الأحد، 19 يونيو 2022

الطائرات المسيرة.. سلاح حـمـاس الذي يقلق الاحتلال في المواجهة المقبلة

أحمد أبو عامر - المونيتور

مدينة غزة، قطاع غزة – "شهاب" و"الزواري" و"أبابيل" أسماء لطائرات مسيرة كشف الجناح المسلح لحركة حماس -كتائب عز الدين القسام- ولأول مرة في 11 يونيو الجاري، عن امتلاكه لعدد كبير من تلك الطائرات والتي عمل مهندسوها على تصنيعها وتطوير قدراتها في قطاع غزة.

كشف حماس عن تلك الطائرات جاء خلال فيلم وثائقي بثته في 11 يونيو الجاري، لتخليد أعمال اثنين من أهم مهندسيها القائمين على مشروع الطائرات المسيرة واللذين اغتالهم الجيش الإسرائيلي خلال معركة غزة في مايو 2021، وهما ظافر الشوا وحازم الخطيب.

الطائرات المسيرة واحدة من أهم الأسلحة العسكرية التي تسعى حماس للتزود بها إلى جانب الصواريخ، إذ شكل السلاحان أبرز أدوات حماس خلال المواجهة الأخيرة مع إسرائيل في مايو 2021، واستطاع الجناح المسلح للحركة إطلاق عدد من تلك المسيرات باتجاه إسرائيل خلال تلك المعركة.

مسؤول في الجيش الإسرائيلي ذكر في 5 يونيو الجاري، وخلال تصريحات للقناة 12 الإسرائيلية أن حماس حاولت خلال مايو 2021، استهداف منصة الغاز "تمار" جنوب إسرائيل بطائرة مسيرة قبل أن يتم اكتشافها وتدميرها، وجاءت تصريحات المسؤول الإسرائيلي لتؤكد ما أعلن عنه الجناح المسلح لحماس في 13 مايو 2021، من أنه استهدف منصة الغاز قبالة شواطئ غزة بعدد من الطائرات المسيرة الانتحارية من طراز "شهاب".

مسيرة "شهاب" والتي تعد آخر الطائرات التي صنعتها حماس تحمل رأساً متفجراً يزن 30 كيلو جرام، ويمكن أن تطير لمسافات تصل إلى 250 كلم، ويعتقد أنها مبرمجة بإحداثيات GPS وصور الأقمار الصناعية للعثور على هدفها، ويمكن توجيهها بصرياً إلى الهدف باستخدام مشغل أرضي وكاميرا.

استطاعت حماس وبخبرات إيرانية وأخرى عربية من تصنيع أول طائرة مسيرة حملت اسم "أبابيل 1" والتي جاءت بثلاث نسخ (استطلاع، وإلقاء قنابل، وانتحارية)، وذلك خلال الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2014، وأعلنت حماس حينها أن الطائرات حلقت مرات عدة في أجواء إسرائيل، وإحداها وصلت مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب دون أن يكتشفها الجيش الإسرائيلي.

تنسب حماس الفضل الأول في انطلاق مشروعها للطائرات المسيرة للمهندس التونسي محمد الزواري، والذي اغتيل في 15 ديسمبر 2016، في مدينة صفاقس التونسية، واتهمت حماس الموساد الإسرائيلي باغتياله، بالإضافة إلى الخبرات الإيرانية التي حصلت عليها الحركة لتطوير تلك الطائرات وتحسين قدراتها.

الخبير العسكري واللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي اعتبر في حديث مع "المونيتور" أن حماس تدرك جيداً بأن الطائرات المسيرة هي سلاح العصر، ولذلك تسعى بكل قوة لأن تمتلك هذا السلاح لاستخدامه في عملياتها الهجومية ضد الجيش الإسرائيلي.

ورأى أن كشف حماس عن عدد كبير من تلك الطائرات وبأنواعها المختلفة يمثل نوع من استعراض القوة والرسائل المتبادلة مع الجيش الإسرائيلي، في ظل اعتقاد الأخير أنه استطاع الإضرار وتأخير مشروع الطائرات المسيرة لحماس عبر اغتيال عدد من مهندسيها.

الشرقاوي يعتقد أن ذلك السلاح ما يزال بقدرات متواضعة في أيدي الفصائل الفلسطينية وتحديداً حماس والجهاد الإسلامي، وأن تطوير قدرات تلك الطائرات بحاجة لوقت ليس بالقصير لتصبح ذات فعالية وجدوى، وهو ما تعمل عليه إيران حالياً من خلال تزويدها لحماس والجهاد الإسلامي بالتقنيات الخاصة بتطوير تلك الطائرات.

من جانبه، قال الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية محمد أبو هربيد لـ"المونيتور": "حماس لا تكتفي بالاعتماد على سلاح واحد فقط كالأنفاق أو الصواريخ لمواجهة الجيش الإسرائيلي بل تسعى لامتلاك ما تستطيع من أسلحة والتي كان آخرها الطائرات المسيرة".

وشدد أبو هربيد على أن حماس تواصل تطوير تلك المسيرات لتكون ذات جدوى أكبر، وهو الأمر الذي تخشاه إسرائيل، وتحاول عرقلته بكل ما تستطيع، معتقداً أن حماس لم تكشف كل ما في جعبتها بشأن الطائرات المسيرة وأنها اعتادت على إخفاء قدراتها الجديدة لأي معركة قادمة لتفاجئ بها الجيش الإسرائيلي، وذلك على غرار ما جرى في حرب عام 2014، حينما فاجأت الجميع بإطلاقها لطائرات مسيرة باتجاه إسرائيل.

وأوضح أن حماس تعول كثيراً على الطائرات المسيرة في صراع الأدمغة مع الجيش الإسرائيلي وليس فقط كأداة عسكرية، إذ استطاعت الحركة التجسس على تحركات الجيش الإسرائيلي قرب حدود قطاع غزة وتمكنت في مرات عدة من اسقاط طائرات مسيرة للجيش الإسرائيلي سواءً عبر إطلاق النار تجاهها أو اختراق أجهزتها والسيطرة عليها.

إسرائيل وإزاء التهديد الجديد لطائرات حماس المسيرة، فإنها تسعى لتأخير تطوير تلك الطائرات عبر منع تهريب أي مواد تستخدم في صناعتها، أو اغتيال مطوريها، أو إسقاطها بمنظومة القبة الحديدية وهو ما جرى في 19 مايو الماضي، فقد أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أسقط طائرة مسيرة في أجواء جنوب قطاع غزة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

مقاتلون بارزون في عرين الأسود يسلمون أنفسهم للسلطة

أحمد ابو عامر - المونيتور مدينة غزة، قطاع غزة – سلم المزيد من مقاتلي مجموعة عرين الأسود في نابلس أنفسهم للسلطة الفلسطينية،  وذلك في ظل الاتص...