعاً أن تكون هناك اتصالات بين حماس والحوثي من أجل بلورة أسماء وأعداد من سيتم الافراج عنهم في حال رضخت السعودية للعرض الحوثي مستقبلاً.

ترحيب حركة حماس نابع من أنها ترى في المبادرة فرصةً حقيقة للإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين وعناصرها في السعودية، في ظل عدم امتلاكها أوراق ضغط على الرياض للإفراج عنهم وفشل جميع الوساطات والمحاولات من طرفها حتى اليوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

مقاتلون بارزون في عرين الأسود يسلمون أنفسهم للسلطة

أحمد ابو عامر - المونيتور مدينة غزة، قطاع غزة – سلم المزيد من مقاتلي مجموعة عرين الأسود في نابلس أنفسهم للسلطة الفلسطينية،  وذلك في ظل الاتص...