السبت، 22 مايو 2021

الإعلام الفلسطيني ودوره في معركتي “الشيخ جراح وغزة”.. القوة والضعف

موقع زوايا

قال مدير مركز الدراسات الإعلامية الفلسطينية الصحفي أحمد أبو عامر، إن الإعلام الفلسطيني عبر “منصات التواصل” والمتمثل بالنشطاء الفلسطينيين بدأوا المعركة الإعلامية في الشيخ جرّاح عبر وسم “أنقذوا الشيخ جراح” الذي لقى تفاعلًا كبيرًا محليًا وعربيًا ودوليًا، وحظي بتضامنٍ كبير على كل المستويات، ونجحوا في إيصال صوتِهم للجميع، على الرغم من محاولة الاحتلال التضييق على النشر، وسياسة فيس بوك تجاه المحتوى الفلسطيني، التي تتمثل بالتقييد والحظر.

وقال خلال حديثه لـ “زوايا” أن الجانب السلمي الذي اتصفت بها معركة وقضية الشيخ جراح، أخذ زخمًا إعلاميًا أكبر من العدوان الإسرائيلي على غزة، لأنه اتخذ طابعًا سلميًا، عكس غزة التي اتخذت طابعًا عسكريًا وهذا ما يعارضه الكثيرون.

وأسِف على دورِ الإعلام الرسمي الضعيفِ تجاه القضايا الفلسطينية، وتقصيرها في نقل الرسالة الفلسطينية محليًا وعربيًا ودوليًا، مبينًا أن الإعلام الذي قاده الجمهور والنشطاء عبر “منصات التواصل” نجح إلى حد ما في نقل الرسالة عربيًا ودوليًا.

وعزا ضعف الإعلام الموجه للغرب، ضعف الإمكانيات في توفير ناطقين وتصدير مواد إعلامية تشرح القضايا الفلسطينية بالرواية الفلسطينية، في ظل سيطرة الرواية الإسرائيلية وقوتها، مضيفًا أن الاحتلال هو سبب من أسباب ضعف الإعلام في التغطية ونقل الصورة والرسالة بسبب استهدافه المستمر للصحفيين وتدمير المقار الصحفية وقطع الكهرباء والانترنت عن قطاع غزة التي تضررت بفعل القصف.

وانتقد “أبو عامر” طغيان الصورة والنبرة العسكرية على الجانب الإنساني، خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، مشيًرا “من المفترض أن يصل للغرب ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قصفٍ وانتهاكات وتبيان مظلومية الشعب الفلسطينية، لا القدرات العسكرية التي تأتي بنتائج عكسية” .

رابط التقرير/ https://zawayanet.com/%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%84%d8%b3%d8%b7%d9%8a%d9%86%d9%8a-%d9%88%d8%af%d9%88%d8%b1%d9%87-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%b9%d8%b1%d9%83%d8%aa%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b4/%d8%aa%d9%82%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%b1/?amp=1&fbclid=IwAR0YOxXdWP81aKrREtj9xwMr-Acp8uuZQw9rpI6-ZYFLOoYrDIodIFrlqUQ

الجمعة، 21 مايو 2021

اتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية و(إسرائيل) يدخل حيز التنفيذ

أحمد أبو عامر - المونيتور

مدينة غزة، قطاع غزة - دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل حيز التنفيذ عند الساعة الثانية من فجر الـ 21 مايو الجاري، وذلك بعد 11 يوماً من القتال بين الجانبين أسفرت عن استشهاد 232 فلسطينياً وإصابة 1900 آخرين، فيما مقتل 12 إسرائيلياً وأصيب 336 بجراح.

الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية، وبعد ضغوط أمريكية كبيرة، جاء بشكل متزامن بين الجانبين وبدون أي شروط، وأعلنت كلا ًمن الحكومة الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية الالتزام به، فيما أعلنت مصر في بيان رسمي لها في 20 مايو الجاري، أنها سترسل وفدين أمنيين إلى قطاع غزة وتل أبيب خلال الساعات المقبلة لمتابعة تطبيق الاتفاق.

وسبق دخول الاتفاق حيز التنفيذ تبادل للقصف الصاروخي بين الجانبين حتى الدقائق الأخيرة، فيما خرج الناطق العسكري باسم كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس أبو عبيدة في كلمة متلفزة قال فيها: "كنا قد أعددنا ضربة صاروخية تغطي كل فلسطين من حيفا حتى رامون، ولكننا استجبنا للوساطات العربية لوقف إطلاق النار ولنرقب سلوك العدو حتى الساعة الثانية من فجر الجمعة (..)، وإن انطلاق ضربتنا الصاروخية يحدده مدى التزام العدو باتفاق وقف إطلاق النار".

المواجهة التي جاءت في أعقاب محاولات إسرائيلية لإخلاء عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح بالقدس، واقتحام المسجد الأقصى خلال شهر رمضان الماضي من قبل الشرطة الإسرائيلية، دفعت بقائد الجناح المسلح لحركة حماس محمد الضيف بالتهديد بالمواجهة العسكرية إن لم تتوقف إسرائيل عن إجراءاتها، وما هي إلا أيام بعد ذلك التهديد حتى ضربت حماس صواريخها باتجاه القدس في 10 مايو الجاري.

إسرائيل من جانبها، ردت على صواريخ حماس بإطلاق حملة عسكرية ضد قطاع غزة، أطلقت عليها اسم "حارس الأسوار"، فيما أطلقت عليها الفصائل المسلحة اسم "سيف القدس"، دمرت فيها إسرائيل بالطائرات 1800 وحدة سكنية في قطاع غزة، وعشرات المنشآت والمصانع، فيما أطلقت حماس والفصائل أكثر من 4300 صاروخا باتجاه إسرائيل تسبب بعضها بأضرار في المباني وسط وجنوب إسرائيل.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه استطاع تدمير مئات الأميال من أنفاق حماس تحت الأرض في عملية أطلق عليها اسم "مترو حماس"، وضرب بنيتها العسكرية وأعادها سنوات للوراء، كما ودمر منازل قادتها.

القيادي في حركة حماس أسامة حمدان أكد في حديث مع "المونيتور" أن اتفاق وقف إطلاق النار جاء ثمرة لجهود عربية وفي مقدمتها مصر، مشيراً إلى أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه جاء بشكل متزامن وليس أحادي الجانب كما روجت إسرائيل.

وأوضح حمدان أنهم حصلوا على ضمانات من قبل مصر ودول عربية أخرى بأن إسرائيل ستوقف الاقتحامات للمسجد الأقصى، وألا يتم طرد أهالي حي الشيخ جراح من منازلهم، منوهاً إلى أن مصر ستتابع تنفيذ ذلك الاتفاق من خلال الزيارات المرتقبة للوفد الأمني الذي سترسله لغزة ولتل أبيب.

وبين أن حركته والفصائل الفلسطينية الأخرى ترقب مدى التزام إسرائيل بالاتفاق، ومشدداً على أنهم لن يترددوا في الرد على أي خرق إسرائيلي لذلك الاتفاق، وتحديداً فيما يتعلق بقضية الشيخ جراح واقتحام المسجد الأقصى.

الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية خرجوا باحتفالات عفوية جابت شوارع المدن احتفالاً بوقف إطلاق النار وما أسموه بـ"الانتصار" على إسرائيل، وقاموا بتوزيع الحلوى وأطلقوا الألعاب النارية في الهواء.

عضو في البرلمان المصري طلب عدم الكشف عن هويته أكد لـ"المونيتور" أن مصر وإدارة بايدن ضغطتا على الجانبين بشكل كبير من أجل خفض التصعيد خلال الساعات الماضية، وذلك بهدف الوصول للاتفاق الذي تم الإعلان عنه مساء الـ 20 من مايو الجاري.

وأشار إلى أن تعنت كلاً من حماس وإسرائيل أخر إعلان اتفاق وقف إطلاق النار 24 ساعة، إذ كان يفترض الإعلان عنه مساء الـ 19 من مايو الجاري، مشيراً إلى أن الاتفاق هش وبحاجة إلى المتابعة والعمل على تثبيته من قبل جهاز المخابرات المصري.

وفي السياق ذاته، خرج الرئيس الأمريكي جو بايدن بمؤتمر صحفي فجر الـ 21 من مايو الجاري، للتعقيب على التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، وأوضح أن مصر ودول أخرى بذلت جهوداً مهمة للتوصل للاتفاق، ووعد بمساعدة إسرائيل في تطوير منظومة القبة الحديدية التي تتصدى للصواريخ التي تطلق من قطاع غزة.

الفلسطينيون استفاقوا صباح الـ 21 من مايو في قطاع غزة وتفقدوا حجم الدمار الكبير الذي حل بالمنشآت والمنازل، فيما بدأت فرق الدفاع المدني بالبحث عن بعض المفقودين تحت الركام، وشرعت قوات الدفاع المدني وفرق المتطوعين في إزالة ركام المنازل.

المحلل السياسي ورئيس التحرير السابق لصحيفة فلسطين مصطفى الصواف رأى في حديث مع "المونيتور" أن وقف إطلاق النار ما يزال هشاً، مشيراً إلى أن الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حماس قادرة على الزام إسرائيل بالاتفاق عبر ما تمتلكه من قوة عسكرية.

وأوضح الصواف أن حماس حققت خلال الجولة العسكرية مع إسرائيل العديد من الإنجازات ومن أهمها تحريك الشارع في الضفة الغربية وداخل إسرائيل في انتفاضة شعبية ضد الجنود والشرطة الإسٍرائيلية، بالإضافة إلى خلق حالة من التعاطف الإقليمي والدولي معها، ناهيك عن الإنجازات العسكرية في استمرارها بإطلاق الصواريخ بكثافة باتجاه إسرائيل حتى اليوم الأخيرة من التصعيد.

من جانبه، اعتبر المحلل السياسي المقرب من حركة حماس ورئيس المركز الشبابي الإعلامي إبراهيم المدهون خلال حديث مع "المونيتور" أن إسرائيل لا تمتلك إلا أن تلتزم بالاتفاق في ظل الضغوطات الدولية التي تتعرض لها لوقف عمليات التدمير وقتل المدنيين في قطاع غزة، بالإضافة إلى أن بنك أهداف الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة قد استنفذ.

وأشار إلى أن حماس والفصائل استطاعت خلال جول التصعيد العسكري استخدام جزء بسيط من قوتها العسكرية، وحققت إنجازات كانت تسعى إليها والظهور على أنها قائدة المشروع الوطني الفلسطيني بدل السلطة الفلسطينية، وذلك من خلال تقدمها للدفاع عن المسجد الأقصى والقدس في وجه الاعتداءات الإسرائيلية.

اتفاق وقف إطلاق النار الذي مر عليه ساعات حتى الآن، يشهد حالة التزام من الطرفين، إذ لم تسجل أي خروقات ميدانية من أي طرف، وبدأ الشارع الفلسطيني في قطاع غزة بالعودة التدريجية لممارسة الحياة الطبيعية.

"مترو حماس".. (إسرائيل) تفشل في القضاء على أنفاق غزة

أحمد أبو عامر - المونيتور

مدينة غزة، قطاع غزة – يواصل الجيش الإسرائيلي لليوم الـ 11 على التوالي عمليته العسكرية في قطاع غزة بقصف جوي ومدفعي مكثف أسفر عن استشهاد 232 فلسطينياً، وإصابة 1900 آخرين، فيما دمرت 1800 وحدة سكنية، والعشرات من المنشآت الاقتصادية.

أضخم عمليات القصف تمت في 14 مايو الجاري، وذلك بمشاركة 160 طائرة مقاتلة إسرائيلية وبمشاركة عشرات بطاريات المدفعية الثقيلة على شمال قطاع غزة، والتي ألقت خلالها 450 صاروخاً على 150 هدفاً، خلال 35 دقيقة، الأمر الذي سحق أحياء بأكملها وشردت آلاف العائلات باتجاه مدارس الأونروا.

بعد ساعات من ذلك القصف أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن الجيش وجه ضربةً قوية للمصالح الأرضية لحركة حماس في عملية أطلق عليها "مترو حماس"، والتي هدفت لتدمير أنفاق حماس الأرضية شمال قطاع غزة وقتل مئات المقاتلين فيها.

الجيش الإسرائيلي والذي حاول خداع حركة حماس بأنه سيقوم بهجوم بري على شمال قطاع غزة ليدفع بالمقاتلين إلى الدخول لتلك الأنفاق، ومن ثم قصفها بالطائرات وقتل مئات المقاتلين بداخلها، أعلن معلقون عسكريون إسرائيليون عن فشل تلك الخطة، وذلك بعد اكتشاف حماس الخديعة الإسرائيلية.

رغم ذلك الفشل إلى أن الجيش الإسرائيلي استمر في عمليات القصف العنيف حتى مساء الـ 20 من مايو الجاري، على أهداف في مناطق متفرقة من قطاع غزة قال إن تحتها أنفاق لحركة حماس، فيما ذكر وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس في 20 مايو الجاري، "أنهم يأخذون حماس في رحلة إلى الوراء عبر الزمن.. رحلة لن يسمحوا لهم بالعودة منها".

 مسئول في الجناح المسلح لحركة حماس طلب عدم الكشف عن هويته نفى في حديث لـ"المونيتور" أن يكون الجيش الإسرائيلي قد نجح في تدمير الأنفاق، وقال "كل ما يروج له الجيش الإسرائيلي كذب وتصدير لإنجازات وهمية وزائفة للجمهور الإسرائيلي".

وقال: "جميع أنفاقنا سليمة ولم تتعرض للتدمير، ما قام به الجيش الإسرائيلي هو استهداف للشوارع والبنية التحتية في قطاع غزة بزعم أن تحتها أنفاق"، مضيفاً "نتحدى أن يخرج الجيش الإسرائيلي صورة واحدة تثبت أنه قد دمر بالفعل الأنفاق".

واستدرك المسئول: "هناك بعض فوهات الأنفاق التي هي مكشوفة للجمهور في المناطق الحدودية والتي يتم من خلالها استخراج الرمال من تحت الأرض هي التي استهدفت"، مؤكداً أن تلك الفوهات يتم إلغائها فور الانتهاء من بناء النفق، ولا تعد ذات جدوى أو يمكن أن تؤثر على النفق في حال قصفها.

ودلل على فشل الجيش الإسرائيلي بالقول: "نطلق جميع صواريخنا باتجاه الأهداف الإسرائيلية من منصات تحت الأرض وباستخدام الأنفاق التي قال الجيش أنه دمرها".

وحول كيفية اكتشاف خديعة الجيش الإسرائيلي التي أعدها لقتل عدد كبير من مقاتلين حماس في الأنفاق قال: "العدو حاول إيهامنا بأنه يقوم بقصف مكثف لعمل حزام ناري لبدء هجوم بري شمال قطاع غزة، ولكن المعطيات التي كانت لدينا أن التحشدات العسكرية الموجودة على الحدود ليست للهجوم البري فهي قليلة للغاية، والتقدير لدينا كان أنه يريد استدراج المقاتلين للمنطقة الحدودية شمال قطاع غزة بهدف قتلهم بالطائرات".

إسرائيل تقول إن حماس استثمرت مئات ملايين الدولارات في بناء تلك الأنفاق منذ سنوات طويلة، وتمكنت من بناء مدينة كاملة تحت الأرض لتستخدمها في قتال الجيش الإسرائيلي عند دخول غزة أو في تخزين السلاح وإطلاق الصواريخ أو لتنقل المقاتلين والقيادات العسكرية للحركة لتكون بعيدة عن نظر الطائرات الإسرائيلية.

رئيس بلدية غزة يحيى السراج أكد في حديث مع "المونيتور" أن إسرائيل دمرت جزء كبير من البنية التحتية لمدينة غزة، وتحديداً الطرق ومحطات المياه وتمديدات الكهرباء، مشيراً إلى أنهم يقومون بعملية إزالة للركام من الطرقات لإفساح المجال أمام تحرك سيارات الإسعاف وسيارات الدفاع المدني بكل سهولة.

وأوضح السراج أنهم لم يشاهدوا أي أنفاق أو منشآت للمقاومة الفلسطينية خلال عمليات إزالة الركام وفتح الطرقات، مشيراً إلى أن إسرائيل اتخذت من قضية الأنفاق ذريعة لتدمير البنية التحتية لمدينة غزة بهدف خلق معاناة مستمرة للمواطنين.

بدأت حماس حفر الأنفاق لأول مرة عام 2001، والتي استخدمت للمرة الأولى في تفجير موقع للجيش الإسرائيلي في منطقة رفح، لتستخدم حماس تلك الأنفاق بعد ذلك في تهريب البضائع والسلع الغذائية بعد فرض إسرائيل حصار على قطاع غزة عقب فوز حماس بالانتخابات التشريعية عام 2006.

بعد نجاح حماس في عملية أسر الجندي جلعاد شاليط عام 2006، من موقع عسكري إسرائيلي شرق مدينة رفح -جنوب قطاع غزة- عبر نفق لها، تشجعت الحركة لبناء الأنفاق بشكل كبير وواسع في قطاع غزة، ونجحت خلال حرب عام 2014، من التسلل إلى مواقع الجيش الإسرائيلي وقتل عدد من الجنود وأسر اثنين آخرين.

المختص في الشؤون العسكرية والباحث في المعهد المصري للدراسات رامي أبو زبيدة رأى في حديث مع "المونيتور" أن تدمير أنفاق حماس ليست بالسهولة التي تروج لها إسرائيل، مشيراً إلى أن حماس أصبح لديها خبرة كبيرة في بناء الأنفاق والتي تحفرها على عمق عشرات الأمتار تحت الأرض وبصورة هندسية تحد من الموجات الانفجارية التي تسببها الصواريخ الإسرائيلية.

وبين أبو زبيدة أن إسرائيل تلجأ إلى ضرب الكثير من الطرقات لعلها تتمكن من ضرب بعض الأنفاق التي تعتقد أنها تمر من تحت الطرقات العامة في غزة، مشيراً إلى أن أبرز الأدلة على فشل إسرائيل في تدمير الأنفاق هو استمرار حماس بإطلاق الصواريخ من باطن الأرض طوال أيام المعركة وبدون توقف.

وتوافق الخبير العسكري واللواء المتقاعد في صفوف منظمة التحرير يوسف الشرقاوي في حديث مع "المونيتور" مع سابقه بأن أنفاق حماس توجد في أعماق الأرض ومبنية بالخرسان المسلح بهدف خلق حماية أكبر للمقاتلين في حال تعرضها للقصف.

وقال الشرقاوي: "قد تكون إسرائيل نجحت في تدمير بعض أنفاق حماس، ولكن ذلك لا يعني أنها دمرت مشروع أنفاق حماس بالكامل، فالحركة منذ سنوات طويلة وهي تحفر الأنفاق بمسارات متعددة وأصبح لديها الكثير منها تحت قطاع غزة ومن الصعب على إسرائيل تدميرها".


الخميس، 13 مايو 2021

(إسرائيل) تغتال قادة عسكريين كبار لحماس وتدمر مقراتها الأمنية والعسكرية

أحمد أبو عامر - المونيتور

مدينة غزة، قطاع غزة – تمكن الجيش الإسرائيلي من اغتيال عدد من قادة حماس العسكريين في 12 مايو الجاري، خلال عمليته العسكرية التي أطلقها ضد قطاع غزة في 10 مايو الجاري، وذلك بعد أن أطلقت الفصائل الفلسطينية المسلحة مئات الصواريخ على (إسرائيل) في 10 مايو الجاري.

الفصائل التي أطلقت الصواريخ تجاه إسرائيل كرد على استمرار اقتحام الشرطة الإسرائيلية والإسرائيليين المتدينين للمسجد الأقصى، ومحاولات إخراج سكان حي الشيخ جراح بالقدس من منازل ومنحها لإسرائيليين.

وأسفرت العملية العسكرية الإسرائيلية وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية منذ بدايتها وحتى 13 مايو الجاري، عن استشهاد 67 فلسطينياً من بينهم 17 طفلاً و6 سيدات ومسن وإصابة 388 مواطناً بجراح مختلفة منهم 115 طفلاً و50 سيدة.

فيما دمرت الطائرات الإسرائيلية اثنين من الأبراج المرتفعة وعشرات المنازل والمؤسسات الشرطة والأمنية في كافة مناطق قطاع غزة، كما واستمرت الفصائل الفلسطينية في إطلاق صواريخها بالمئات تجاه إسرائيل، والتي وصلت حتى صباح 12 مايو الجاري، إلى أكثر من ألف صاروخ ذات مديات مختلفة.

الجيش الإسرائيلي قال في 12 مايو الجاري، إنه نفذ عملية أمنية مقعدة استهدفت عدد من كبار هيئة أركان عمليات حماس العسكرية، والمقربين من قائد الجناح المسلح محمد الضيف، وتمكنت من قتلهم جميعاً دون أن تعطي مزيداً من التفاصيل.

اغتيال قادة في الجناح المسلح لحماس شكل صدمة في الشارع الفلسطيني، وذلك في ظل أن عدد المستهدفين كبير وأسمائهم معروفة في قطاع غزة، كونهم يشكلون النواة الأساسية في مشروع حماس العسكري وتطويره، وهم باسم عيسى قائد لواء غزة، وجمعة طلحة وجمال الزبدة وكاظم الخطيب ووليد شمالي وسامي رضوان وجميعهم يعملون في مشروع تطوير قدرات حماس العسكرية.

الجناح المسلح لحماس وبعد ساعات من عملية الاغتيال أصدر بيانياً صحافياً في 12 مايو الجاري، وأكد استشهاد قادته العسكريين وعدد آخر من الجنود، وقالت إنهم استشهدوا أثناء إغارة الطائرات الإسرائيلية على مقدرات وكمائن المقاومة الفلسطينية.

مسئول في الجناح المسلح لحركة حماس طلب عدم الكشف عن هويته ذكر لـ"المونيتور" أنهم يحققون في عملية الاغتيال ودراسة كيفية وصول الجيش الإسرائيلي إليهم على الرغم من أنهم كانوا يتواجدون في مكان سري.

ورفض المسئول الكشف عن مكان الاستهداف للشخصيات العسكرية، مؤكداً أنهم كانوا في عملهم يجهزون من أجل الرد على العملية العسكرية الإسرائيلية.

وشدد المسئول العسكري لـ"المونيتور" على أن عملية الانتقام لهم ولشخصيات عسكرية أخرى تم اغتيالها خلال العملية العسكرية سيتم الرد عليه بشكل لم تعهده إسرائيل من قبل، منوهاً إلى أن الساعات أو الأيام القادمة سيشاهد الجميع ذلك الرد العسكري.

هذا وتطالب حماس للتوصل إلى اتفاق تهدئة مع إسرائيل بوقف الأخيرة لاقتحامات الشرطة والمتدينين الإسرائيليين لساحات المسجد الأقصى، وكذلك وقف أي مخططات لتهجير سكان حي الشيخ جراح في القدس، بالإضافة إلى الوقف المتزامن للعمليات العسكرية.

وسبق اغتيال الشخصيات العسكرية لحماس بساعات، قيام إسرائيل أيضاً باغتيال مسئول الاستخبارات في الجناح المسلح للحركة، ويدعى وائل عيسى وشخصية أخرى برفقته أثناء تواجدهما في أحد الشقق السكنية وسط مدينة غزة.

من جانبه، اتهم الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة إياد البزم في مقابلة مع "المونيتور" إسرائيل بالتعمد في تدمير المؤسسات الشرطية والأمنية الحكومية في قطاع غزة، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية تقوم بعملها في تأمين الجبهة الداخلية.

وأكد أن عشرات المقرات الأمنية والشرطية دمرت بشكل كامل في أنحاء متفرقة من قطاع غزة، بما فيها بعض مراكز الإصلاحية والتأهيل التابعة لوزارة الداخلية، والتي هي حسب القانون الدولي أماكن آمنة ويمنع استهدافها.

الجيش الإسرائيلي أعلن في 13 مايو الجاري أنه ضرب 600 هدف لحركة حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة منذ بداية العملية العسكرية وحتى صباح الـ 13 من مايو الجاري.

طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية كشف لـ"المونيتور" أن شخصيات أوروبية رفيعة المستوى، وكذلك بعض المسئولين في مصر وقطر تواصلوا مع قيادة حماس من أجل التوصل إلى اتفاق تهدئة.

وأكد النونو أن حماس مع أي تهدئة لحقن الدماء؛ إلا أنها في الوقت ذاته تطالب بتحقيق عدة مطالب قبل التوصل لتلك التهدئة، وفي مقدمتها وقف اقتحامات المسجد الأقصى ومنع تهجير سكان الشيخ جراح من منازلهم، والوقف الفوري والمتزامن لإطلاق النار، لافتاً إلى أن جهود التهدئة لم تصل إلى نتيجة حتى اللحظة.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن في 11 مايو الجاري، أن العملية العسكرية مستمرة بلا هوادة، مشدداً على أن التنظيمات في غزة ستدفع ثمناً باهظاً، فيما هدد وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس حماس في 12 مايو الجاري، بأنها إذا لم تتوقف عن اطلاق الصواريخ على إسرائيل فإنها ستتلقى ضربة أقوى من تلك التي تلقتها عام 2014.

أستاذ الدراسات الأمنية في أكاديمية الإدارة والسياسة للدراسات العليا في غزة إبراهيم حبيب وخلال حديث مع "المونيتور" رأى أن الضربة التي تلقتها حماس ليست بالسهلة، متوقعاً أن تدفعها تلك الضربة للقيام بمراجعة كبيرة على المستوى القيادي والميداني لمعرفة الخلل الذي استغلته إسرائيل في اغتيال قادتها العسكريين.

واستبعد حبيب أن يشكل ذلك الاغتيال أي تأثير ميداني على حماس في هذه الجولة العسكرية، قائلاً "من يعرف حماس يدرك كم هي حركة مؤسسية وكل قائد أو مسئول فيها لديه نائب وعلى اطلاع كامل بتفاصيل العمل ويحل مكانه في حال غيابه بصورة مؤقتة أو دائمة.

من جانبه، اعتبر اللواء المتقاعد والخبير العسكري يوسف الشرقاوي في حديث مع "المونيتور" أن أي مؤسسة عسكرية في العالم تتلقى ضربة كالتي تعرضت لها حماس في هذه الجولة العسكرية بالتأكيد ستتأثر على المدى القريب، وتحديداً في جانب تطوير قدراتها العسكرية.

واستدرك الشرقاوي بالقول "إلا أن ذلك الاستهداف قد يشكل حافر أكبر لحركة حماس وحلفائها من إيران وحزب الله لبذل المزيد من الجهد في تطوير القدرات العسكرية كي لا تحقق لإسرائيل هدفها من ذلك الاغتيال وهو تأخير تطوير قدرات حماس العسكرية".

سكان قطاع غزة والذين يستعدون لتشييع جثامين عشرات الشهداء ظهر الـ 13 من مايو الجاري، ينتظرون ما ستقوم به حماس من انتقام لاغتيال قادتها العسكريين.

مقاتلون بارزون في عرين الأسود يسلمون أنفسهم للسلطة

أحمد ابو عامر - المونيتور مدينة غزة، قطاع غزة – سلم المزيد من مقاتلي مجموعة عرين الأسود في نابلس أنفسهم للسلطة الفلسطينية،  وذلك في ظل الاتص...