الجمعة، 24 يونيو 2022

حماس تستولي على منظومة تصوير ومراقبة إسرائيلية متطورة



أحمد أبو عامر - المونيتور

مدينة غزة، قطاع غزة – استولى عناصر من الجناح العسكري لحركة حماس "كتائب عز الدين القسام" في 17 يونيو الجاري، على منطاد تصوير ومراقبة إسرائيلي سقط شمال قطاع غزة بعد انقطاعه عن منظومة التحكم به، وفشل الجيش الإسرائيلي في تدميره قبل سيطرة عناصر حماس عليه.

المنطاد الذي ينشر الجيش الإسرائيلي أعداد منه لمراقبة كامل الحدود مع قطاع غزة، يحتوي على كاميرات ومعدات عسكرية حساسة لا توجد في قطاع غزة، وهو الأمر الذي وصفه المحلل العسكري لموقع واللا الإسرائيلي أمير بخبوط، بأنه "حدث خطير"، إلا أن الجيش الإسرائيلي قال إنه لا يخشى من تسرب ملموس للمعلومات، وقام بإبعاد باقي المناطيد عن الحدود بشكل احترازي.

مصدر في الجناح العسكري لحركة حماس طلب إخفاء هويته كشف لـ"المونيتور" عن تفاصيل الحادثة قائلاً: "لاحظ أحد عناصر الضبط الميداني -قوة عسكرية لحماس مهمتها مراقبة الحدود- سقوط منطاد المراقبة الإسرائيلي في أحد الشوارع الحدودية لمنطقة بيت حانون شمال شرق قطاع غزة وقام على الفور بالاستيلاء عليه وسحبه إلى منطقة آمنة".

وأضاف: "مباشرة حاولت قوة خاصة من الجيش الإسرائيلي التقدم في المنطقة التي سقط قربها المنطاد لاستعادته، إلا أن عناصر الضبط الميداني اتخذوا مواقع قتالية مقابل تلك القوة، الأمر الذي فهمه جنود القوة الإسرائيلية أنهم سيتصدون لهم إن تقدموا أكثر داخل حدود غزة".

وأوضح المسؤول العسكري أن طائرة إسرائيلية بدون طيار أطلقت صاروخين في منطقة فارغة قرب عناصر الضبط الميداني في محاولة لردعهم عن إطلاق النار تجاه القوة الإسرائيلية الخاصة التي عادت أدراجها بعد دقائق.

وأكد أن المنظومة تحمل 6 كاميرات تصوير عالية الدقة برؤية دائرية قطرها 360 درجة وتتنوع قدراتها بين التصوير الليلي والنهاري والحراري وهي بحالة سليمة ولم تتضرر، مشدداً على أنه يجري العمل لإعادة تشغيلها واستخدامها بشكل عكسي ومراقبة تحركات الجيش الإسرائيلي بمسافة أعمق.

صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية ذكرت في 18 يونيو الجاري، بعضاً من الخصائص التقنية للمعدات التي يحملها المنطاد والذي تم بيع نسخ منه إلى جيوش أجنبية -لم تذكر أسمائها-، قالت إن سقوطه جاء بسبب خطأ من ضابط التشغيل، وأن الرياح تسببت في دفعه باتجاه قطاع غزة.

وأشارت إلى أن الكاميرات التي يحملها المنطاد تبلغ تكلفتها 2 مليون شيقل (588 ألف دولار أمريكي) وهي من صناعة إسرائيلية وتعتبر جيدة جداً على المستوى العالمي ولا يمكن مقارنتها بكاميرات الطائرات بدون طيار، مشيرةً إلى أن تلك الكاميرات لديها رؤية رصد لمسافة 5 كيلو متر بدقة عالية ليلاً ونهاراً، ويمكنها التصوير في درجات حرارة تتراوح من 60 درجة إلى 35 تحت الصفر، ويمكنها أن تعمل في ظل الرياح بسرعات تصل إلى 40 كم/ ساعة.

حماس التي تمتلك أدوات بسيطة لمراقبة تحركات الجيش الإسرائيلي من كاميرات يمكن شرائها من الأسواق أو من خلال عناصرها المتواجدين على الحدود بشكل مستمر أو من خلال الطائرات بدون طيار التي تمتلكها، استطاعت وعلى مدار سنوات من الاستيلاء على العديد من منظومات للمراقبة والتجسس الإسرائيلي والتي كان آخرها المعدات والأجهزة التي استولت عليها بعد اكتشاف قوة إسرائيلية خاصة تسللت إلى مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة في 11 نوفمبر 2018، والتي كانت تنوي وضع تلك المعدات التجسسية على شبكة الاتصالات الخاصة بحركة حماس.

تمكنت الحركة من تفكيك تلك المعدات والأجهزة وحصلت على معلومات استخبارية مكنتها من معرفة بعضاً من أساليب عمل الوحدات التجسسية للجيش الإسرائيلي في مراقبة قيادات حماس وأذرعها ومحاولة اختراقها تقنياً، كما واستطاعت من خلال تلك المعدات الكشف عن أسماء وصور أفراد الوحدة الإسرائيلية التي قتل قائدها خلال الاشتباك مع عناصر حماس في خانيونس.

وسبق تلك الحادثة بأشهر وتحديداً في 5 مايو 2018، اكتشاف حماس لأكبر جهاز تجسس إٍسرائيلي وضع على شبكة اتصالاتها وسط قطاع غزة، وعند محاولة تفكيكه من قبل عناصرها انفجر وأدى إلى استشهاد 6 من منهم.

الجناح المسلح لحماس لم يكتف بهذا القدر في منع إسرائيل من التجسس عليها، فقد كشف تحقيق لقناة الجزيرة بث في مايو الماضي، عن عملية أطلقت عليها حماس "الإعماء" والتي قام خلالها قناصتها بضرب غالبية كاميرات المراقبة الإسرائيلية على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة مع إسرائيل خلال معركة مايو 2021، وذلك لحرمان الجيش الإسرائيلي من رصد تحركات مقاتليها، ناهيك عن استيلائها على طائرات بدون طيار إسرائيلية سقطت في السنوات الأخيرة بقطاع غزة وأعادت استخدامها ضد الجيش الإسرائيلي.

بعد ساعات من استيلاء حماس على المنطاد قصفت الطائرات الإسرائيلية موقعاً عسكرياً للحركة ودمرت إحدى نقاط المراقبة التابعة لها شمال قطاع غزة والتي تطل على كيبوتس نتيف هعسراه وتثير قلق الإسرائيليين، وجاء القصف رداً على إطلاق أحد الصواريخ على مدينة عسقلان جنوب إسرائيل.

المختص في التقنية وأمن المعلومات بمعهد فلسطين للأبحاث والدراسات الاستراتيجية في غزة أشرف مشتهى اعتبر في حديث مع "المونيتور" أن رد الفعل الإسرائيلي العسكري بعد الاستيلاء على المنطاد يعكس أهمية تلك المنظومة التي استولت عليها حماس.

وأوضح مشتهى أن التخوف الأبرز لدى الجيش الإسرائيلي هو تمكن حماس من استخدام تلك المنظومة في رصد تحركات الجيش الإسرائيلي على مسافة بعيدة داخل الحدود، بعد تثبيتها على طائرة استطلاع في المستقبل، منوهاً إلى أن حماس في الوقت ذاته تخشى من اكتشاف إسرائيل للأمر واستهدافها وبالتالي خسارة حماس لتلك المنظومة التي لا يوجد مثيل لها في قطاع غزة.

من جانبه، رأى الخبير الأمني في غزة محمد لافي أن حماس ستلجأ إلى ما يعرف بـ"الهندسة العكسية" عبر توظيف واستخدام تلك المنظومة في مراقبة تحركات الجيش الإسرائيلي قرب الحدود مع قطاع غزة.

وأشار لافي إلى أن حماس لديها خيارات ليست بالصعبة في استخدام تلك المنظومة عبر تثبيتها على الأرض قرب الحدود مع إسرائيل، أو من خلال وضعها على بالون مملوء بغاز الهليوم، مستدركاً إلا أن الأخيرة قد تشكل فرصة سهلة من قبل الجيش الإسرائيلي لاستهداف تلك المنظومة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

مقاتلون بارزون في عرين الأسود يسلمون أنفسهم للسلطة

أحمد ابو عامر - المونيتور مدينة غزة، قطاع غزة – سلم المزيد من مقاتلي مجموعة عرين الأسود في نابلس أنفسهم للسلطة الفلسطينية،  وذلك في ظل الاتص...